أكدَّ الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، رئيس مجلس إدارة مركز تحقيق النصوص أنَّ عِلْمَ المُنَاسَبَات بينَ السُّورِ الآياتِ عِلْمٌ شَرِيفٌ، تُحْزَرُ بِهِ العُقُول، وَيُعْرَفُ بِهِ قَدْرُ القَائِلِ فِيمَا يَقُول، وفائدتُهُ: جَعْلُ أجزاءِ الكَلامِ بَعضهَا آخذًا بِأَعْنَاقِ بَعْضٍ، فَبذلكَ يَقْوَى الِارْتِبَاط، وَيَصِيرُ التَّأْلِيفُ كالبِنَاءِ المُحْكَمِ المُتَلَائِمِ الأَجْزَاء.
وقال رئيس جامعة الأزهر، في بيان، إنَّ عِلْمَ التَّناسب عِلْم عَزِيز، قَلَّ وَارِدُوه، وعَزَّ مُصنِّفُوه؛ لدِقَّتِه وبُعْد غَوْرِه، كما أشار إلى ذلك الزركشي بقوله: «وَقَدْ قَلَّ اعْتِنَاءُ الْمُفَسِّرِينَ بِهَذَا النَّوْعِ؛ لدقته.
ومن هنا تكمنُ أهمّية هذا الكتاب النَّفيس في بابه؛ من جانبين :
الأول: أنَّه مُؤَلَّفٌ في باب عزيزٍ من أبواب التَّأليف.
الثاني: أنَّ منهَجَهُ الذي انتهجَهُ فيه مؤلِّفه يختلف عن مناهج الكتب المؤلفة في هذا الفن قبله؛ كـ(البرهان في تناسب سور القرآن لابن الزبير الثقفي)، و(نظم الدرر في تناسب الآيات والسور للبقاعي)، و(تناسق الدرر في تناسب السور للسيوطي)، وغيرها، فلم يقتصر فيه على بيان المناسبة بين سور القرآن الكريم فحسب، بل تعدَّى ذلك وزاد، فكان يبدأ كل سورةٍ ببيان علاقة أولها بآخر التي قبلها، ثم يتبعُ ذلك ببيان علاقة أولها بأول السورة التي قبلها، ثم يتبعُ ذلك ببيان علاقة آخرها بآخر السورة التي قبلها، وذلك على ترتيب المصحف الشريف، وبذلك يكون قد تفرّد المؤلِّف ببيان العلاقتين الثانية والثالثة.
وقام على شَرِف خِدمتِه وتحقيقِه التحقيق الأمثل المرضيّ لدى المحققين؛ عالمٌ جليل، وأستاذٌ قدير ، متخصصُّ في هذا الباب، ومتفنِّن في شَرحِه وإيضاحِه وتقريبه للطلاب؛ الدكتور إبراهيم صلاح الهدهد، رئيس جامعة الأزهر الأسبق، مدير إدارة مركز تحقيق النصوص بالجامعة، فجزاهُ الله على ذلك الجزاءَ الأوفى، كَمَا جَزَى مُنفّذه طباعةً أيضًا خير الجزاء على هذا الإخراج الأنيق، الذي يليقُ بكتبِ التُّراث.
ومن جانبه أكد الدكتور أحمد رجب أبو سالم، الأستاذ المساعد بكلية اللغة العربية بالمنوفية، عضو إدارة مركز تحقيق النصوص بالجامعة، أن أعمال المركز لا تزال تتوالى هذا العام، وهي كثيرة ومتنوعة في فنون شَتَّى، تصبُّ جميعها في منهج الأزهر الوسطي ورسالته العالمية السَّمحة، وسيتم الإعلان عنها تباعًا فور خروجها من المطبعة، كما يُقَدِّم الشُّكرَ العميم للدكتور سلامة داود، رئيس الجامعة، لدَعمِه المُتَواصِل لـ(مركز تحقيق النصوص) بالجامعة، وقد أثمرَ هذا الدعم الكريم كثرة الإصدارات للمركز هذا العام وتنوعها.
ويكمن نشاط مركز تحقيق النصوص بجامعة الأزهر ، في تقديمه للأعمال الآتية:
الأول: الأغنى في شرح أسماء الله الحسنى للعلامة أبي الحسن الحرالي، المتوفى سنة (637هـ).
الثاني: مَنَاهِج الأخلاق السَّنِيَّة فِي مَبَاهِج الأَخلاقِ السُّنِّيَّة للعلَّامَة عبدِ القَادِر الفَاكِهِيّ المَكِّيِّ الشَّافِعِي، المُتَوفَّى سنة (982هـ).
واليوم يُعلِنُ عن الإصدار الثالث الجديد: حورُ العين في تبيين حُسْن وجهِ نظم سُور القرآن والكتاب المبين للحكيم القزويني، المتوفى بعد سنة (928هـ).