ارتقى 12 فلسطينيا، اليوم الجمعة، في غارة شنتها طائرات مسيرة إسرائيلية، على مجموعة من المواطنين الذين كانوا ينتظرون وصول مساعدات إنسانية في شمال قطاع غزة.
وأعلنت طواقم الدفاع المدني، أن الغارة استهدفت المواطنين في أثناء تواجدهم شمال مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، حيث تم انتشال جثث الضحايا إلى جانب عدد من المصابين.
ويعيد هذا الحادث إلى الأذهان، حادثة مشابهة وقعت في مارس الماضي؛ عندما قتلت إسرائيل 19 فلسطينياً كانوا ينتظرون المساعدات في دوار الكويت جنوب شرق غزة.
اقتحام مستشفى كمال عدوان وإجلاء المرضى
على صعيد متصل، اقتحمت القوات الإسرائيلية اليوم الجمعة مستشفى كمال عدوان، الذي يعد المستشفى الوحيد العامل في شمال قطاع غزة، وأجبرت الطواقم الطبية والإسعافية على إخلائه وإجلاء المرضى.
ووفقًا لمصادر محلية، تم اعتقال عشرات المواطنين من داخل المستشفى، وأجبرتهم القوات الإسرائيلية على خلع ملابسهم وتجميعهم في ساحة واسعة بمحيط المستشفى، فيما لم تتضح مصائرهم بعد.
تعليق منظمة الصحة العالمية
في ظل هذه التطورات، أعلن مدير منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم جيبريسوس، أن المنظمة فقدت الاتصال بموظفيها داخل المستشفى.
وفي تغريدة على منصة “إكس”، حذر جيبريسوس من خطورة الوضع، مشيرًا إلى أن هذا التطور “مقلق للغاية” نظراً لعدد المرضى والمواطنين الذين لجأوا إلى المستشفى بحثًا عن الحماية.
حصار شمال غزة وقصف مستمر
يأتي هذا التصعيد العسكري في ظل حصار خانق تفرضه القوات الإسرائيلية على شمال قطاع غزة، وخاصة مخيم جباليا، الذي شهد قصفاً عنيفاً على مدار الأسبوعين الماضيين.
وأدى الحصار إلى تفاقم أزمة دخول المساعدات الغذائية، ما دفع الآلاف من السكان للنزوح عن منازلهم. وأكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” أن حوالي 20 ألف فلسطيني أُجبروا على مغادرة مخيم جباليا، بما في ذلك الأشخاص الذين كانوا يختبئون في ملاجئ الأونروا.
عمليات عسكرية إسرائيلية وسط تحذيرات دولية
الجيش الإسرائيلي أعلن اليوم عن تنفيذ “عملية عسكرية” في محيط مستشفى كمال عدوان استنادًا إلى ما وصفه بمعلومات استخباراتية حول وجود مقاتلين في المنطقة. ومع ذلك، تصاعدت التحذيرات الدولية من بوادر “تفريغ” شمال قطاع غزة من سكانه، عبر تجويعهم وحصارهم المستمر.
وتقدر التقارير المحلية أن الهجوم الإسرائيلي على شمال غزة منذ السادس من أكتوبر/تشرين الأول أسفر عن مقتل حوالي 800 فلسطيني، مما يفاقم الأزمة الإنسانية في المنطقة.
نزوح الآلاف واستمرار المعاناة الإنسانية
في ظل استمرار القصف والحصار، تصاعدت عمليات النزوح القسري من شمال قطاع غزة.
وأظهرت مشاهد فيديو مؤلمة نزوح آلاف العائلات، التي كانت تتعرض لضغوطات شديدة نتيجة الحصار وتضييق وصول المساعدات. مع تفاقم الأزمة الإنسانية وتزايد عدد القتلى والمصابين، تتصاعد الدعوات الدولية إلى إنهاء العدوان وتقديم المساعدات العاجلة للمدنيين المحاصرين.