اكتشف علماء في السودان وشمًا يشير إلى المسيح على جثة عمرها 1300 عام تم التنقيب عنها في مقبرة بالقرب من دير من العصور الوسطى.
وقال المركز البولندي لآثار البحر الأبيض المتوسط (PCMA) بجامعة وارسو، في بيان، إن هذه هي المرة الثانية فقط التي يتم فيها العثور على وشم من النوبة في العصور الوسطى، ويقوم أعضاؤه بالتنقيب والبحث في الموقع المعروف باسم الغزالي وهي منطقة تضم أجزاء من مصر والسودان الحديثة.
ووفقا لمجلة “ساينس أليرت” العلمية، تم العثور على الوشم على القدم اليمنى لفرد، من المرجح أنه رجل، وهو يحمل ما يسميه العلماء رمز “تشي رو”، إلى جانب الحروف اليونانية ألفا وأوميجا.
وشم قبطي على جسد سوداني
ويجمع رمز تشي-رو يجمع بين الحرفين اليونانيين “تشي” و”رو” ليشكل اختصارًا للمسيح، مشيرًا إلى أن هذا الاختصار ظهر لأول مرة حوالي عام 324 بعد الميلاد، عندما أصبح قسطنطين إمبراطورًا للإمبراطورية الرومانية.
وقال البيان إن الحرفين ألفا وأوميجا هما الحرفان الأول والأخير من الأبجدية اليونانية ويمثلان الاعتقاد المسيحي بأن الله هو بداية ونهاية كل شيء.
يعد اكتشاف هذا الوشم النادر من العصور الوسطى في السودان أمرًا مثيرًا للإعجاب، حيث يلقي الضوء على التأثير المسيحي في هذه المنطقة في فترة زمنية مبكرة. يشير الوشم إلى وجود تبادل ثقافي وديني بين النوبة والعالم المسيحي الغربي في تلك الحقبة الزمنية.
أهمية اكتشاف وشم الرجل السوداني
توضح أهمية هذا الاكتشاف الجديد أن الديانة المسيحية كانت تتوسع وتنتشر في مناطق أبعد في أفريقيا من المعتاد. يساهم هذا في فهمنا لتاريخ الديانة المسيحية وتأثيرها العالمي.
وتقع النوبة في منطقة استراتيجية بين مصر والسودان، وكانت قد شهدت تبادلًا ثقافيًا حيويًا على مر العصور. ومن المثير للاهتمام أن الوشم يحمل رمز “تشي رو”، الذي يمثل اختصارًا للمسيح في العقيدة المسيحية.
تظهر الحروف اليونانية ألفا وأوميجا إلى جانب الرمز “تشي رو”، وهما يرمزان إلى بداية ونهاية الكلمة الإلهية والايمان المسيحي بالله الذي يمتد إلى الأبد. يعتبر هذا الوشم إحدى الدلائل النادرة على انتشار الديانة المسيحية في المناطق النوبية خلال فترة العصور الوسطى.
يعد موقع الوشم على القدم اليمنى مثيرًا للاهتمام، وقال ستارك وجيلبولت إنه في حين أن الوشم يشير إلى أن الشخص كان مسيحياً، فمن غير الواضح ما إذا كان راهباً. ويشير التأريخ بالكربون المشع إلى أن الشخص عاش في وقت ما بين عامي 667 و774. وفي ذلك الوقت، كانت المسيحية هي الديانة الرئيسية في المنطقة.