أقيمت ندوة لمناقشة كتاب «كل دا كان ليه؟» للكتابة فيروز كراوية، ضمن فعاليات مهرجان دواير الثقافي، اليوم الأربعاء الموافق 12 يوليو الجاري، بمقر المهرجان بسينما راديو بوسط البلد، أدارها الكاتب والروائي أحمد القرملاوي.
واستهل “القرملاوي” الندوة بالإشادة بالجهد البحثي والسرد الناعم الذي وصفه بالنغم المتصل، ولفت إلى التناول الأنثروبولوجي للكتاب.
الموسيقى والأنثروبولوجيا
ولفتت الفنانة فيروز كراوية إلى أن اهتمامها بالأنثروبولجي ليس بسبب الموسيقى، بل سبقها عند دراستها للماجستير، ثم ربطت بينهم بعد أن التقت بالدكتورة نهلة مطر، وكانت مسئولة عن متحف أم كلثوم، فطلبت منه دراسة عن أم كلثوم للمتحف. وكانت دراسة متعبة وظلت لشهور تستمع لأعمال أم كلثوم من البداية خاصة أنها مؤرخة بشكل جيد جداً، ومن هنا بدأت رحلتها مع البحث والربط بين المجالين.
التاريخ والأنثروبولوجيا
وأشارت فيروز كراوية إلى أن المجال الزمني للدراسة لم يكن بهذا الاتساع، لكن مع بدء دراسة جزء معين تجد أنها في حاجة للتأصيل التاريخي والعودة إلى ما قبله، وهو ما كشف الكثير من الظواهر التي اعتبرناها حديثة واكتشفت ان لها تأصيل تاريخي بأشكال مختلفة مثل عبارة «إفساد الذوق العام» التي تطلق على الموجات الجديدة التي وجدت أنها بدأت من نهاية القرن الـ 19، وهنا كانت فائدة المزج بين التاريخ والأنثروبولوجيا.
النقطة المفصلية
وقالت صاحبة «كل دا كان ليه؟» إن نهاية القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين كانت فترة ثرية جداً، ميزتها حدوث استقطاب ثم حركة. وأضافت: “محمد علي جاء إلى مصر بمنهجية معينة عن تأسيس السلطة مختلفة عمن سبقه، فكانت هذه لحظة استقطاب، ثم فترة تحديث، هذه نقطة مفصلية في تاريخ البلد وأثرت على كافة المستويات”.
التخوف من الذكاء الاصطناعي
وتطرق الحوار إلى التطور التكنولوجي وتأثيره على صناعة الموسيقى، فأكدت “كراوية” أن هناك تخوفاً من الذكاء الاصطناعي، فالإنترنت كان واعداً لفكرة استقلالية المحتوى، لكن على العكس الأمر تحول من تحكم شركات الإنتاج للفنانين إلى البحث عن منتجين لنقل خبرات في المجال لأنه أصبح هناك تشبع زائد في المحتوى. وحرية الإنتاج والمحتوى قابلها ضعف العوائد المادية للفنانين باستثناء نجوم الصف الأول، لكن قطاع بالكامل لم تعد دائرته المالية تدور بشكل سليم. وأضافت: “أيضًا لدينا مشكلة في حقوق ملكية فكرية، والذكاء الاصطناعي يهدد هذا الملف بصورة أكبر كثيرًا”.
مهرجان دواير الثقافي
يذكر أن أولى دورات مهرجان دواير الثقافي انطلقت بمشاركة أكثر من 25 دار نشر عربية ومصرية، ويشهد أكثر من 25 فعالية ثقافية، منها 4 ورش عن الكتابة الإبداعية والسينمائية، وأكثر من 18 ندوة تتنوع بين مناقشات الكتب واللقاءات المفتوحة والندوات المتخصصة، بمشاركة عدد كبير من المثقفين المصريين والعرب، كما يتضمن معرضاً لأحدث الكتب التي صدرت عن دور نشر مصرية وعربية، بالإضافة إلى معرض خاص للكتاب المستعمل يضم ما يزيد عن 3000 كتاب في مختلف المجالات.
ويمثل المهرجان الذي تستمر فعالياته يومياً حتى يوم 15 يوليو الجاري فرصة فريدة للحوار حول قضايا الفكر والإبداع، كما يعد أول مهرجان من نوعه يعزز القيمة الإبداعية لوسط القاهرة الخديوية بما تمثله من عراقة وحضور في ذاكرة الجميع.
يقام المهرجان بالتعاون بين مكتبتي «ديوان» و«تنمية»، ويهدف إلى تحفيز التواصل المباشر والتفاعل بين مختلف الدوائر الثقافية، وشحذ الاهتمام بالقراءة والثقافة في العموم. وتنصب رؤية المنظمين على توسيع نطاق المعرفة وإبراز قيمة الثقافة في تكوين الوعي، وكذلك تحفيز الإبداع على مختلف المستويات.
كما يشارك فيه عدد من أبرز الرعاة في مختلف المجالات، منها: شركة “مدينة مصر” وهي رائدة في مجال التطوير العقاري في مصر، وشركة الإسماعيلية للاستثمار العقاري، الوحيدة المتخصصة في ترميم المباني التراثية في وسط البلد، وتهدف إلى الحفاظ على البنية الأصلية وخلق مفاهيم جديدة تلبي الاحتياجات الحديثة. وفندق فيرمونت نايل سيتي، و”ستار كير إيجيبت”، وهي مؤسسة غير ربحية تختص في توفير المساعدة الغذائية والرعاية الطبية والتعليم للأطفال الأيتام والمحتاجين.