كشفت دراسة جديدة عن ظاهرة مذهلة في أعلى سلسلة جبال في العالم يمكن أن تساعد في إبطاء آثار أزمة المناخ العالمية الناتجة عن عقود من الأنشطة البشرية والصناعية التي نتج عنها ارتفاع درجات الحرارة وذوبان الأنهار الجليدية.
قالت فرانشيسكا بيليتشيوتي، أستاذ علم الجليد بمعهد العلوم والتكنولوجيا في النمسا والمؤلفة الرئيسية للدراسة، إن المناخ الدافئ يخلق فجوة أكبر في درجات الحرارة بين الهواء المحيط فوق الأنهار الجليدية في جبال الهيمالايا والهواء البارد الذي يتلامس مباشرة مع سطح الكتل الجليدية.
أضافت أستاذ علم الجليد وفقًا لما نقلته مجلة “علوم الأرض الطبية” و “العربية” اليوم 13 ديسمبر، أن هذا يؤدي إلى زيادة في التبادل الحراري المضطرب على سطح النهر الجليدي وتبريد أقوى للكتلة الهوائية السطحية.
وأوضحت أنه عندما تصل درجات الحرارة المرتفعة إلى كتل جليدية معينة على ارتفاعات عالية يؤدي ذلك إلى رد فعل مفاجئ يؤدي إلى هبوب رياح باردة قوية أسفل المنحدرات.
وتابعت: “عندما يصبح الهواء السطحي البارد والجاف أكثر برودة وأكثر كثافة، فإنه يغوص، وتتدفق الكتلة الهوائية أسفل المنحدرات إلى الوديان، ما يسبب تأثير التبريد في المناطق السفلية من الأنهار الجليدية والنظم البيئية المجاورة”.
تفاصيل
وواصلت أنه مع وجود الجليد والثلوج من سلسلة الجبال التي تتغذى على 12 نهرًا، فإن الأنهار الجليدية في جبال الهيمالايا يمكنها الحفاظ على تأثير التبريد والمحافظة على نفسها، بينما تواجه المنطقة ارتفاعاً محتملاً في درجات الحرارة خلال العقود القليلة القادمة.
وأشارت إلى أن وجود هذه الرياح الباردة ليس كافيًا لمواجهة درجات الحرارة المتزايدة وذوبان الأنهار الجليدية بشكل كامل بسبب تغير المناخ، وفق توماس شو، ونهو جزء من مجموعة أبحاث ISTA.
ولفت إلى أن التبريد في الهيمالايا محلي، لكنه ربما لا يزال غير كاف للتغلب على التأثير الأكبر للاحتباس الحراري والحفاظ على الأنهار الجليدية بشكل كامل.
وبيّن أن الندرة العامة للبيانات في المناطق المرتفعة في جميع أنحاء العالم هي ما أدى إلى تركيز فريق الدراسة على استخدام سجلات المراقبة الأرضية الفريدة في محطة واحدة في جبال الهيمالايا.
وقال إن العملية التي سلطنا الضوء عليها في الورقة من المحتمل أن تكون ذات أهمية عالمية ويمكن أن تحدث في أي نهر جليدي في جميع أنحاء العالم حيث يتم استيفاء الشروط”.
ولفت إلى أن الدراسة الجديدة توفر دافعاً مقنعاً لجمع المزيد من البيانات طويلة المدى عالية الارتفاع والتي هناك حاجة إليها بشدة لإثبات النتائج الجديدة وتأثيراتها الأوسع.