قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، إن الله عز وجل يخاطب فى سورة البقرة بنى إسرائيل ويخاطبنا جميعاً من خلالهم { واتَّقُوا يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً } إذاً {وكُلَّ إنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ ونُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ القِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنشُوراً * اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ اليَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً }فأنت لن تقرأ كتاب غيرك، اقرأ كتابك أنت { يَوْمَ يَفِرُّ المَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (34) وأُمِّهِ وأَبِيهِ * وصَاحِبَتِهِ وبَنِيهِ * لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ }.
وأضاف جمعة، فى منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، أن المسئولية يوم القيامة مسئولية شخصية، لا يضار والد بولده ولا مولود له بولده؛ لا فعل أخيك يضرك، ولا أنت فى فعلك تضر أخاك، ولذلك نرى الأمثلة إن فرعون كان كافراً ولكن زوجته التي فى بيته كانت مؤمنة، وأن سيدنا نوح كان مؤمناً ونبياً من أولى العزم من الرسل ولكن ابنه كان كافراً، وأن سيدنا إبراهيم أبو الأنبياء عليه السلام الذى سمانا المسلمين من قبل، الحجة الأسوة هو ومن اتبعوه كان مؤمناً بدون شك، ولكنّ أباه كان كافراً وهكذا.
نرى الزوجة صالحة والزوج طالح، والزوج صالح والزوجة طالحة مثل سيدنا لوط، فسيدنا لوط نبى وامرأته وامرأة سيدنا نوح كفار، والابن صالح والأب طالح، والأب صالح والابن طالح ، فكل واحد سيكون بمفرده فى هذا اليوم { لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً } إذاً الإنسان بعمله، هذا يحرر العقل البشرى من الأوهام، هذا يحرر العقل البشرى من إلقاء المسئولية على الغير.
ويعتبر أن المسئولية هى مسئولية فردية وأنك ستُأخذ بعملك دون سواك، عملية مهمة جداً لأن هذا ضد أن الخطيئة تورث من جيل إلى جيل، وضد أن يؤخذ الناس بعضهم بجريرة بعض كما هو فى بعض أذهان البشر، وربنا سبحانه وتعالي يقول لك انتبه { ولا تَزِرُ وازِرَةٌ وزْرَ أُخْرَى } ، انتبه فكل شخص مسئول عن عمله ، وهناك يوم القيامة لا يستطيع أحد من الناس أن ينقذك مما كتبه الله عليك فى الحياة الدنيا .