كشفت الإعلامية منى الشاذلي العديد من التفاصيل التي تُروى لأول مرة عن طفولتها، وعلاقتها بوالديها، وكيف دخلت مجال الإعلام عن طريق الصدفة، وكيف بدأت علاقتها بزوجها ووالد بناتها قبل أكثر من 25 عاماً.
وقالت الشاذلي خلال حوارها ببرنامج ABtalks، مع الإعلامي أنس بوخش، إنها من أبناء الطبقة المتوسطة المصرية، مضيفة: «والدي ووالدتي من جيل الستينيات العظيم، الذي يهتم بتكوين الإنسان وجوهره قبل أي شيء.. لذلك نشأت مهتمة بالجوهر قبل المظهر.. محبة لمحيطي وغير كارهة لأي شيء.. مفيش أكلة بكرهها مفيش شخص بكرهه.. لو شخص زعلانة منه أتجنبه أو ألغيه من حياتي.. لكن كلمة الكراهية صعبة على تكويني».
وأوضحت منى الشاذلي أن نشأتها لم تكن مدللة، بل كان والدها يردد دوماً الحديث الشريف «اخشوشنوا فإن النعم لا تدوم»، ويحرص على تثقيفهم وزرع حب القراءة فيهم من خلال مكتبة المنزل، مضيفة: «وأمي أيضاً كانت دؤوبة وحريصة في تربيتي أنا وأخويا وأختي إننا نتعلم الكتابة من بدري.. من سن سنتين ونص تقريباً، وبالتالي أصبحت المدرسة أمراً سهلاً فيما بعد».
منى الشاذلى
وواصلت: «نشأت في أسرة أهدتني نفسياً ومحبة عظيمة للكون وحسن نية في العالم، فوالدي تطوع في حرب 56 وقت العدوان الثلاثي على مصر.. تطوع في المقاومة الشعبية.. أبويا رجل جميل جدا لكن عمره ما تفاخر بحاجات كتير حلوة عملها».
وأضافت في حديثها عن والدها: «اتعلمت منه الأخلاق.. هو قمة في الثقافة والمعرفة وأيضاً قمة البساطة، علمني أنه لا شيء في الدنيا يستدعي التفاخر.. التفاخر يبقي بالفعل والذات وقد إيه تركت أثر طيب فيمن حولك.. حتى لو أسرة صغيرة جدا».
وعن بدايات دخولها مجال الإعلام، أشارت منى الشاذلي إلى أنها كانت تتمنى أن تصبح طبيبة وليس إعلامية، لكن في الوقت ذاته كانت تشارك دوماً في الإذاعة المدرسة، وحين درست الإعلام بالجامعة الأمريكية كانت تقدم الحفلات والفعاليات الطلابية، لكن لم تتخيل أن تصبح مذيعة، بل أرادت التخرج ثم العمل في إحدى شركات الإعلام الكبرى.
وعلى خلاف التوقعات، وحين كانت في عامها الدراسي الأخير، وتحديداً قبل 6 أشهر من التخرج، أخبرتها زميلة بأنها تتلقى تدريباً في شبكة قنوات جديدة اسمها art، وسيختارون مذيعين ومذيعات من هذا التدريب، وأنها تصلح لأن تكون مذيعة، بل وستحقق نجاحاً كبيراً.
رفضت منى التقديم، لكن مع إلحاح زميلتها قررت أن تحضر معهم يوماً لعمل تقرير تنشره في الجامعة عن هذا التدريب، وبالفعل ذهبت وجلست بعيداً بعض الشيء لتدوين الملاحظات، ووقتها قرر المدرب أن يسألهم عدة أسئلة في مجالات متنوعة، فلم يجب أحد سوى الشاذلي.
حينها سألها «من أنتِ؟ ولماذا لا تشاركين معنا؟»، وعرض عليها أن تنضم إليهم للعمل كمذيعة، وحين رفضت ألح عليها لعمل «تيست كاميرا»، حتى يتم الانتهاء من إجراءات سفرها لإيطاليا خلال الشهور المتبقية لها في الدراسة.
وأخبرت منى الصغيرة التي كانت حينها في بداية العشرينات والديها بالأمر، في البداية اعترض شقيقها على سفرها بمفردها، بينما الأب حسم الأمر ووافق على ذلك، مؤكداً ثقته الكبيرة بابنته وباختياراتها الصحيحة، وأن ستكون على قدر المسؤولية دوماً.
وتضيف: «أنا لا سعيت للعمل كمذيعة ولا أعرف حد.. لكن الدنيا بتورينا كرم في أماكن، وممكن تبقى بخيلة علينا في أماكن تانية.. من يومها أخدت عهد على نفسي إن أي حد كويس في أي حتة أنا هساعده.. لأن اللي ساعدوني دول ودخلوني المجال مكنش في سابق معرفة ولا مصلحة بينا خالص».
سافرت منى الشاذلي وفي قرارة نفسها أمرين لا يعلم بهما أحد وستلتزم بهما مهما حدث؛ الأول أنها لن تستمر في إيطاليا سوى عامين فقط، لأنها لا تريد الاغتراب أكثر من ذلك، والثاني ألا تقع في الحب هناك، وبالفعل نفذت عهدها الأول وعادت بعد عام ونصف العام، لكنها لم تنجح في الثاني، إذ وقعت في الحب لأول وآخر مرة هناك.
والتقت منى الشاذلي بزوجها الحالي لأول مرة في إيطاليا، وكانت علاقتهما في البداية سيئة، لا يطيقان بعضهما البعض، لكن بمرور الأيام تكوّنت شلة أصدقاء فكانوا يلتقون في الخروجات الجماعية للشلة، ثم بدأت علاقتهما تتوطد حتى وقعا في الحب، وجاء لوالدها طالباً الزواج منها، فتزوجا ورزقا بثلاث بنات، ولا يزال زواجهما مستمراً منذ 25 عاماً.
وبالحديث عن زوجها، أكدت منى الشاذلي أنهما متناقضان بشكل كبير في الاهتمامات والهوايات وغيرها من الأمور، لكن هذا الاختلاف يخلق متعة وتكامل وشغف لأمور جديدة في الحياة بينهما، مؤكدة أن زوجها حنون ورجل عائلة عظيم لكن له طريقة في التعبير عن الحب مختلفة عنها.
وبسؤالها عن أساسيات الزواج السعيد والصحي، أكدت الشاذلي أن الزواج السعيد يبدأ من التربية قبل الزواج، قائلة: «إن الأولاد والبنات يتربوا على تحمل المسؤولية.. الحب حاجة والحياة الزوجية حاجة تانية، لو أكتافك لا تتحمل المسؤولية متتجوزش.. لازم تربي ولادك على تحمل ضغوط الحياة ويتقبلوا إن في مشاكل وصدمات آه بس هيتخطوها.. غير كده هيبقي جواز عيال ويتخاصموا فيتقمصوا فيسيبوا بعض».
وفيما يتعلق باستمرارها في العمل حتى الآن، رغم وصولها منذ سنوات طويلة لمراحل متقدمة من النجاح، أوضحت الشاذلي أنها من المحظوظين الذين يشعرون بالحب والاحترام تجاه مهنتهم، مضيفة: «بحب شغلتي وبحترمها ومش بعتبرها سلمة لحاجة تانية.. أنا بشوفها غاية ومتعة ورسالة، حتى لو بقدم فقرة خفيفة».
واختتمت حديثها: «شغلتي لما أقدملك حاجة منتقصش من وقتك.. وحتى لما تضحك أو تنبسط ميبقاش فيه ابتذال، وكمان في مسؤولية .. لأن أي فقرة بقدمها بتأكد إنها مش هتؤذيك كمشاهد، وهتضيف لوقتك، وإن يكون مبذول فيها أقصى جهد.. لأن ده كافي جدا إنه يخلي الضمير مرتاح”.