يعتقد العلماء أن ذوبان الجليد في القارة القطبية الجنوبية لم يعد احتمالًا بعيدًا بل أصبح مسألة وقت مؤكدة الحدوث وتهدد الحياة على الأرض بسبب تأثير التغير المناخي.
تُغطي الطبقة الجليدية في القارة القطبية الجنوبية مساحة تُقدر بنحو 14 مليون مربع – نحو 36.3 مليون كيلومتر مربع – ما يعادل مساحة الولايات المُتحدة والمكسيك أو أكثر من 3 أضعاف مساحة قارة أوروبا، ويبلغ الحجم الفعلي لجليد القارة القطبية الجنوبية نحو 30 مليون كيلومتر مكعب؛ أي ما يقارب 7.2 مليون ميل مُكعب.
ويتوقع العلماء ذوبان هذا الجليد بالكامل بحلول عام 2060، ولإيقاف هذا الذوبان يجب اتخاذ إجراءات جدية للحد من الانبعاثات العالمية للكربون الذي سيتسبب بكوارث عالمية فادحة إن لم ينخفض.
9 عواقب خطيرة بانتظار العالم في حال ذوبان جليد القارة القطبية الجنوبية
تغير الجاذبية
سيتسبب ذوبان الجليد في القارة القطبية الجنوبية إلى ارتفاع مستويات سطح البحر، وهذه العملية أكثر تعقيدًا من مجرد إضافة هذا الكم الهائل من المياه الذائبة إلى المحيطات فذلك بدوره يؤدي إلى اختلاف في الجاذبية وتوسع بعض مناطق الأرض وارتفاعها، وهذا من شأنه أن يخفف من تأثير ارتفاع مستوى سطح البحر.
تغير محور الأرض بشكل خطير
محور الأرض لا يتحرك بسلاسة، بل يعاني من تأرجحات طفيفة بسبب توزيع الكتلة على وجه الكوكب. وخلال الفترة من عام 1899 إلى 2018، شهد محور الأرض تحولاً بلغ حوالي 10.4 مترًا نتيجة لتأثيرات متعددة، بسبب العوامل البيئية وأنشطة الإنسان.
وذوبان الجليد في القارة القطبية الجنوبية يمكن أن يسهم في تغيير حركة محور الأرض. ومع ذلك، هناك عوامل أخرى تلعب دورًا مهمًا أيضًا، مثل تأثير حركة وشاح الأرض. ويجدر بالذكر أنه ليس من الضروري أن يذوب كل الجليد في القارة القطبية الجنوبية حتى تظهر تأثيرات خطيرة على محور الأرض.
أشار باحثون إلى أن ذوبان الجليد في القارة القطبية الجنوبية سيؤثر على طول اليوم، وقد يؤدي إلى تغيرات طفيفة لكن ملحوظة في دوران الأرض، نتيجة لذوبان الأنهار الجليدية وتصريف المياه الذائبة إلى المحيطات. وهذه العملية مستمرة لعدة عقود وقد زاد طول اليوم بمقدار جزء من الألف من الثانية بالفعل.
اختفاء الكثير من المدن الكبرى في العالم
وفقًا لتقرير من National Geographic، فإن المدن الساحلية مثل نيويورك ونيو أورليانز وبوينس آيرس ولندن والبندقية وشانجهاي وبنجلاديش من المتوقع أن تغمرها المياه بالكامل. إضافة إلى ذلك، ستتأثر مساحات كبيرة أخرى من الأراضي بشكل كبير. وسيكون لهذا تأثير كارثي على السكان والبيئات التي تعتمد على هذه المناطق، وفق “طقس العرب”.
تأثر الحياة الحيوانية
تعتبر القارة القطبية الجنوبية موطنا لأنواع متنوعة من الحيوانات، بما في ذلك الطيور البحرية وطيور البطريق والفقمات والحيتان والكائنات البحرية الأخرى. هذه الكائنات توجد في تلك المنطقة طوال العام. ومع ذلك، فإن تغير المناخ يمثل تهديدًا كبيرًا للعديد من هذه الأنواع.
على سبيل المثال، قد شهدنا بالفعل انخفاضًا في عدد طيور البطريق الإمبراطور نتيجة ذوبان الجليد، ومن المتوقع أن يزداد هذا الانخفاض إذا استمر تدهور الأوضاع المناخية.
تفاقم مشاكل المياه العذبة في العالم
مع ارتفع مستويات سطح البحر يُمكن للمياه المالحة أن تتسرب إلى المياه الجوفية وهذا الانتشار سيؤدي إلى تلويث مصادر مياه الشرب، وذلك يُعد واحد من أكبر المخاوف بالنسبة للبشرية في فقدان إمكانية الوصول إلى مياه شرب نظيفة.
إطلاق الميكروبات المجمدة
سيكشف ذوبان الجليد في القارة القطبية الجنوبية عن كائنات حية تم تجميدها تحت الجليد لملايين السنين، مما يشكل تهديدًا بحدوث موجات وبائية غير مسبوقة لأمراض لا نعرف عنها شيئًا.
وتُظهر الأبحاث أن الميكروبات قادرة على البقاء على قيد الحياة في بيئات تتميز بتركيزات عالية من الملح وحموضة وقلوية شديدة، بالإضافة إلى تحملها لدرجات حرارة تصل إلى 93.3 درجة مئوية. واحدة من هذه الميكروبات تتحمل الإشعاع بقوة تصل إلى 5000 مرة أكثر من أي كائن حي آخر على وجه الأرض.
عصر جليدي جديد
ذوبان الجليد يمكن أن يتسبب في تغييرات تؤدي في نهاية المطاف إلى حدوث عصر جليدي جديد. حدثت هذه الظاهرة منذ ملايين السنين عندما انفصلت الجبال الجليدية عن الغطاء الجليدي في القطب الجنوبي وانجرفت إلى المحيطات المجاورة قبل أن تذوب.
تيارات المحيط تغير مسارها
للقارة القطبية الجنوبية دور حيوي في تنظيم تيارات المحيط، ودرجات الحرارة، ومستويات الملوحة في المحيطات الجنوبية. ويمكن أن يؤدي ذوبان الجليد البحري إلى تغيير جوهري في تلك البيئة البحرية بشكل دائم. وإذا اندمجت الطبقة الجليدية في القطب الجنوبي، فسيكون له آثار سلبية جديرة بالاهتمام.
ونتيجة تدفق المياه العذبة من الجبال الجليدية المذابة، تأثر التوازن العالمي للملح والمياه العذبة.
المحيط يمتص ثاني أكسيد الكربون ويساهم في تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة، مما يقلل من ظاهرة الاحتباس الحراري. ومع ذلك، يمكن أيضًا أن تؤدي هذه العملية إلى التبريد. أظهرت دراسة الباحثين تحليل نوى رواسب قاع المحيط على بعد 500 ميل (804.7 كيلومتر) قبالة ساحل الجنوب الأفريقي أنه خلال كل فترة جليدية، كان هناك علامات على ذوبان الجليد في القطب الجنوبي ما ساهم بشكل كبير في التبريد.