في خطوة تاريخية غير مسبوقة، سمحت السلطات الفرنسية، هذا الأسبوع، بإعادة فتح نهر السين في باريس أمام السباحة العامة، وذلك لأول مرة منذ أكثر من 100 عام، بعد الانتهاء من برنامج ضخم لتنظيف مياه النهر بلغت تكلفته 1.4 مليار يورو، وفق تقرير نشرته صحيفة الجارديان البريطانية اليوم الأحد.
وشهدت ضفاف السين إقبالاً لافتًا من الباريسيين والسياح الراغبين في السباحة، وذلك في ثلاث مناطق مخصصة للسباحة بالقرب من برج إيفل وكاتدرائية نوتردام والمكتبة الوطنية، حيث يسمح بدخول نحو ألف سبّاح يوميًا مجانًا حتى نهاية أغسطس، مع وجود منقذين ومرافق للاستحمام وتغيير الملابس.
هذا الإنجاز البيئي الضخم يأتي تتويجًا لحملة شعبية قادها نشطاء اعتادوا السباحة غير القانونية في النهر، ودعمته رئيسة بلدية باريس المنتهية ولايتها، آن هيدالجو، التي سبحت بنفسها في النهر قبل انطلاق أولمبياد باريس 2024، بهدف إبراز التقدم في أعمال التنظيف.
وشملت أعمال التطهير ربط أكثر من 20 ألف منزل بشبكة الصرف الصحي لمنع تدفق المياه الملوثة إلى النهر، بالإضافة إلى تحسين منشآت معالجة المياه، وبناء خزانات ضخمة لمياه الأمطار تعادل 20 مسبحًا أولمبيًا، بهدف تقليل خطر تدفق الصرف الصحي أثناء العواصف.
ورغم بعض المخاوف الصحية التي ظهرت خلال تدريبات الأولمبياد الصيف الماضي، إلا أن السباقات أُقيمت كما هو مخطط لها، ما عزز الثقة في إمكانية فتح النهر للجمهور.
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي وعد ذات يوم بالسباحة في نهر السين عندما يصبح صالحًا لذلك، بات الآن مدعوًا للوفاء بوعده بعد أن أصبح الحلم واقعًا.
ويأمل المسئولون في أن تتحول هذه الخطوة إلى وجهة سياحية رئيسية خلال فصل الصيف، كما أنها ألهمت مدنًا أوروبية أخرى لبدء مشاريع مماثلة لإعادة الحياة إلى أنهارها.