قال الدكتور محمد البيومي – عميد كلية أصول الدين جامعة الأزهر بالزقازيق: إن الله لو شاء لخلق الناس أمة واحدة ولكنه خلقهم مختلفين في التفكير والعادات والصفات وهو ما يؤكد عليه القرآن الكريم، مصداقا لقوله تعالى “وَلَوْ شَآءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ”.
جاء ذلك خلال محاضرته، تحت عنوان “أدب الخلاف” للطلاب الوافدين من جنسيات مختلفة، ضمن سلسة المحاضرات التي تعقدها المنظمة العالمية لخريجي الأزهر للطلاب الوافدين من جنسيات مختلفة؛ من أجل تنمية مهاراتهم وتأهيلهم لمرحلة ما بعد الدراسة الجامعية وصقل مواهبهم الدعوية.
أضاف الدكتور البيومي، أن الإختلاف من باب التنوع وهو رحمة للناس وأن التنوع يبني مجتمعا متماسكا يتقبل كل فرد فيه الآخر.
ونبه على خطورة اختلاف التنازع؛ لأنه يؤدي إلى الفرقة وفساد المجتمع وعدم احترام الاختلاف في العادات والطباع التي أوجدها الله في البشر.
وذكر الدكتور البيومي آداب وضوابط الاختلاف والتي تتمثل في: الإنصات الجيد، ونبذ التعصب للرأي الفردي وقبول التنوع، وعدم التنمر على الآخرين مؤكدا أن كسب القلوب أولى من كسب المواقف.
وقال الدكتور البيومي: إن أكثر من استخدم ضوابط آداب الحوار وحث عليها كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تقتدي به الأمة، وذكر الدكتور البيومي نماذج حياتية لرسول الله صلى الله عليه وسلم واستخدامه لضوابط وآداب الاختلاف.
وأضاف الدكتور البيومي، أن الله لو شاء لأنزل العلم جملة واحدة ولكنه أراد أن يستمر الإنسان في البحث والتفكر والاختلاف في وجهات النظر بناء على التفكير المنضبط، وأن الإنسان مع كل هذا التطور العلمي والتكنولوجي الذي وصل إليه لم يبلغ من العلم إلا قليلا؛ سواء في معرفته بقوانين الطبيعة أو في معرفته بذات الله سبحانه؛ لذا تأتي الحاجه الملحة للالتزام بضوابط الإختلاف.
في نهاية المحاضرة، استمع الدكتور البيومي لأسئلة الحاضرين وأجاب عليها، كما أوصاهم بضرورة تقبل الآخرين واستخدام ضوابط وآداب الحوار عند الحديث مع الآخرين.