خرج طلاب أوروبيون إلى الشوارع والحرم الجامعي للاحتجاج على الصراع المستمر في غزة، في موجة من الاضطرابات التي يتردد صداها في جميع أنحاء أوروبا.
في أمستردام، اشتبكت الشرطة الهولندية مع المتظاهرين في جامعة أمستردام، مما أدى إلى اعتقال اثنين وثلاثين شخصًا بتهم تشمل العنف العام والتخريب. تصور مشاهد الفوضى، التي تم التقاطها بالفيديو، اشتباكًا عاصفًا بين المتظاهرين وقوات إنفاذ القانون، مما يسلط الضوء على شدة المشاعر المحيطة بالصراع.
وفقا للجارديان، أدان رئيس الوزراء الهولندي مارك روته أعمال العنف، مؤكدا أنه على الرغم من أن المظاهرات مسموحة، فإن اللجوء إلى العنف والتدمير أمر غير مقبول بشكل لا لبس فيه. كما أدان روته استخدام الشعب الهولندي اليهودي ككبش فداء، ووصفه بأنه معاداة سامية غير مبررة ويجب معارضتها بقوة.
من ناحية أخرى، انتشرت حماسة الاحتجاج إلى خارج هولندا، حيث احتل الطلاب مباني الجامعات في بلجيكا وأسبانيا. وفي جامعة غنت ببلجيكا، وجامعة أوترخت بهولندا، برزت المهن التي يقودها الطلاب كنقطة محورية للمعارضة، ودمجت المخاوف بشأن الصراع في غزة مع قضايا أوسع مثل تغير المناخ.
في إسبانيا، انتشرت المظاهرات والمخيمات في مختلف الجامعات، حيث دعا الطلاب بلادهم إلى قطع العلاقات مع إسرائيل. وأعربت وزيرة العلوم والابتكار والجامعات الإسبانية، ديانا مورانت، عن دعمها للتعبئة التي يقودها الطلاب، مؤكدة على أهمية الجامعات كمساحات للتفكير النقدي والمشاركة الاجتماعية.
وفي خضم هذه الاحتجاجات، هناك دلائل على حدوث تحولات دبلوماسية محتملة داخل الاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بالدولة الفلسطينية. يقال إن أيرلندا وإسبانيا على استعداد للاعتراف بالدولة الفلسطينية في 21 مايو، مما يشير إلى خروج محتمل عن السياسة التقليدية للاتحاد الأوروبي. ويأتي الالتزام بالاعتراف بفلسطين في الوقت الذي يواجه فيه زعماء الاتحاد الأوروبي ضغوطا متزايدة لمعالجة الأزمة الإنسانية التي تتكشف في رفح، مع اكتساب الدعوات لفرض عقوبات على إسرائيل زخما بين بعض أعضاء البرلمان الأوروبي.
ويسلط التقارب بين النشاط الطلابي، والمناورات الدبلوماسية، والضغوط الدولية، الضوء على الطبيعة المتعددة الأوجه للصراع في غزة وأصداءه في مختلف أنحاء أوروبا. وبينما يخرج الطلاب إلى الشوارع ويتصارع زعماء الاتحاد الأوروبي مع الاستجابات السياسية، فإن الحاجة الملحة لمعالجة الأزمة في غزة تلوح في الأفق بشكل كبير على المسرح العالمي.