قدمت مصر للاجئين كل الدعم والتسهيلات والخدمات التي تقدمها للمواطن المصري، وأكدت القيادة السياسية مرارًا وتكرارًا على أن اللاجئين جزء لا يتجزأ من نسيج الشعب المصري وأنهم يلقون كامل الرعاية على الأراضي المصرية وتقدم لهم كافة التسهيلات والخدمات التي تقدم للمصريين.
ورغم الصعوبات والأزمات الاقتصادية التي تتعرض لها مصر مثل باقي دول العالم إلا أننا ننفرد باحتضان ملايين اللاجئين من غالبية دول العالم ويجدون لدينا كافة المميزات التي يحصل عليها المواطن المصري دون أي تفرقة.
وكشفت المنظمة الدولية للهجرة في آخر مسح احصائي أجرته بين أكتوبر 2021 حتي يوليو 2022 وجود أكثر من 9 ملايين مهاجر يعيشون في مصر من 133 دولة بما يمثل 8.7% من سكان مصر.
ويأتي السودانيون في المرتبة الأولى بنحو 4 ملايين يليهم السوريون 1.5 مليون واليمنيون والليبيون مليون واحد لكل منهم.
وفي هذا الإطار قررت الحكومة تنظيم لجوء الأجانب، وإنشاء لجنة لإدارة شؤونهم، حيث أصدر مجلس الوزراء مشروع قانون بإصدار قانون لجوء الأجانب.
اللجنة الدائمة لشؤون اللاجئين
ونص مشروع القانون على أن يلتزم اللاجئون وطالبو اللجوء بتوفيق أوضاعهم طبقًا لأحكام هذا القانون خلال سنة من تاريخ العمل باللائحة التنفيذية به، ويجوز لرئيس الوزراء مد المدة لأخرى مماثلة.
كما نص مشروع القانون على أن تنشأ لجنة تسمى “اللجنة الدائمة لشؤون اللاجئين“، تكون لها الشخصية الاعتبارية، وتتبع رئيس الوزراء، ويكون مقرها الرئيسي محافظة القاهرة، وتكون هي الجهة المهيمنة على كافة شؤون اللاجئين بما في ذلك المعلومات والبيانات الإحصائية الخاصة بأعدادهم.
وحسب القانون، تتولى اللجنة بالتنسيق مع وزارة الخارجية التعاون مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وغيرها من المنظمات والجهات الدولية المعنية بشؤون اللاجئين، وكذا التنسيق مع الجهات الإدارية في الدولة لضمان تقديم كافة أوجه الدعم والرعاية والخدمات للاجئين، وتحدد اللائحة التنفيذية لهذا القانون اختصاصاتها الأخرى.
تضمن القانون كذلك أن يكون تشكيل “اللجنة الدائمة لشؤون اللاجئين”، ونظام عملها، وفق قرار من رئيس الوزراء خلال ثلاثة أشهر من تاريخ العمل، وتعد اللجنة تقريرا بنتائج أعمالها كل ثلاثة أشهر يعرضه رئيسها على رئيس الوزراء.
وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، في تصريحات أن مصر تستضيف 6 ملايين لاجئ على أراضيها، دون أي مزايدة للحصول على دعم، مؤكدًا أنهم يعيشون في مصر كمواطنين لحين تحسن ظروف بلادهم.
ووفقًا للمفوضية الأممية لشؤون اللاجئين، فإن مصر استقبلت أكثر من 113 ألف شخص خلال الفترة من 15 أبريل وقت بدء اندلاع الاشتباكات في السودان حتى يوم 17 مايو الماضي، بينهم أكثر من 107 آلاف مواطن سوداني والباقي من جنسيات أخرى.
أشقاء وليسوا لاجئين
وأكد الخبراء أن مصر من أوائل الدول في دعم ومساندة حقوق اللاجئين وتوفير سبل الأمان الاجتماعي الاقتصادي وأنها منذ نشأتها سياسيًا ضمنت كافة حقوق المواطنة للاجئين باستثناء الحقوق الانتخابية وهناك حقوق ثابتة للاجئين أبرزها توفير الضمانات السياسية لهم وعدم إجبارهم على العودة لموطنهم الأصلي أو تغيير معتقداتهم الدينية أو الثقافية هذا الاحتضان للاجئين يعكس مفهوم “أخلاق الدولة” الذي يغيب عن الكثير من الدول في هذا الملف تحديدًا.
ويحصل اللاجئون علي فرصهم كاملة في التعليم والعلاج مثل المصريين تماماً وان مصر البلد الوحيد الذي لا يوجد بها معسكرات للاجئين فهم يتحركون بحرية تامة ويتواجدون في كل محافظات مصر.
كما أن الاستقرار الذي يجدونه في مصر السبب الأول في حضورهم إلينا رغم ما نتحمله من ضغط مالي كبير جراء احتضانهم بيننا وأننا نمارس معهم قمة الإنسانية دون أي حجر عليهم.
ومن جانبه أرجع الدكتور عادل عامر مدير، مركز المصريين للدراسات السياسية والقانونية، سبب تزايد أعداد اللاجئين الوافدين إلى مصر في السنوات الأخيرة، إلي أن مصر دولة مستقرة، موضحاً، أن اللاجئ يهمه في المقام الأول الشعور بالأمان والاستقرار وهما متوفران في مصر.
وأضاف عامر في تصريحات لـ “صدى البلد”، أن مصر تتعامل مع اللاجئين بشكل آدمي فلا يوجد لدينا معسكرات للاجئين لافتاً إلى أن اللاجئين يستفيدون بشكل قوي من الخدمات التي تقدمها الحكومة للمصريين خاصة اللاجئين السودانيين واليمنيين.
وأشار عامر إلى أن مصر لا تعتبر المتواجدين على أرضها لاجئين وأن الرئيس عبدالفتاح السيسي صرح بذلك من قبل مضيفًا أن اللاجئين العرب هم أشقاء للمصريين ويستفيدون من كل الخدمات المقدمة للشعب المصري بشكل كامل، خاصة في مجال التعليم.
تابع أن الشعب المصري بطبعه ودود والجميع يستطيع الاندماج داخل مصر كما أن المصريين يتفهمون أن اللاجئين قادمون من أماكن صراع وحروب ولهذا يمدون لهم يد العون ويساعدونهم علي الانصهار في المجتمع المصري مضيفًا أن هناك مظاهر ثقافية برزت في مصر نتيجة الاندماج الذي حدث بين المصريين وعدد من اللاجئين لمصر سواء في الأكلات أو المعاملات.
ومن جانب آخر قال الدكتور وليد جاب الله، الخبير الاقتصادي، إن مصر تحتضن اللاجئين خاصة من الأشقاء العرب سواء من السودان أو سوريا أو اليمن والعراق وليبيا وغيرها وجميعهم يعاملون معاملة المواطن المصري في كل شيء ويعيشون وسط المصريين في المدن في كافة المحافظات المصرية دون الحجر عليهم في التحرك وتلك هي قمة الإنسانية.
وأضاف جاب الله في تصريحات لـ “صدى البلد”، أن المؤسسات الدينية وخاصة الكنائس تدعم اللاجئين وتدعم هجرتهم وتستضيفهم في البيوت وتوفر لهم فرص عمل وهذا عنصر إيجابي تقوم به تلك المؤسسات مضيفًا أن دول أوروبا تعتبر مصر الملاذ الآمن لجميع اللاجئين وتمنح بعضهم موافقات للهجرة لبعض الدول الأوروبية خاصة الجنسيات الأفريقية.