الصلاة على النبي يوم الجمعة واحدة من أعظم القربات والطاعات، لقوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾، وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:«إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة فأكثروا علي من الصلاة فيه فإن صلاتكم معروضة علي»، لذا أكثروا من الصلاة على النبي.
واعلم أنه عندما تصلي على النبي صلى الله عليه وسلم الله يصلي عليك وإذا صلى الله عليك يقضي حوائجك ويعينك على قضائها ويكفي همك ويقضي غمك صلوا عليه وسلموا تسليما.
صيغة الصلاة على النبي تفرج الكرب
يكشف الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر عن صيغة الصلاة على النبي لمن وقع في كربة فقال قل: «اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الطَّاهِرِ الزَّكِيِّ، صَلَاةً تُحَلُّ بِهَا الْعُقَدُ، وَتُفَكُّ بِهَا الْكُرَبُ». هذه الصلاة ذكرها الشيخ شهاب الدين أحمد بن عبد اللطيف الشرجي الزبيدي -صاحب مختصر البخاري- في كتابه (الصلات والعوائد). ونقل عن بعض الصالحين أنه قال : من وقع في كربة فقال : اللهم صلِّ على سيدنا محمد النبي الأمي ….. إلى آخرها . ويكرر ذلك فرج الله عنه. [سعادة الدارين – النبهاني]
ودعا علي جمعة قائلا:«اللهم يا ربنا احشرنا تحت لواء نبيك يوم القيامة، واسقنا من يده الشريفة شربة ماءٍ لا نظمأ بعدها أبدا، ثم أدخلنا الجنة من غير حساب، ولا سابقة عقابٍ ولا عتاب، ومتعنا بالنظر إلى وجهك الكريم .. أعنا على ذكرك، وشكرك، وحسن عبادتك .. اجعل القرآن الكريم ربيع قلوبنا، وجلاء همنا وحزننا، ونور أبصارنا وصدورنا، وحّد بين قلوبنا، استر عيوبنا، اغفر ذنوبنا، ارزقنا رزقًا واسعا، وعلما نافعا، وقلبًا خاشعا، وعينًا من خشيتك دامعة ، اللهم يا رب العالمين استجب دعاءنا».
فوائد الصلاة على النبي
ومن فوائد الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، أنها بمثابة دعاء، لقوله تعالى «إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما»، فهذه الآية شرف الله بها رسوله عليه الصلاة و السلام حياته وموته، والصلاة من الله رحمته ورضوانه، ومن الملائكة الدعاء والاستغفار، ومن الأمة الدعاء والتعظيم لأمره .
وفي فضل الصلاة على النبي – صلى الله عليه وسلم- ثبت عنه – صلى الله عليه وسلم- أنه قال : من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا . وقال سهل بن عبد الله : الصلاة على محمد – صلى الله عليه وسلم- أفضل العبادات؛ لأن الله تعالى تولاها هو وملائكته ، ثم أمر بها المؤمنين ، وسائر العبادات ليس كذلك.
قال أبو سليمان الداراني : من أراد أن يسأل الله حاجة فليبدأ بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يسأل الله حاجته ، ثم يختم بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فإن الله تعالى يقبل الصلاتين وهو أكرم من أن يرد ما بينهما .
وروى سعيد بن المسيب عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال : الدعاء يحجب دون السماء حتى يصلى على النبي – صلى الله عليه وسلم – ، فإذا جاءت الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم رفع الدعاء .
ولأننا في شهـر رجـب، والحسـنات تتضـاعف في الأشهـر الحـرم، فإن مثـوبات وبركات الصلاة على النبي ﷺ تتضـاعف كذلك، فأكثروا واستكثروا من الصلاة على رسول الله ﷺ لاسيما يوم الجمعة حيث يحب النبي ﷺ منا الإكثار من الصلاة عليه (فَأَكْثِرُوا عَلَيَّ مِنَ الصَّلَاةِ فِيهِ)
وإن الصلاة على النبي 1000 مرة يوم الجمعة الثانية من رجب لن تستغرق حوالي نصف ساعة يمكنك توزيعها على يوم الجمعة كله، فيرجى أن تكون بها من المكـثرين فيضـاعف نصيبك من مثوبات وبركات الصلاة على رسول الله ﷺ، ومن يكـثر فالله أكثر.