قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، ان الشريعةُ بُنِيَتِ كلُّها على التيسير؛ فـ«المشقةُ تجلبُ التيسير»، وإذا تردد الأمر بين اليسر والعسر قُدِّم اليسر.
وأضاف جمعة، في منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، ان هذا الفهم قد ابتعد عنه كثير من الناس؛ ولذلك رأيناهم يُريدون التشديد على أنفسهم.
وأشار الى ان هذا قد حذَّرنا سيدنا رسولُ الله ﷺ، حين علَّم صحابته وعلَّم الأمة من بعدهم؛ أنه وجد مرةً حبلاً منصوبًا، فقال: «ما هذا؟» قالوا: هذا حبلٌ وضعته زينب رضي الله عنها من أجل الصلاة، حتى إذا تعبت استندت عليه. فأزاله، وقال تلك القولة القوية الجميلة: «فليعبد أحدكم ربَّه طاقته؛ فإن الله لا يمل حتى تملوا».
فيجب علينا أن نعبد الله سبحانه وتعالى بيسر، وشوق، وحب، لا أداءً للواجب، ولا تخلّصًا مما علينا؛ فمثلُ هذا الشعور لا يُحدث أثرَ العبادةِ الصحيحَ في القلب. وأثر العبادة الصحيح هو ما أشار إليه قوله تعالى: {إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ}.
فالإنسان إذا أتى بالصلاة على وجهها، رأيته قد نهته عن الفحشاء والمنكر، وذكرته بالصراط المستقيم. أمّا إذا أتى بها على غير وجهها، فإنها لا تؤتي أثرها فيه، وتراه يخلط عملاً صالحًا بآخر سيئًا.