يصادف اليوم الذكرى الـ 141 لبداية الاحتلال الإنجليزي لمدن بورسعيد والإسماعيلية في 20 أغسطس عام 1882، بدأ الاحتلال الإنجليزي عندما قام الأسطول البحري الإنجليزي بقصف مدينة الإسكندرية في 11 يوليو 1882، بعدها، أعلن الزعيم أحمد عرابي التعبئة العامة والتجنيد لمحاربة الجيش البريطاني، وشارك الجيش المصري في معارك القصاصين وكفر الدوار ضد الجيش البريطاني.
كتاب إنجلترا وقناة السويس
ووفقًا لكتاب “إنجلترا وقناة السويس: 1854-1951م” لمحمد مصطفى صفوت، يبدو أن الحكومة الإنجليزية كانت تخشى أن يقوم العرابيون بردم القناة أو احتلالها أو تدميرها بعد الثورة العرابية، تقارير ممثلي إنجلترا كانت تتضمن تحذيرات بشأن الخطر الذي يهدد هذا الشريان البحري الهام، وتواترت الشائعات التي تفيد أن البدو المجاورين للقناة يعتزمون مهاجمة السفن العابرة للقناة، مما يشكل تهديدًا على سلامة حركة المرور في القناة.
في 16 يوليو 1882، أرسلت الحكومة الإنجليزية تعليمات لقائدها البحري في بورسعيد، الرميرال هوسكنز، بالتعاون مع قائد الأسطول الفرنسي لحماية القناة والتصرف بحزم في حالة وجود خطر مفاجئ، وعند تعيين عرابي باشا علي باشا فهمي لمنطقة القناة، أعلنت إنجلترا أنها في حالة حرب مع عرابي باشا وأتباعه وأنها لن تحترم سوى حقوق الخديوي في مصر.
على الرغم من رفض الدول الأوروبية التدخل في منطقة القناة واحتجاج فرنديناند دي لسبس على انتهاك الحكومة الإنجليزية لحياد القناة من خلال إرسال قوات عسكرية إلى الإسماعيلية، أعلنت إنجلترا أن السفن العسكرية وغير العسكرية لديها حق حرية المرور في القناة.
وواصلت إنجلترا السير في خطتها، فصرحت لقائدها البحري في بورسعيد بأن يحتل من أجزاء القناة ما يراه ضروريًّا لاتخاذ القناة قاعدة حربية، وقررت إرسال حملة إلى مصر تسير بطريق القناة ثم تستند إلى القناة، وتتكون هذه الحملة من 14794 جنديًّا بقيادة السير جارنت ولسلي، تنضم إليها قوة آتية من الهند قوامها 4586 جنديًّا، كما تنضم إليها الحامية البريطانية في الإسكندرية المكونة من 6186 رجلًا، ويقوم بوشمب سيمور قائد القوات البحرية بمعاونة هذه الحملة، وأرسلت تعليمات إلى الأسطول بأن يقوم بحماية القناة، وأن تتخذ الحملة الإنجليزية القناة قاعدة لها.
وفي نهاية الأسبوع الأول من شهر أغسطس كانت إنجلترا قد أعلنت للدول أن القناة لا يمكن حمايتها تمامًا إلا باحتلال بعض النقط على ضفافها، ولا سيما وأنه قد وصل إلى علم الحكومة الإنجليزية أن عرابي باشا يجمع الجنود قريبًا من منطقة القناة.