فتحت فراشة الأوبرا الدكتورة ماجدة صالح، أشهر راقصة بالية مصرية وعربية، الطريق أمام أجيال من المصريين لاحتراف وحب فن الباليه، فقد كانت من أوائل الذين درسوا، وأتقنوا، ونافسوا غير المصريين في هذا الفن الراقي، وكانت أول باليرينا تحصل على وسام الاستحقاق، وكانت وزميلاتها نواة لأول فرقة باليه مصرية.
رفعت ماجدة صالح، اسم مصر عاليًا من خلال المشاركة في العديد من العروض العالمية في مصر وخارجها، وحرصت من خلال أبحاثها الأكاديمية على توثيق تراث الرقص الشعبي المصري لتكون بحق رائدة فن الباليه في مصر.
تعلمت ماجدة صالح، الباليه في سن مبكرة، والتحقت بالمعهد العالي للباليه في أولى دفعاته، وحصلت مع أربع زميلات لها على منحة دراسة من أكاديمية البولشوي في موسكو عام 1963، وبعد عودتهن إلى مصر قدمن عام 1966، بحضور الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، أول عرض باليه في تاريخ مصر، بعنوان «نافورة بختشي سراي»، للمؤلف الروسي بوريس أسافييف، نالت بعده وسام الاستحقاق.
غادرت «صالح» إلى الولايات المتحدة للحصول على درجة الماجستير في الرقص الحديث من جامعة كاليفورنيا، ثم الدكتوراة من جامعة نيويورك، في رحلة توثيقية لتاريخ الرقص الشعبي المصري، وعادت «ماجدة» إلى القاهرة للعمل كعميد في المعهد العالي للباليه، ثم مدير مُؤسسة لدار أوبرا القاهرة الجديدة، والتي أعيد افتتاحها عام 1988.
وقد رقصت «ماجدة» على خشبة مسرح البولشوي، وعلى خشبة مسرح قصر المؤتمرات في الكرملين، وغيرها من المسارح العالمية طوال تاريخها.
وُلدت ماجدة من أب مصري وأم اسكتلندية تدعى فلورانس، وكان والدها عبد الغفار صالح ، من رواد التعليم الزراعي في مصر، وتولى منصب نائب رئيس الجامعة الأمريكية في القاهرة، كانت ماجدة الابنة الثانية من أربعة أطفال.
وفي 2016، شاركت في فيلم بعنوان «هامش في تاريخ الباليه»، وهو فيلم يتناول قصة نشأة فن الباليه في مصر أثناء الستينات، من خلال شهادات رواد فن الباليه المصري وبداية المعهد العالي للباليه تحت إشراف المدرسين الروس والدراسة بالخارج وتأسيس فرقة الباليه المصرية وعروضها مرورًا بحريق دار الأوبرا الخديوية ورحيل بعض نجوم الباليه للخارج وشاركت فيه بشخصيتها الحقيقية كراوية لتاريخ الباليه في مصر.