علاقة صداقة ومحبة، جمعت بين محمد حسنين هيكل الذي نحتفل بمئوية ميلاده، والكاتبة الكبيرة فريدة الشوباشي، بدأت تلك العلاقة عندما عرفها الراحل الكاتب الكبير جمال الغيطاني، والروائي يوسف القعيد، بالاستاذ في أحد اللقاءات، وخلاله أكد لها «هيكل» أنه يتابعها في الإذاعة، وأشاد بطريقتها وأدائها المتميز وبفكرها الناصري.
وكشفت الشوباشي، في تصريحات خاصة لموقع «صدى البلد» عن تفاصيل علاقتها بالكاتب الكبير محمد حسنين هيكل، مؤكده أنها كانت متابعة جيدة له، وكانت تحرص كل يوم جمعة على قراءة مقاله «بصراحة»، لأنها كانت تعتبره أصدق تعبير لحالتنا، وارتبط به بالتوافق، لشعورها بأنه يعبر عنها، وبعدها ذهبت للعمل خارج البلاد، وعندما عادت طلبت إجراء حوار معه، وقدمها له الراحل جمال الغيطاني، والروائي يوسف القعيد، متابعة: «عندما التقيت به، فرحت جدا لما قاله لي “بأنه متابع لبرنامجي”، وسعد بأنني ناصرية، وأنني لن أحيد عن هذا الطريق خاصة وأنه ناصري أيضا».
وقالت الشوباشي: «من بعد ذلك الحوار صرنا أصدقاء وكنت دائمة الحضور في كافة الندوات والفعاليات التي يشارك فيها الاستاذ سواء بدعوة من منظمي الفعاليات أو بطلب منه هو شخصيا، وذلك لما رأه في من شجاعة، وكتابتي عن ما أؤمن به دون تخوف أو رجعة».
وتابعت من ضمن ما أثر فيا ما كتبة في المقدمة الخاصة لمجموعتي القصصية “عبارة غزل”، التي ذهبت إليه بها لقراءتها قبل إصدارها، لافته إلى أنه بعد الانتهاء من قراءة المجموعة القصصية تواصل معي تليفونيا، وأشاد بها، وبإسلوب كتابتي، وهو ما اعتبره وسام على صدري، وطلبت منه كتابة مقدمة لها، وعندما وافق بكيت أثناء حديثي معه، لأنني اعتبرها بمثابة وسام على صدري.
وأكملت أن هيكل كتب فى مستهل المقدمة أن شيئان لابد من التسليم بهما للصديقة الكاتبة الصحفية «فريدة الشوباشى» أولهما حماستها الغلابة لما تؤمن به، وثانيهما أن فكرها يمهد لمشاعرها وأن معاركها لا تتوقف دفاعا عما تحبه وتؤمن به.
وأكدت أنها تشربت بأشياء كثيرة من مبادئه أهمها ما صاغه فى عبارة بديعة عندما قال: «لست من أنصار الشجاعة الفائقة أمام القبور والتي يقابلها نقص هائل في الشجاعة أمام القصور».
وأوضحت أن هيكل حفر اسمه بحروف من نور فى تاريخ الصحافة المصرية والعربية، وأصبح واحداً من أشهر الصحفيين فى تاريخ المهنة، حاور أغلب الرموز السياسية والثقافية والفكرية، وألّف عدداً من الكتب بالعربية والإنجليزية، لافتة إلى أن الأستاذ في أخر أيامه عرفها بزوجته السيدة «هدايت علوى تيمور»، وكانت تشعر بأنه قريب منها جدا، لذا كان يحرص على تواجدي معه في العديد من المحافل.