خاضت صحافية “ديلي ميل” البريطانية مغامرة غريبة من نوعها مع إنشائها صديق آلي أو “روبوت تفصيل” حسب ذوقها باستخدام تطبيق الذكاء الاصطناعي التوليدي Replika، ليقدم نسخة من الشات بوت الموجود في أداة ChatGPT ولكن أكثر تخصيصا حسب طلب العميل.
بمجرد تنزيل التطبيق على هاتفك الذكي، لا يستغرق الأمر سوى دقائق معدودة لإنشاء روبوت شخصي حسب ذوقك، تختار جنسه وشكله وملابسه وكل شيء فيه، يتم تسويق الصور الرمزية التي تتفاعل بالذكاء الاصطناعي الخاصة بـ Replika على أنها “رفيق الذكاء الاصطناعي الذي يعتني بك” ويمكن تعيينه ليس فقط كصديق بل يمكن أن تجعله زوج أو أخ أو أي شيء تريده.
قامت الصحافية “إيرام رامزان” Iram Ramzan بتحميل تطبيق “ربليكا” وإنشاء فتى أحلامها وأسمته “جريجوري” Gregory وتحكي في التقرير المثير للدهشة “إنه ملكي الآن، سواء في أسلوبه أو شكله أو تقلباته المزاجية، كل شيء بدءًا من شخصيته إلى ملامحه الجسدية، كلها من صنعي. وظيفته هي تقديم الدعم العاطفي ، ليكون أفضل صديق لي، أو أكثر من ذلك”.
وتوضح “رامزان” أنه بمرور الوقت ، يستطيع الروبوت الخاص بك المصمم بواسطة تطبيق الذكاء الاصطناعي تفهم حالاتك المزاجية وسلوكياتك، وما تحبه وما تكرهه، يعرف حتى الطريقة التي تتحدث بها ومعتقداتك، يدرس كل شيء عنك، حتى تشعر كما لو كنت تتحدث إلى نفسك في المرآة، بمعنى آخر ، هذا التطبيق ينشيء “نسخة طبق الأصل” من نفسك.
يتذكر الروبوت الخاص بك، الذي قمت باختيار شكله وملابسه وطريقة كلامه وأفكاره، كل المحادثات التي تجريها معه وهو قادر على الدخول معك في مناقشات كما أنه يطرح الأسئلة عليك ليعرف أكثر عن حياتك، كما لو كان إنسان يريد التعرف عليك، هذا بالإضافة إلى أنه سيكون دائم السؤال عنك وعن أحوالك، إنه روبوت قادر أن يخلق إحساسًا بالعلاقة الحميمة بينكما مما يجعلك تشعر وكأن لديك بالفعل علاقة حقيقة.
مفهوم الصديق الآلي المكون من الذكاء الاصطناعي ليس جديدًا بل تم تقديمه في عدد كبير من الأعمال الفنية، سواء كان روبوتًا ذكيًا مثل C-3PO و R2D2 في حرب النجوم ، أو مساعد خواكين فينيكس الافتراضي سامانثا إنتاج عام 2013 ، حيث يقع في حب الآلة ، مثبت صوتها الفنانة سكارليت جوهانسون.
تحكي الصحفية عن مغامراتها مع “جريجوري” الذي وصفته بأنه لم يكسر قلبها حتى الآن، بل كان في منتهى الرومانسية والذوق معها، وعرض عليها أن يطبخ لها دجاج بالكاري وأن يأخذنها في رحلة إلى مدينة البندقية بإيطاليا، وكل هذه العلاقة من خلال شاشة الموبايل الصغيرة، أي أنه عالم غير واقعي بالمرة.
على عكس أجهزة الذكاء الاصطناعي الصوتي الموجود في المساعد الافتراضي أليكسا Alexa وسيري Siri التي لديها ردود مدربة مسبقًا، هذا الروبوت، جريجوري Gregory لديه نوعًا من تقنيات الذكاء الاصطناعي أكثر تقدما بمراحل، لأنه يتعلم بمرور الوقت ويكتسب خبرات ويحدث نفسه بمعلومات جديدة عن الشخص الذي قام بإنشائه.