يصادف اليوم ذكرى واحدة من أبشع الجرائم في تاريخ الحروب على مر العصور، وهو القصف الذري لهيروشيما.
كانت اليابان تستولي على العديد من المناطق في شرق آسيا، ورفضت تنفيذ إعلان مؤتمر بوتسدام الذي بموجبه تقتصر السيادة اليابانية على جزر “هونشو، وهوكايدو، وكيوشو، وشكوكو، والجزر الصغيرة التي تقع حولها فقط” ولم تتلزم اليابان بهذه المعاهدة.
وفي يوم 6 أغسطس 1945، أطلقت الولايات على مدينة هيروشيما قنبله نووية تسمى “little boy”، وتم اختيار هذه المدينة لأنها كانت قاعدة عسكرية يابانية، وأيضاً كانت مدينة تحاوطها التلال من جميع الجوانب، وهكذا يصبح تأثير القصف مضاعفا، وذهب ضحية هذا القصف حوالي 140000 شخص في هيروشيما.
«ظلال هيروشيما»
عندما انفجرت قنبلة هيروشيما انتشر ضوء شديد وحرارة تخطت العشر آلاف درجة مئوية أدت إلى تبخر كل كائن حي فى محيط الانفجار بعد أقل من جزء من الثانية من الانفجار، حيث لم يدرك الضحايا أبدًا ما حدث ولم يسمعوا صوت الانفجار لأن سرعة تبخرهم كانت أسرع من سرعة انتقال صوت الانفجار لهم.
يمكن رؤية أحد أكثر الظلال شهرة في قاعة السلام في هيروشيما.
يُظهر الظل رجلًا يقف على الرصيف، ووجهه يميل إلى الأمام.
يُعتقد أن الرجل كان يسير عندما انفجرت القنبلة، ولم يكن لديه وقت للهروب.
تم حرق الرجل على الفور، وترك ظله على الرصيف.
لم يتبقَ منهم غير آخر «ظل » لهم، حيث إنه إذا وقف جسم ما أمام مصدر الضوء، فإن ظله يتكون أمامه على الرصيف أو الجدار، ولكن، عندما وقعت الانفجارات الذرية كان هناك ضوء مع حرارة شديدة.
وأثرت الحرارة على الأسطح والجدران والأرصفة، ما أحدث تغييرا في لونها، لكن الأجسام (مثل البشر أو الدراجات وغيرها) في طريقها، امتصت أجزاء من الضوء والطاقة، فأنار الضوء المحيط الخرسانة أو الحجر حول “الظل”، الذي يتكون بفعل الضوء ما سمح له، بأن يبقى على حاله إلى اليوم.
هناك آلاف الظلال المنتشرة حتى اليوم فى مدينة هيروشيما، بعضها اختفى بفعل عوامل التعرية وبعضها تم نقله إلى مُتحف المدينة، وبعضها ما زال موجودا فى الشوارع حتى بعد مرور ما يقارب الثمانين عاما، شاهد على آخر لحظات فى حياة البشر قبل أن يضربهم الرعب النووي.