يصادف اليوم ذكرى أمر تيمورلنك، القائد المغولي الشهير،بحرق دمشق وتدميرها وذلك بعد 3 أسابيع من سقوط قلعتها التي رفضت الاستسلام. قاد تيمورلنك حملة لإحياء إمبراطورية جده جنكيز خان وينتشر سيطرته في العالم. وصل تيمورلنك إلى بلاد الشام في عام 1400، حيث سقطت مدينة حلب بيده وحاصر قلعة دمشق. رفضت القلعة الاستسلام بعد أن سقطت بقية المدينة، وبدأ الحصار في 14 يناير 1401.
ما ذكره التاريخ عن الواقعه
في كتابه “عجائب الآثار في التراجم والأخبار”، يصف “ابن إياس” ما حدث في حلب. استمر تيمورلنك في الإقامة في حلب لمدة شهر تقريبًا، وقام جنوده بنهب القرى المحيطة بالمدينة وقطع الأشجار وتدمير المنازل. ارتفعت حصيلة القتلى بشكل كبير، وأصبحت الجثث تملأ الشوارع، بحيث قيل إنه قام ببناء عشرة مآذن من رؤوس القتلى. وكانت حوالي عشرين ألف شخص قد لقوا حتفهم في هذا الحادث في حلب، بالإضافة إلى العديد من الضحايا الذين قتلوا خلال اقتحام المدينة وأثناء الهزيمة، وأيضًا من الجوع والعطش.
ومن سلاح تيمورلنك كانت الحيلة والخداع. كان يدعي السلام ويستخدم ذلك لكسب ثقة القادة الأقوياء، ثم يضرب بهم بقوة. في كتابه “السلوك لمعرفة دول الملوك”، يذكر المؤرخ “المقريزي” حادثة حدثت في دمشق. قدم رجلان إلى تيمورلنك وصاحوا من فوق السور أن الأمير يرغب في السلام، وطلبوا إرسال شخص عاقل للحوار معه. واختار الناس إرسال قاضي القضاة “تقى الدين إبراهيم بن محمد بن مفلح الحنبلي”، ونزل من السور والتقى بتيمورلنك، ثم عاد إلى دمشق. وقد خدعه تيمورلنك وتلطف في كلامه، وادعى أن دمشق هي مدينة الأنبياء وأنها تمنح كمصدقة لأولاده. وقام ابن مفلح بالثناء على تيمورلنك بشكل كبير وحاول إقناع الناس بترك المقاومة والتوصل لاتفاق سلمي. وتوجد انشقاقات في الرأي بين الناس، حيث رفضت بعضها التراجع عن المقاومة. وعلى مر الليلة، غلب رأي ابن مفلح وأصر على إتمام الصلح وقتل منأصر على إتمام الصلح وقتل من عارض ذلك.
ويستمر المقريزي في وصف الوضع في دمشق، حيث أصبحت المساجد والمدارس والأسواق والحمامات أطلالًا مهجورة وخالية من السكان. امتلأت الأرض بجثث القتلى، ولم يتبقَ أي حيوان يتحرك، باستثناء الآلاف من الأطفال الذين نجوا أو ماتوا.
وهكذا، يعكس هذا النص الواقع المروع الذي شهدته مدينة حلب ودمشق خلال حملة تيمورلنك. لقد تعرضت هذه المدن للتدمير والنهب والقتل، وكانت العواقب وخيمة على السكان والممتلكات الثقافية.