كيف أصلح حالي مع الله.. مهما بلغت من القوة الجسدية والبدنية والوظيفة الاجتماعية ،ستظل مفتقرا الى الله عز وجل وستظل دائما تحتاج اليه عز وجل في السراء والضراء ، وإصلاح الحال مع الله لا يكون إلا بالنية الصادقة وحسن التوكل عليه والبعد عن ما نهى عنه ، والمواظبة على الطاعات والإكثار من النوافل ، وكيف أصلح حالي مع الله سؤال شامل يحتاج الى تأملات كثيرة في حياتك اليومية تحتاج معها الى حساب النفس ، وعلاج التقصير .
أولا : عليك بتقوى الله عز وجل ، والتقوى كما عرفها ابن مسعود: أن يطاع الله فلا يعصى، ويذكر فلا ينسى، وأن يشكر فلا يكفر، وورد سوى ذلك الكثير من التعريفات للتقوى، والتقوى وصية صالحة للأولين والآخرين، في كل زمان ومكان، ولقد أوصى الله -تعالى- بها في مواضع كثيرة في القرآن الكريم، منها قوله: (ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله).
ثانيا: معرفة الله تعالى، بأسمائه، وصفاته، وأفضاله المستمرة على العباد، فكلما تعرف العبد على ربه أكثر، استشعر قربه في سائر أوقاته؛ في الضيق والكرب، وفي كل أحواله.
ثالثا: تأدية الصلاة بأركانها، والحرص على الخشوع فيها، فهي أعظم أركان الإسلام، كما أنها أساس صلة العبد بربه، وفي إتقان الصلاة بأركانها واطمئنانها، وخشوعها، وصول للعبد دون شك إلى مزيد من تحقيق الإيمان في القلب، وتحسين الصلة بين العبد وربه.
رابعا : المداومة على قراءة القرآن الكريم، وحسن تدبره، فهو كلام الله تعالى، وفيه شفاء لأمراض القلوب المستعصية، حيث قال الله تعالى: (يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور)، فالإنسان مهما شاء أن يتقرب إلى الله سبحانه، إلا أن أولى ما يتقرب به هو تلاوة كلامه، وفهمه، وتدبره.
خامسا: ذكر الله تعالى، فإن الفرق بين الذاكر والغافل؛ كالفرق بين الحي والميت، والذاكر لله -تعالى- في الأرض، مذكور عند الله -سبحانه- في السماء، وقد جاءت الوصايا بالذكر كثيرة جدا، حيث قال الله تعالى: (والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما)، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم- موصيا أحد السائلين: (لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله).
سادسا: قيام الليل، فهو من أعظم ما يستعين به المسلم على تجديد إيمانه، وتحسين الصلة بينه وبين ربه.