قصر البارون هو أحد قصور مصر الأثرية ذات الطراز المعماري الخاص شيده المليونير البلجيكي البارون إدوارد إمبان ) الذي جاء إلى مصر قادماً من الهند في نهاية القرن التاسع عشر بعد وقت قليل من افتتاح قناة السويس، فشرع في إقامة مشروع سكني جديد في صحراء القاهرة تحت اسم «هيليوبوليس»، وقرر إنشاء قصره الخاص بها فاختار تصميماً على طراز العمارة الهندوسية الأوروبية للمعماري الفرنسي ألكساندر مارسيل كان معروضاً خلال معرض هندسي في باريس، بدأ بناء القصر في عام 1906م وافتتح في عام 1911م. منذ الخمسينات ومع تناقل ملكية القصر بدأ القصر يتعرض للإهمال حتى قامت الحكومة المصرية بشرائه في عام 2005 لقيمته الأثرية والمعمارية، وبدأت وزارة الآثار المصرية أعمال ترميمه في عام 2017 والتي انتهت بافتتاحه في عام 2020. يقع القصر حالياً في قلب منطقة مصر الجديدة بالقاهرة
البارون إدوارد إمبان ,) هو مهندس ومؤسس مشاريع ومالي وصناعي ورحال من أثرياء بلجيكا من مواليد 20 سبتمبر 1852، منحه ليوبولد الثاني ملك بلجيكا لقب بارون في عام 1907م تقديراً لمجهوداته في تمويل مستعمرات المملكة البلجيكية.
لم يقتصر البارون نشاطه على المجالين الاقتصادي والهندسي فقط، بل امتد إلى مجالات السفر والترحال، فانطلق بأمواله إلى عدة بلدان مثل المكسيك والبرازيل والكونغو والهند حيث استطاع تنمية ثروته، وانتهى به الترحال إلى مصر فوصل إلى القاهرة في نهاية القرن التاسع عشر، بالتحديد بعد عدة سنوات من افتتاح قناة السويس، ولم تمضِ أيام حتى عشق الرجل مصر، واتخذ قراره بالبقاء فيها. وكتب في وصيته أن يدفن في أرضها حتى لو وافته المنية خارجها وهو ما حدث بعد أن توفي في بلجيكا في 22 يوليو 1929م ونقل جثمانه إلى كنيسة البازيليك في هيليوبوليس.
عرض البارون إمبان على الحكومة المصرية فكرة إنشاء حي في صحراء شرق القاهرة واختار لها اسم (هيليوبوليس) أي «مدينة الشمس» واشترى البارون الفدان بجنيه واحد فقط لافتقار المنطقة إلى المرافق والمواصلات والخدمات، وحتى يستطيع البارون جذب الناس إلى ضاحيته الجديدة فكر في إنشاء مترو وكلف المهندس البلجيكي أندريه برشلو الذي كان يعمل في ذلك الوقت مع شركة مترو باريس بإنشاء خط مترو يربط الضاحية الجديدة بالقاهرة، كما بدأ في إقامة المنازل على الطراز البلجيكي الكلاسيكي بالإضافة إلى مساحات كبيرة تضم حدائق، وبني فندقاً ضخماً هو فندق هليوبوليس القديم الذي ضُمَّ لاحقاً إلى القصور الرئاسية بمصر ويستخدم حالياً كمقر رسمي لرئيس الجمهورية تحت اسم «قصر الاتحادية
قرر البارون إمبان أن يكون أحد أولى بنايات الضاحية القاهرية الجديدة قصره الخاص، ليبدأ البناء في عام 1906م ويكتمل ويتم افتتاحه في عام 1911م بحضور السلطان حسين كامل، أقام البارون إمبان في القصر منذ ذلك الوقت، ومن بعده انتقلت ملكية القصر إلى ابنه «جان» حتى وفاته في عام 1946م فدفن بجوار والده في كنيسة البازيليك. انتقلت ملكية القصر بعد ذلك إلى أحفاد البارون إمبان بعد وفاة والدهم «جان»، ومنذ ذاك الوقت تعرض القصر للإهمال لسنوات طويلة، ثم بيع في عام 1954م بمحتوياته عبر مزاد علني إلى السوري محمد بهجت الكسم والسعودي محمد علي رضا وشقيقه علي علي رضا مقابل مبلغ قدره 160 ألف جنيه فقط. وفي عام 1993م سجل القصر رسمياً كأثر. وفي عام 2005م اشترته وزارة الإسكان المصرية من ملاك القصر السوريين والسعوديين مقابل منحهم قطعة أرض بديلة بالقاهرة الجديدة بقيمة تساوي الثمن المقدر للقصر وقتها وهو 125 مليون جنيه مصري (21.5 مليون دولار أمريكي).