أفادت صحيفة الوطن السورية، فجر السبت، بأن طائرة مروحية تابعة للجيش الإسرائيلي هبطت بشكل مفاجئ لبضع دقائق داخل محافظة السويداء جنوبي سوريا، في تحرك هو الأول من نوعه منذ سنوات، وسط ترجيحات بأن المروحية أقلّت “شخصية هامة” وغادرت بها إلى داخل الأراضي المحتلة.
وأثار هذا التطور تساؤلات حول طبيعة التحرك العسكري الإسرائيلي في عمق الأراضي السورية، وما إذا كان مرتبطًا بعمليات نوعية أو تنسيقات ميدانية محددة.
وجاء هذا الهبوط بعد ساعات فقط من تنفيذ الطيران الإسرائيلي سلسلة غارات على عدة مناطق في العاصمة دمشق، شملت حرستا، وإزرع، ومواقع تابعة لكتيبة الدفاع الجوي.
كما أشارت الصحيفة إلى أن طائرة مسيّرة إسرائيلية شنت غارة مساء الجمعة على بلدة كناكر في ريف دمشق، وأسفرت عن مقتل أربعة أشخاص، دون أن توضح طبيعة أهداف الهجوم أو هوية الضحايا.
وبحسب ما نقله ناشطون وصحفيون سوريون على مواقع التواصل الاجتماعي، فإن المروحية هبطت في مهبط “الكفر” المهجور جنوب السويداء، والذي يقع حالياً تحت سيطرة “المجلس العسكري للسويداء”، وهو تشكيل محلي يتولى إدارة الأمن الذاتي في المحافظة.
وأشارت مصادر محلية إلى أن المهبط لم يشهد أي نشاط منذ سنوات، ما عزز الفرضيات بأن عملية الهبوط كانت جزءًا من عملية محددة لنقل أفراد أو معلومات أو لتنفيذ إخلاء سريع.
ولم تصدر دمشق حتى اللحظة أي تعليق رسمي على الحادثة، لكن مراقبين اعتبروا أن ما جرى يُعد تطورًا لافتًا قد يشير إلى تغيّر في قواعد الاشتباك أو إلى وجود ترتيبات إسرائيلية متقدمة داخل العمق السوري، لا سيما في المناطق ذات الأغلبية الدرزية التي لطالما اتسمت بعلاقات متوترة مع السلطة المركزية في دمشق.
من جهته، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، في بيان مساء الجمعة، إن القوات الإسرائيلية نقلت خمسة مواطنين سوريين من أبناء الطائفة الدرزية إلى مستشفى “زيف” في مدينة صفد داخل إسرائيل لتلقي العلاج، بعد إصابتهم داخل الأراضي السورية. وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي “ينتشر في جنوب سوريا وهو مستعد لمنع دخول أي قوات معادية إلى القرى الدرزية”.
ولم يربط أدرعي بشكل مباشر بين الهبوط المروحي وبين عملية الإجلاء الطبي، لكنه أكد على حالة “الجاهزية التامة للتعامل مع سيناريوهات متنوعة”، ما يعزز التكهنات حول تحركات إسرائيلية غير تقليدية في المنطقة، وخصوصاً مع التوترات المتصاعدة في الجنوب السوري.
