عقد جناح الأزهر الشريف بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، اليوم الاثنين، ندوة بعنوان “قضايا الواقع المعاصر ودور الأزهر”، بحضور الشاعر علاء جانب، وكيل كلية اللغة العربية، والدكتور أحمد الشرقاوي، رئيس الإدارة المركزية لشؤون التعليم بقطاع المعاهد الأزهرية، والكاتب الصحفي أحمد الصاوي، رئيس تحرير جريدة صوت الأزهر، وأدار الندوة الدكتور حسام شاكر، عضو هيئة تدريس بجامعة الأزهر.
وقال الدكتور أحمد الشرقاوى، وكيل قطاع المعاهد الأزهرية لشؤون التعليم، إن الأزهر له باع كبير في حفظ وبيان ونشر ومواكبة التراث، ويقوم بحفظ علوم الشريعة الغراء، ثم انتقل من حفظ التراث الإسلامي إلى دراسته وتحليله لكل الشعب، كما تحمل أمانة الرسالة وبيانها ونشرها، وبيان حقائق الإسلام وبيان أثره في تقدم البشر وتمدنه وكفالة الأمن والراحة لكل الناس.
وأضاف الدكتور الشرقاوي أن رسالة الأزهر إنسانية من الدرجة الأولى، فالأزهر رسالة عالمية على أرض مصرية، يعنى بحفظ علوم الشريعة.
وأوضح أن علماء الأزهر اجتهدوا في التراث حتى جعلوه يواكب العصر ومتطلباته، ليؤكد أن التراث قابل للتحليل والتعديل والتنقيح بما ينفع الإنسانية بما لا يخالف نصا.
وأكد أن الأزهر لم يكن ناقلا للتراث بل حافظا ومجددا، مشددا على أن آفة المجتمعات الحالية منبعها انتفاء السلام، لأنه غاب عنه العدل ولم يقترن بالمساواة، فسادت الحروب والبغضاء بين الدول.
وقال أحمد الصاوي، الكاتب الصحفي، رئيس تحرير جريدة صوت الأزهر، إن الوسطية في مفهومها تعني العدل، وهي هدف رئيس من أهداف الشريعة الإسلامية والأزهر الشريف، والذي يظهر جليا في دفاع الأزهر عن قضايا الواقع، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، مؤكدا أن دعم الأزهر للفلسطينيين دعم ثابت وراسخ على مر التاريخ.
وأوضح الصاوي، أن عناية الأزهر بتحقيق العدل بين البشر، يتجلى في بنود وثيقة الأخوة الإنسانية، التي وقعها فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الازهر، وقداسة البابا فرنسيس.
وأكد أن جريدة صوت الأزهر كانت ولا تزال، أحد أبرز نوافذ الأزهر الشريف الإعلامية، التي ترتكز على النهج الأزهري الراسخ تجاه القضايا الدولية الهامة، وخاصة القضية الفلسطينية، حيث تناولت صحيفة صوت الأزهر تلك القضية من جوانب عدة، ولم تكتف بتناقل الأخبار الدولية المتداولة عبر المواقع والصحف العالمية، منذ أحداث ٧ أكتوبر، فأخذت تعرض أصول القضية، وتوضح حيثياتها وبداية الصراع، لتقدم للقارئ حقيقة ما يحدث على الأرض.
من جانبه أكد الدكتور علاء جانب، وكيل كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر، أن الشريعة الإسلامية من أكثر الشرائع السماوية مرونة، موضحا أن الأزهر الشريف كان دائما صاحب موقف عندما تستجد قضية تشغل بال المسلمين، وخاصة الشباب، حيث بذل جهودًا مكثفة لتحصين المجتمع من الأفكار الدخيلة والمتشددة التي يحاول أصحابها استقطاب الشباب وحتى الباحثين والدارسين.
كما ألقى د علاء جانب، الحاصل على المركز الأول في مسابقة أمير الشعراء عام ٢٠١٣م، وصاحب ٦ دواوين شعرية، مجموعة من القصائد الشعرية في حب فلسطين، وقصيدة”المرجفون في المدينة”، التي كتبها “جانب” منذ عدة سنوات حبا في الأزهر، وانتصافًا لنفسه كأزهر، والتي تفاعل معها جمهور الحاضرين، بالتصفيق الحاد.
يشارك الأزهر الشريف -للعام الثامن على التوالي- بجناحٍ خاصٍّ في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 55، في الفترة من 24 يناير الجاري حتى 6 فبراير 2024؛ وذلك انطلاقًا من مسؤولية الأزهر التعليمية والدعوية في نشر الفكر الإسلامي الوسطي المستنير الذي تبناه طيلة أكثر من ألف عام.
ويقع جناح الأزهر بالمعرض في قاعة التراث رقم “4”، ويمتد على مساحة نحو ألف متر، تشمل عدة أركان، مثل قاعة الندوات، وركن للفتوى، وركن الخط العربي، فضلًا عن ركن للأطفال والمخطوطات.