تتميز العلاقات التاريخية المشتركة بين الهند ومصر، البلدين الصديقين، بالالتزام المتبادل للوصول بها إلى آفاق أرحب في مختلف المجالات، واستقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم الأحد 25 يونيو، في قصر الاتحادية ناريندرا مودي، رئيس وزراء الهند، الذي يقوم بزيارته الأولى لمصر.
علاقات دبلوماسية بين مصر والهند
ومن جانبه، صرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المستشار أحمد فهمي بأن الزعيمين عقدا مباحثات على مستوى القمة أكدا خلالها تميز العلاقات التاريخية المشتركة بين البلدين الصديقين، والالتزام المتبادل بالوصول بها إلى آفاق أرحب في مختلف المجالات، خاصةً من خلال تكثيف الزيارات المتبادلة بين كبار المسئولين في البلدين، حيث تأتي زيارة رئيس الوزراء الهندي إلى مصر في أعقاب زيارة الدولة التي قام بها السيد الرئيس إلى نيودلهي في يناير الماضي، كما تتزامن مع مرور 75 عامًا على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين مصر والهند.
وتناول اللقاء مناقشة سبل تعزيز العلاقات الثنائية المشتركة في العديد من المجالات، خاصةً الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والصناعات الدوائية والأمصال واللقاحات، والتعليم العالي، والطاقة الجديدة والمتجددة بما في ذلك الهيدروجين الأخضر، والسياحة والثقافة من خلال تسيير رحلات الطيران المباشر بين القاهرة ونيودلهي، فضلًا عن تعظيم حجم التبادل التجاري وتبادل السلع الاستراتيجية بين البلدين، وكذلك تنمية الاستثمارات الهندية في مصر خلال المرحلة المقبلة.
وتم أيضًا تبادل وجهات النظر بشأن تطورات عدد من الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، حيث وجه رئيس الوزراء الهندي الدعوة للسيد الرئيس للمشاركة في أعمال القمة المقبلة لمجموعة العشرين بنيودلهي تحت الرئاسة الهندية، في حين أعرب السيد الرئيس عن ثقة مصر في رئاسة هندية نشطة لمجموعة العشرين تسهم في احتواء التداعيات السلبية للتحديات الدولية على الاقتصاد العالمي، مؤكدًا استعداد مصر الكامل للتعاون مع الرئاسة الهندية لدفع المحادثات في الاتجاه البناء، وبما يتيح التوصل للطرق المثلى في التعامل مع أزمات الطاقة، وتغير المناخ، ونقص الغذاء، والحصول على التمويل للدول النامية.
وأضاف المتحدث الرسمي أن الزعيمين قاما عقب انتهاء المباحثات بالتوقيع على الإعلان المشترك لرفع العلاقات بين البلدين إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، بما يعكس التراث الحضاري المشترك والممتد بين مصر والهند على المستويين الرسمي والشعبي، بالإضافة إلى توافر الإرادة المتبادلة بين البلدين الصديقين للارتقاء بالعلاقات الثنائية. كما قام السيد الرئيس بتقليد رئيس الوزراء الهندي بقلادة النيل، التي تمثل أرفع الأوسمة المصرية، وأعظمها شأنًا وقدرًا.
كما قام الرئيس بتقليد رئيس الوزراء الهندي بقلادة النيل، التي تمثل أرفع الأوسمة المصرية، وأعظمها شأناً وقدراً.
واحتفى رئيس الوزراء الهندي بزيارته إلى الأهرامات رفقة رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى، ونشر الحساب الرسمي لرئيس وزراء الهند على “تويتر” صورًا توثق زيارته إلى الأهرامات.
وكان رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي قد تقدم، الأحد، بالشكر إلى حكومة وشعب مصر على تكريمه ومنحه بـ”قلادة النيل”، مؤكدًا أن هذا التكريم يدل على دفء المشاعر والمودة من المصريين تجاه الهند وشعبها.
وكتب رئيس الوزراء الهندي عبر حسابه الرسمي على “تويتر”: بتواضع كبير أقبل “قلادة النيل”، وأشكر حكومة وشعب مصر على هذا التكريم الذي يدل على دفء المشاعر والمودة التي يكنونها تجاه الهند وشعب أمتنا.
من جانبه، قال الدكتور أحمد سيد أحمد، خبير الشئون الدولية، إن زيارة رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي لمصر هي الأولى للقاهرة وتعكس خصوصيات العلاقات المصرية الهندية، وهي علاقة شراكة إستراتيجية متكاملة على كافة الأبعاد الاقتصادية والسياسية والأمنية فى إطار الروابط الكبيرة التى تربط البلدين.
أضاف سيد في تصريحات لـ “صدى البلد”، أن هناك قاعدة تاريخية صلبة تجمع البلدين منذ حركة عدم الانحياز ومؤتمر باندونج، وهناك قرابة بين الحضارتين المصرية والهندية، وبالتالى هذه الأسس جعلت قوة فى العلاقات التى شهدت طفرة كبيرة فى عهد الرئيس السيسي.
وأوضح أن الهند هي خامس اقتصاد عالمي، وأكبر عدد سكان في العالم، ولديها الكثير من الموارد الطبيعية، وبالتالى الزيارة تأتي فى سياق دافع وتطوير العلاقات المصرية الهندية التي جاءت بعد زيارة الرئيس السيسي في أقل من 5 أشهر، لافتا إلى أن حجم التبادل التجارى يتجاوز 7.5 مليار دولار.