لم تكن حرب أكتوبر مجرد حدث عابر على الأمة العربية والمصرية، بل هي أحد الدروس المستفادة في العلوم العسكرية في العصر الحديث، قادت مصر حربها باحترافية كبيرة ودهاء عسكري لم يتوقعه قادة الجيوش الكبرى في العالم.
لم تكن مصر صاحبة القوة المفرطة، لكنها كانت صاحبة التخطيط المتفرد والدهاء النادر والخدعة التي لا يفهمها أعداء الوطن، لقد استعادت الأمة العربية الجريحة شرفها من بعد سلسلة من الحروب التي قادها العدو الإسرائيلي وتحالفت معها قوى الشر في العالم التي ترى في مصر تهديداً لاستقرار كيان صهيوني وتأكيداً لاحتلالها دولة فلسطين العربية.
انتصرت مصر في واحدة من أروع ملاحم الحروب، حيث عبر الجيش المصري من غرب قناة السويس إلى شرقها، وهو أكبر مانع مائي طبيعي يمكن أن يواجه جيشا عسكريا، وحطم خط بارليف المنيع حصن إسرائيل المنيع وهو أيضاً أضخم مانع صناعي لا يمكن تجاوزه بحسابات العقل البشري.
لقد كان نصراً كبيراً أعاد النظر في حروب العصر الحديث وفي التخطيط الاستراتيجي العسكري وفي كفاءة الجندي المصري المقاتل.
حرب أكتوبر المجيدة عام 1973 ذكرى لا يمكن نسيانها ولا يمكن أن تمر على أجيال من العرب والمصريين دون أن تترك بصماتها الدالة على أن هذه الأمة هي خير أمة أخرجت للناس وأن الجيش المصري هم خير أجناد الأرض.
تحية واجبة لكل شهداء هذه الحرب المجيدة، وكل من خطط وحارب وساهم فيها، وتحية للشعب العظيم الذي تحمل أعباء الحرب دون كلل ولا ملل ودون خيانة وتطاول على قادته.
تحية للشعب العربي الشقيق الذي ساهم بأشكال عديدة في نصرة الحق والوقوف مع جيش مصر العظيم.