أكد الكاتب الصحفي كرم جبر، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، أن الرئيس عبدالفتاح السيسي قام بمداخلة مهمة خلال حضوره مؤتمر الحكومات في أبو ظبي عام 2023، وقال فيها “عايز أفكركم وأفكر نفسي إنه بعد إلقاء بيان 30 يونيو اتصل به الشيخ محمد بن زايد وأخبره بحضوره إلى مصر”، مضيفًا أن هذا اللقاء كان الأول بين الرئيس والشيخ محمد بن زايد، والرئيس قال إن مصر في تلك الأيام كانت تعاني من أزمات خانقة والناس يقفون بالطوابير بسبب الوقود، وحينها أمر الشيخ محمد بن زايد بتوجيه السفن المحملة بالوقود من البحرين الأحمر والمتوسط إلى مصر، ولولاه لكان من الصعب أن تجتاز مصر الأزمة الصعبة.
جاء ذلك خلال لقائه ببرنامج “مانشيت”، عبر قناة ” CBC” مع الإعلامي جابر القرموطي.
وأضاف أن الرئيس السيسي أكد أنه لولا وقوف الأشقاء العرب بجانب مصر لكانت انهارت، وأوضح جبر أنه لم ينجوا من الربيع العربي إلا مصر، وقال إن هذه هي مواقف الشيخ محمد بن زايد مع مصر، وهي مواقف تعكس موقف الإمارات من مصر.
وأشار إلى أن وصية الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لأبنائه كانت أن “نهضة مصر نهضة للعرب كلهم، وأوصيت أبنائي بأن يكونوا دائماً إلى جانب مصر.. وهذه وصيتي، أكررها لهم أمامكم، بأن يكونوا دائماً إلى جانب مصر، فهذا هو الطريق لتحقيق العزة للعرب، إن مصر بالنسبة للعرب هي القلب، وإذا توقف القلب فلن تكتب للعرب الحياة”، مضيفًا أن الشيخ محمد بن زايد هو خير خلف لخير سلف، لتنفيذ وصية الشيخ زايد.
وأوضح أنه بعد نكسة 1967، قام الشيخ زايد بالاستدانة من بنوك لندن وقام بإرسال الأموال إلى مصر، والرئيس عبد الناصر بدوره كان دائم الإشادة بمواقف زايد القومية، ويقول في نص الوثيقة “الشيخ زايد ده راجل كويس، بعث لنا الأموال دون أن نطلب وطلب ألا نفصح عن الأمر”، وذلك وفقًا لمذكرات الرئيس التي كشفت عنها الدكتورة هدى عبد الناصر، كما أنه بعد الحرب، قال الشيخ زايد عبارته الخالدة “البترول العربي ليس أغلى من الدم العربي”، وعقد مؤتمرًا صحيفًا والتقى بالزعماء الأوروبيين، وقال لهم “سنقف بجوار مصر وسوريا بكل ما نملك”.
وقال جبر: “لذلك لا نستغرب مواقف الشيخ محمد بن زايد من مصر”، مضيفًا أن الشعب الإماراتي طيب وعاشق لمصر، والدليل على ذلك أن المصريين الذين يعيشون في الإمارات لم يشتكوا يومًا من وقوع أي مشاكل لهم.
وأشار رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، أنه بعد حرب أكتوبر المجيدة كان للشيخ زايد مواقف يخلدها التاريخ، حيث قدم الدعم المادى والعسكرى لمصر بعد حرب 73، كما ساهم مساهمة كبيرة فى تعمير مدن القناة التى أضرت بها الحرب، فضلا عن دوره الكبير فى إنهاء القطيعة بين مصر والدول العربية، بعد اتفاقية كامب ديفيد، فكانت الإمارات مصرة على عدم حدوث تلك القطيعة، وكان الشيخ زايد كعادته رجل سلام، واستطاع إنهاء الخلاف العربى المصرى، وأعاد مصر إلى العرب وأعاد العرب إلى مصر، كذلك قام بإرسال قوات إماراتية لتشارك مع أشقائهم المصريين بقيادة نجله المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان وامتزج الدم المصري والإماراتي لتحرير سيناء.
وأكد أن تدخل الإمارات في مصر في هذا الوقت – خصوصًا وأن مصر تمر بأزمة خانقة ومفروض عليها حصار كما أن مفاوضات البنك الدولي صعبة للغاية – ليس بجديد على الإمارات فهي تمثل الشقيق وقت الضيق وتدخلت مثلما تدخل الشيخ زايد أكثر من مرة من قبل.
وأوضح الكاتب الصحفي كرم جبر، أن الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما “الأرض المحروقة” قال في مذكراته: “بعد أن طلبت من مبارك التنحي تحدثت مع الشيخ محمد بن زايد وقال لي أن الموقف الأمريكي من مصر ندرسه بعمق في الخليج وبقلق متزايد، وماذا سيحدث لو دعا محتجون في البحرين الملك للتنحي، هل ستفعل أمريكا نفس ما فعلته مع مصر”، وأضاف محمد بن زايد لـ أوباما: “تصريحاتكم لا تؤثر على مبارك، ولكنها على المنطقة كلها وإذا سقطت مصر وتولى الإخوان، سيسقط معها 8 قادة عرب آخرون” والولايات المتحدة ليست شريكاً يمكن الاعتماد عليه في المدى الطويل، وأوضح أوباما: “كما توقع بن زايد خرجت المظاهرات الضخمة في البحرين عام 2011 ضد الملك حمد بن عيسى، واتخذ ملك البحرين خطوات غير مسبوقة بمساعدة الجيشين السعودي والإماراتي لعودة الهدوء”.
وأشار جبر، إلى أن مشروع “رأس الحكمة” هو مشروع مشترك بين مصر والإمارات، مضيفًا أنه لا تفريط في السيادة فمصر لا تفرط في سيادتها، وقائد مصر الذي أوقف بيع سيناء إبان عهد الإخوان الإرهابية لن يفرط في أي شبر من أرض مصر، كذلك فالجيش المصري الذي لم تغفل له عين إلا بعد إرجاع كامل الأرض المصرية في حرب أكتوبر لن يفرط في أي شبر من الأراضي المصرية، مضيفًا أن الإخوان هم من يريدون أن يشيعوا هذا الأمر، وهم تناسوا مرسي لما كان في الإسماعيلية ووعدهم بطائر النهضة له جسم وجناحين وعقل الجناحين هما السلفيين والإخوان الإرهابية والجسد هو الشعب والرأس هو الحاكم”، واستطرد “مفيش سيادة للشعب ووعد بصفقة القرن ووقعت أوراق تفاهم بين الإخوان وناس أخرى للتفريط في سيادة سيناء”.
وقال إن مصر لا تفرط في سيادتها بكنوز الدنيا والإمارات لم تأتي لتعتدي على سيادة مصر وتاريخها مشرف، مضيفًا أنه لو الاستثمارات تعني التفريط في السيادة لكانت أمريكا تقوم بالتفريط لصالح الصين والتي تمتلك 780 مليار دولار سندات وأذون في الخزانة الأمريكية كما أن لهم أرضي وعقارات، كذلك روسيا وأمريكا رغم أنهما أعداء إلا أنها تمتلك سندات بـ 84 مليار دولار رغن انخفاضها الفترة الماضية بنسبة 50% بسبب الحرب.
وتابع أن مشروع “رأس الحكمة” أزعج الإخوان لأنه فتح شهية الدول العربية الأخرى على الاستثمار في مصر، مضيفًا أن الإخوان يخوضون “حرب الشماتة” ومن مصلحتهم أن يظل الخناق يضيق حول رقبة مصر، مردفًا: “الإخوان يحاولون النفاذ إلى الحياة السياسية من خرم إبرة، عن طريق إن مشاكل الناس تزيد”، لذلك أزعجهم مشروع “رأس الحكمة”.
وقال جبر، إن موقف مصر والإمارات مما يحدث في غزة ثابت ومعلن، مشيرًا إلى أن الدولتين ضد التهجير ومع وقف إطلاق النار ومع إدخال المساعدات، وهناك إدانة لجرائم ومذابح إسرائيل.
ولفت إلى أن مشروع تطوير “رأس الحكمة” بداية للعودة إلى الطريق الصحيح وسينعكس إيجابيًا على الأسعار بشرط أن يتبعه حزمة ومنظومة متكاملة من جانب الحكومة، بإعادة فحص هيكل الصادرات والواردات، لتقليل الفجوة بينهما، ليكون الاحتياجات الدولارية في حدها الأدنى، ولا يتم إنفاق دولار واحد إلا في مكان صحيح، ولا بد من تدخل الحكومة بوضع هامش للأسعار في مختلف السلع لضبط السوق.
وأكد الكاتب الصحفي كرم جبر، أن هناك لقطة حدثت بين الرئيس السيسي وإحدى فتيات قادرون باختلاف حينما طلب الرئيس منها أن يصعد للمسرح ويقوم بالسلام عليها ويطلب منها أن تشهد له عند الله، قائلًا: “ربنا بيكرم الرئيس ومصر عشان الرحمة لأن مجتمع بلا رحمة يكون قاسي ومتمرد وعنيف.. وهذا نوع من الإيمان بربنا ونوع من الإيمان بقادرون باختلاف”، مشيرًا إلى أن هذا لا يحدث من أي رئيس آخر، وكذلك وجوده وسط الأطفال والفرحة التي يكونوا عليها.
وقال أن هناك سعادة من الأمهات التي يكون لديها طفل معاق تكون فرحانه لأن الدولة ممثلة في الرئيس بتكرم الأطفال، وتحول الأمر إلى فخر، مضيفًا أن ربنا خلق أطفال قادرون باختلاف ليكونوا حكمة وعظة لنحمد الله على ما متعنا بالصحة، والحمد لله أن الدولة والرئيس يهتمون بهم بشدة، مشيرًا إلى أن ما أعلنه الرئيس من مبلغ مادي سيتم وضعه في الصندوق هو للإستثمار.
وأضاف رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، “سعيد جدا بصدور تصريحات من المسئولين أنه ستكون هناك إجراءات قانونية مشددة وعدم المجاملة لأحد فيما يتعلق بقضايا الابتزاز الإلكتروني”، مضيفًا أنه في السنوات الأخيرة كان لدينا 6 أو 7 حالات ابتزاز إلكتروني تم الكشف عنها.. وللأسف في الأرياف الآن أصبحت تلك العادة منتشرة.. وتضع الفتيات صورها على مواقع التواصل الاجتماعي، ويضع الشاب عليها تعديلات، وينشرها”.
ونصح الكاتب الصحفي كرم جبر، الفتيات، بعدم الإسراف في وضع أي صور لهن عبر مواقع التواصل الاجتماعي، معقبا: “ماتحطيش صورك أبدًا”.
وأوضح أن القضاء يصدر أحكام رادعة في مثل هذه الحالات، مضيفًا أن دور الإعلام مهم جدًا في التوعية بهذه القضية لأنها قضية خطيرة جدًا خصوصًا لو علمنا أن هناك 85 مليون حساب على الفيس بوك، مشيرًا إلى أن المجلس يقوم برصد ومتابعة هذا الأمر وإغلاق كثير من الصفحات وإخطار السلطات القضائية، لأنها خرجت عن صلاحيات المجلس لأنه أصبح هناك جريمة، ووزارة الداخلية والنائب العام يعملون على الأمر، وتحويل المتهمين للقضاء.
وأشار إلى أن عدد هذه القضايا كبيرة جدًا ولكن باعتبارات الحياء واتقاء الفضيحة لا تقوم الفتيات بالإبلاغ، مضيفًا أنه يجب على المواطنين التعامل مع التكنولوجيا الحديثة بنوع من التعقل، قائلًا إن الوعي مسئولية الإعلام والمسجد والكنيسة والمدارس عشان ننقذ شبابنا من هذا الأمر.