تقود فرنسا الجهود لتشكيل تحالف من الدول المستعدة للنظر في إرسال قوات غربية إلى أوكرانيا، وهي خطوة تسلط الضوء على الانقسام المتزايد بين باريس وبرلين الأكثر حذرا.
ووفقا لما نشرته بوليتيكو، التقى وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه مع نظيريه من دول البلطيق والأوكرانيين في ليتوانيا، مؤكدا على إمكانية مساعدة القوات الأجنبية لأوكرانيا، وخاصة في عمليات إزالة الألغام.
وأكد سيجورنيه خلال الاجتماع أنه “ليس من حق روسيا أن تملي علينا كيفية مساعدة أوكرانيا”، مشددًا على الحاجة إلى اتخاذ قرار جماعي بين الدول الحليفة.
وفي حين أكد سيجورنيه أن التركيز سيكون في المقام الأول على إزالة الألغام بدلاً من القتال، فقد أكد على انفتاح فرنسا على مختلف أشكال المساعدة في الأشهر المقبلة.
وعلى الرغم من احتياج أوكرانيا الفوري إلى الذخيرة بدلاً من القوات، فإن تصريحات سيجورني تشير إلى استعداد فرنسا للنظر في التدخل العسكري على نطاق أوسع إذا تفاقم الموقف.
وأشاد وزراء البلطيق بفرنسا لنهجها المبتكر، الذي يتناقض مع الموقف الأكثر حذرا لدول أوروبية أخرى مثل ألمانيا وجمهورية التشيك وبولندا.
وقد حظي اقتراح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأخير بنشر محتمل لقوات غربية في أوكرانيا بردود متباينة في مختلف أنحاء أوروبا، حيث أعربت أغلب البلدان، بما في ذلك ألمانيا، عن ترددها.
ومع ذلك، فإن دول البلطيق وبولندا، التي تشعر بأنها أكثر عرضة للعدوان الروسي، أبدت انفتاحًا أكبر على الفكرة.
وفي معرض تسليط الضوء على المخاوف بشأن نوايا موسكو تجاه دول البلطيق، شدد سيجورني على الحاجة إلى اتخاذ إجراءات استباقية لردع العدوان الروسي.
ورغم أن ألمانيا تظل من كبار المانحين للمساعدات العسكرية لأوكرانيا، فإن نهجها الحذر، وخاصة فيما يتعلق بنقل الصواريخ بعيدة المدى، واجه انتقادات.
وأعرب وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا عن إحباطه من الخوف من التصعيد، وحث الحلفاء الأوروبيين على إعادة تقييم نهجهم تجاه الصراع وفهم مدى إلحاح الوضع.
وتسلط المناقشات الضوء على الديناميكيات المعقدة داخل حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بالدعم العسكري لأوكرانيا، حيث تدعو فرنسا إلى اتخاذ موقف أكثر حزما في حين تتوخى الدول الأخرى الحذر في التعامل مع المشهد الجيوسياسي الدقيق.