انتهت أعمال مفاوضات الاجتماع الرابع حول ملء سد النهضة وتشغيله، يوم الثلاثاء الموافق 19 ديسمبر فى أديس أبابا، طبقا للاتفاق السابق فى 13 يوليو الماضى لاستئناف المفاوضات والوصول إلى اتفاق خلال أربعة أشهر امتدت إلى أكثر من 5 أشهر بلا جدوى، وهذه النتيجة كانت متوقعة طبقا لجميع الشواهد من اللقاءات السابقة.
وقال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، إن مفاوضات سد النهضة مرت بثمانى مراحل على مدار 12 عاما منذ مايو 2011، المرحلة الثامنة “الأخيرة” بدأت بعد اتفاق القيادات السياسية على هامش القمة المصغرة لدول جوار السودان فى 13 يوليو 2023 بالقاهرة، وبدأ بالفعل فى 27 أغسطس حتى 19 ديسمبر 2023)، من خلال 4 اجتماعات نصفها فى القاهرة والنصف الآخر فى أديس أبابا.
المرحلة الأخيرة من المفاوضات وصلت إلى طريق مسدود
وكتب عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك إن المرحلة الأخيرة وصلت إلى طريق مسدود، وليست هذه النتيجة الأولى بل تكررت خمس مرات من قبل، الأولى فى يناير 2014 بالخرطوم عندما رفضت إثيوبيا وجود خبراء دوليين، والثانية فى نوفمبر 2017 بالقاهرة عندما رفضت إثيوبيا والسودان التقرير الاستهلالى المقدم من المكتب الفرنسى لعمل دراسات سد النهضة، والثالثة فى أكتوبر 2019 فى الخرطوم، والرابعة فى فبراير 2020 عندما تغيبت إثيوبيا عن توقيع مسودة اتفاق واشنطن ورفضت السودان التوقيع، والخامسة فى ابريل 2021 فى كينشاسا “الكونغو الديمقراطية” عندما رفضت إثيوبيا أيضا وجود أطراف دولية يكون لها دور فعال.
وتابع أنه رغم كل ماسبق فإن إثيوبيا تصدر بيانا الثلاثاء 19 ديسمبر 2023 ردا على البيان المصرى بفشل المفاوضات نظرا لاستمرار ذات المواقف الإثيوبية الرافضة عبر السنوات الماضية للأخذ بأي من الحلول الفنية والقانونية الوسط، تتهم فيه مصر بـتحريف المواقف والحفاظ على عقلية الحقبة الاستعمارية خلال التفاوض وإقامة الحواجز أمام الجهود الرامية إلى التقارب، مؤكدة أنها ستواصل استخدام مواردها المائية لكنها ستظل ملتزمة بالتوصل إلى تسوية ودية وتفاوضية.
وتسائل هل يكون هناك مرحلة تاسعة جديدة لعودة المفاوضات بعد أن تهدأ الأمور بعض الشئ خلال الشهور القادمة؟