فتاوى تشغل الأذهان
ما هو قنوت النوازل وأحكامه؟
هل النية لها دور في صحة العمل وفساده؟
ما هي خطورة ترك المسلم الصلاة على النبي؟
نشر موقع صدى البلد، خلال الساعات الماضية، عددا من الفتاوى الدينية التي تهم كل مسلم في حياته اليومية، نرصد أبرزها في تقرير عن فتاوى تشغل الأذهان.
كشف مركز الأزهر للفتوى الإلكترونية عن قنوت النوازل وأحكامه، موضحا أن القُنوت والدعاء في الصلوات الخمس المكتوبة حين نزول نازلة عامة بالمسلمين سُنَّة عن سيدنا رسول الله ﷺ.
وتابع الأزهر من خلال صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك: يدل على استحبابها حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: «قَنَتَ رَسولُ اللَّهِ ﷺ شَهْرًا حِينَ قُتِلَ القُرَّاءُ، فَما رَأَيْتُ رَسولَ اللَّهِ ﷺ حَزِنَ حُزْنًا قَطُّ أَشَدَّ منه». [متفق عليه]
وفي هيئة القنوت أن يدعو المسلم بعد الرفع من ركوع الركعة الأخيرة في صلوات الفريضة للمنفرد، ولإمام صلاة الجماعة ويؤمِّن المأمومون على دعائه، لافتا إلى أن المنفرد له أن يسرّ بالدعاء أو يجهر به، وإمام صلاة الجماعة يجهر بدعاء القُنوت في الصلوات السّرية والجهريّة، ويؤمِّن المُصلُّون خلفه جهرًا؛ عن عبد الله بن عباس رضي الله عنها، قال: «قَنَتَ رسولُ اللهِ ﷺ شَهْرًا مُتَتَابِعًا: في الظهرِ، والعصرِ، والمغربِ، والعشاءِ، وصلاةِ الصبحِ، إذا قال: سَمِعَ اللهُ لِمَن حَمِدَهُ من الركعةِ الآخِرَةِ؛ يَدْعُو على أحياءٍ من بني سُلَيْمٍ؛ على رَعْلٍ، وذَكْوانَ، وعُصَيَّةَ ؛ ويُؤَمِّنُ مَن خَلْفَهُ». [أخرجه أبو داود]
وبين أن من نوازل الأمة ونوائبها ما يصيب أهلينا وأخوتنا في أكناف بيت المقدس من طغيان المُحتل الغاصب على أهل غزة وشعب فلسطين، وقدسنا المبارك أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين مسرى سيدنا رسول الله ﷺ، ويشرع للمسلمين في أقطار الأرض أن يتأسوا بسيدنا رسول الله ﷺ في سنة قنوت النَّوازل، وأن يسألوا الله في صلواتهم أن يهزم عدوَّه وعدوَّهم، وأن يستأصل شأفته، وأن يثبِّت المُرابطيـ.ـن في فلسطيـ.ـن، وأن ينصرهم، وأن يرفع عن أمتنا الكرب والبلاء، وأن يرد المسجد الأقصـ.ـى إلى رحاب الإسلام عاجلًا غير آجل؛ إنه سبحانه على ما يشاء قدير.
ومن الدعاء اللهم احرسنا بعينك التي لا تنام، واكنفنا بكنفك الذي لا يرام، واحفظنا بعزك الذي لا يضام، واكلأنا في الليل والنهار، وارحمنا بقدرتك علينا، أنت ثقتنا ورجائنا، فكم من نعمة أنعمت بها علينا قل لك بها شكرنا، وكم من بلية ابتليتنا بها قل لك بها صبرنا، وكم من خطيئة ركبنها فلم تفضحنا، فيا من قل عند نعمته شكرنا فلم يحرمنا، ويا من قل عند بلائه صبرنا فلم يخذلنا، ويا من رآنا في الخطايا فلم تهتك سترك عنا ، اعصمنا برحمتك بنا فيما بقي من عمرنا.
حذر الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر من خطورة ترك المسلم الصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، مبينا فضلها في تحقيق خيري الدنيا والدين.
وقال علي جمعة من خلال صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك:«لا ينبغي للمسلم أن يعرض عن الصلاة على النبي ويتركها فإن في تركها الشر الكثير؛ حيث إن تركها علامة على البخل والشح، قال النبي صلى الله عليه وسلم : (كفى به شحًا أن أذكر عنده ثم لا يصلي علي) [ابن أبي شيبة في مصنفه] وقال صلى الله عليه وسلم : (البخيل من ذكرت عنده ولم يصل علي) [أخرجه الحاكم وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه].
وتابع: قد اشتد الوعيد على من ترك الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم إذا ذكر اسمه، فعن كعب ابن عجرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (احضروا المنبر، فحضرنا، فلما ارتقى درجة قال آمين، فلما ارتقى الدرجة الثانية قال آمين، فلما ارتقى الدرجة الثالثة قال آمين.
فلما نزل قلنا: يارسول الله، لقد سمعنا منك اليوم شيئًا ما كنا نسمعه، قال : إن جبريل عرض لي، فقال : بعدا لمن أدرك رمضان فلم يغفر له، قلت : آمين. فلما رقيت الثانية، قال : بعدًا لمن ذكرت عنده فلم يصل عليك، قلت: آمين.
فلما رقيت الثالثة قال : بعدًا لمن أدرك أبواه الكبر عنده أو أحدهما فلم يدخلاه الجنة، قلت آمين) [ابن خزيمة في سننه، وابن حبان في صحيحه، والحاكم في المستدرك]. وقد ورد الحديث بالدعاء بالسحق، ورغم الأنف في روايات أخرى.
وشدد: فلنتأمل ذلك الحديث ونلاحظ شدة الوعيد، إذ يدعو أمين السماء جبريل عليه السلام، ويؤمن على الدعاء أمين الأرض سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ويكون الدعاء بالإبعاد عن رحمة الله والخسران.
وأكد أن هذا الحديث وغيره من الأحاديث جعل العلماء يرون أن ترك الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من الكبائر، فقد عد ابن حجر الهيتمي ترك الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من الكبائر، وذكرها الكبيرة رقم 60 في كتابه الزواجر؛ حيث قال بعد أن ذكر الحديث السابق وغيره من الأحاديث : (عد هذا هو صريح هذه الأحاديث؛ لأنه صلى الله عليه وسلم ذكر فيها وعيدا شديدا كدخول النار, وتكرر الدعاء من جبريل والنبي صلى الله عليه وسلم بالبعد والسحق , ومن النبي صلى الله عليه وسلم بالذل والهوان , والوصف بالبخل , بل بكونه أبخل الناس, وهذا كله وعيد شديد جدا فاقتضى أن ذلك كبيرة) [الزواجر من اقتراف الكبائر]
واختتم قائلا:«فنعوذ بالله من الوقوع في البخل والشح بترك الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم، ونعوذ بالله أن يتحقق فينا ذلك الوعيد بتركها، ونسأله سبحانه أن يذكرنا دائمًا بالصلاة عليه في كل الأوقات».
يقول ابن القيم : من أراد إنشراح الصدر ، وغُفران الذنب ، وتفريج الكرب ، وذهاب الهَم فليُكثر من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم .
ودعا قائلا: “اللهم صلِّ على سيدنا محمد بقدر مشيئتك من دوام صلواتك عليه صلاةً تغفر بها ذنوبنا ، وتستر بها عيوبنا، وتفرج بها كروبنا، وترحم بها موتانا ، وتعافي بها مبتلانا ، وتكتب بها بفضلك في الدارين غنانا، وعلى آله وصحبه وبارك وسلم”.
قالت دار الإفتاء المصرية إن الله تعالى أناط صحة الأعمال وقبولها والإثابة عليها بالنية، فمتى صلحت النية صلح العمل، ومتى فسدت النية فَسَد العمل، فعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنَّه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا، أَوْ إِلَى امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا، فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ» أخرجه الإمام البخاري ومسلم في “صحيحيهما”، واللفظ للبخاري.
قال الإمام بدر الدين العيني الحنفي في “عمدة القاري” (1/ 30، ط. دار إحياء التراث العربي): [معناه: أنَّ صحة أحكام الأعمال في حقِّ الدِّين إنَّما تقع بالنية، وأنَّ النية هي الفاصلة بين ما يصح وما لا يصح، وكلمة إنَّما عاملة بركنيها إيجابًا ونفيًا، فهي تثبت الشيء وتنفي ما عداه، فدلالتها أنَّ العبادة إذا صحبتها النِّيَّة صحَّت وإذا لم تصحبها لم تَصِح، ومقتضى حقِّ العموم فيها يوجب أن لا يصح عملٌ من الأعمال الدينية: أقوالها وأفعالها فرضها ونفلها قليلها وكثيرها إلَّا بنية].
هل يجب تقديم النية فى أعمال الخير حتى يتحصل الأجر؟”.. سؤال ورد الى دار الإفتاء عبر صفحتها الرسمية .
وأجاب الدكتور محمد عبد السميع أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية عن السؤال قائلا: إن النية من أهم الواجبات، ولا يحتسب لإنسان عمل صالح؛ إلا باستحضار نية له، فقد ورد فى الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال “نية المؤمن خير من عمله”.
وأضاف أمين الفتوى: فربما أنوى عمل صالح فأعجز عنه لأنى انشغلت أو حال بينى وبينه الوقت أو المال أو نحو ذلك فاخذ ثواب النية، وسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول “من هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة، ومن هم بها فعملها كتبت له عشرة”، إذا فالمهم هو النية ليثاب وبغير النية لا يثاب الإنسان.
وأوضح أمين خلال البث المباشر لدار الإفتاء أن الصحابة كانوا يستحضرون نياتهم فى الأعمال الصالحات، ولذلك سيدنا رسول الله يقول “إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى”.
وأكد أنه لابد من استحضار النية قبل الشروع فى العمل الصالح حتى ولو القلب، وهو يكفى ولا يجب التصريح باللسان، ولكن يجب أن أنوى بقلبى أن أفعل هذا بنية كذا فيحصل لى الأجر والثواب عند الله تبارك وتعالى.