يصادف اليوم ذكرى وفاة الكاتب والأديب توفيق الحكيم التي حفلت مسيرته وحياته بالكثير من المفارقات خاصة، فيما يتعلق بعداوته للنساء، حتى لُقب بعدو المرأة.
وُلد توفيق الحكيم، في الاسكندرية يوم ٩ أكتوبر عام ١٨٩٨، ومنها بدأ نبوغه الأدبي الذي تسبب في تحوله من دراسة القانون إلى الأدب، حيث بدأ في تأليف كتاباته المسرحية.
واضطر والد توفيق الحكيم إلى إرساله إلى فرنسا لاستكمال دراسته للقانون وابعاده عن المسرح لكنها كانت فرصته السانحة لدراسة المسرح أكثر.
درس توفيق الحكيم أصول المسرح الأوروبي، وتعلق به ليكتشف أن حقيقة الثقافة المسرحية في أوروبا تعود للمسرح اليوناني، الذي بدأ دراسته فينا بعد، ليصبح شيخ الأدباء وأشهر كتاب المسرح في تاريخ مصر.
شروط قاسية للزواج
كان الكاتب “توفيق الحكيم” رافضا الزواج، لكنه عندما حاول أن يقنع نفسه أن يتزوج من جارته، وضع 15 شرطا قاسيا لتوافق عليها العروس قبل زفافها.
كان يتمنى أن ترفض شرطا واحدا منها ليجد مبررا يقنع به نفسه بالهروب من هذا المازق العاطفي، فقام بتحديد شروطه القاسية والعروس تستمع إليه.
قال لها الشروط هي:
ألا يعرف أحد أننا تزوجنا لأنني أريد أن يبقى هذا الزواج سرا لا يعرفه إلا أسرتك.
وينشر هذا الزواج في الصحف لا تلمحيا ولا تصريحا.
وأن أسافر وحدي إلى الخارج دون أن يكون لك الحق في السفر معي.
ولا نستقبل في بيتنا ضيوفا.
وألا أصحبك في نزهة أو رحلة ..
وأن يكون مصروف البيت 200 جنيه لاتزيد مليما واحدا.
وأكون مسؤولا عن مشاكل البيت والخدم.
وأن تكون مشاكل كل الأولاد من اختصاصك.
وأن تعامليني كطفل صغير لأن الفنان صغير يحتاج إلى الرعاية والاهتمام.
وأن يكون بيتنا هادئا بلا ضجيج أو أصوات تزعجني لأتفرغ لكتابة ما أريد.
وأن ينام كل منا في حجرة مستقلة ولاتتدخلي في عملي.
وكانت المفأجاة التي لم يتوقعها الكاتب أن الجارة الحسناء وافقت الشروط على كل شروطه، وأظهرت استسلامها أمام كل طلباته، وموافقتها على الزواج بتوفيق الحكيم الذي يكبرها بعشرين عاما.
ومع الوقت ألغت بنفسها كل الشروط التي وضعها الحكيم قبل الزواج، وكان توفيق الحكيم في غاية الرضا وهو يتنازل عن شروطه شرطا بعد شرط.
وقال توفيق الحكيم فى أحد مقالاته “إن زوجتى تفهمنى جيدا، وتساعدنى فى عملى، أسافر فلا تعترض، أقفل الحجرة علىَّ عشر ساعات، أقرأ، أكتب، فلا تسأل كيف ولماذا ولا تتأفف” وأهدى الحكيم زوجته كتاب «سجن العمر»، وذكر فى الإهداء “إلى التى من عاونتنى وساعدتنى فى إخراج هذا الكتاب وإنتاجه، لما دبرته لى من جو الهدوء التام بابتعادها عن البيت”.