- توجيه لائحة اتهام جديدة لترامب سابقة تاريخية
- 4 تهم ينظر بأنها أخطر خيانة ارتكبها رئيس سابق
- البيت الأبيض يرفض التعليق على لائحة الاتهام
أصبح توجيه لائحة اتهام جديدة إلى الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، للمرة الثالثة، سابقة تاريخية لرئيس سابق حيث يواجه تهمًا جنائية.
وتشمل لائحة الاتهام الجديدة التي جاءت على خلفية التحقيقات بشأن جهود ترامب لإلغاء نتيجة الانتخابات الرئاسية 2020، 4 تهم يُنظر إليها على أن “أخطر خيانة ارتكبها رئيس سابق تجاه واجباته الدستورية” عندما حاول البقاء في البيت الأبيض بعد خسارته الانتخابات في 2020، وذلك بالمخالفة للتقليد الأمريكي المتمثل في ضمان الانتقال السلمي للسلطة.
وحسب شبكة “سي إن إن” الأمريكية، حطمت مؤامرة تغيير انتخابات 2020 الأعراف الرئاسية، وبلغت ذروتها في هجوم عنيف لم يكن من الممكن تصوره سابقًا على مبنى الكابيتول في 6 يناير 2021 ، حيث اجتمع نواب الكونجرس للتصديق على فوز الرئيس جو بايدن.
ولمدة شهرين قبل الهجوم، كان ترامب قد انخرط في حملة ضغط غير مسبوقة استهدفت العاملين في الانتخابات والمشرعين في عدد قليل من الولايات، بالإضافة إلى مسؤولي وزارة العدل وحتى نائبه مايك بنس لإقناعهم بتغيير نتيجة الانتخابات.
محاسبة ترامب
وسيختبر توجيه المدعي الخاص جاك سميث لائحة الاتهام إلى الرئيس السابق أثناء ترشحه لولاية ثانية في البيت الأبيض ما إذا كان يمكن لنظام العدالة الجنائية محاسبة ترامب على سلوكه بعد الانتخابات، بعد فشل مجلس النواب في عزله خلال 2021 بسبب مجلس الشيوخ.
وتعد لائحة الاتهام هي المرة الثانية خلال شهرين التي يوجه فيها سميث اتهامات ضد ترامب، ففي يونيو، اتُهم الرئيس السابق بالاحتفاظ بوثائق سرية والتآمر مع أحد كبار مساعديه لإخفائها عن الحكومة ومحاميه، وفي مارس، اُتهم ترامب بتهمة تزوير سجلات تجارية.
وفي كلتا الحالتين السابقتين، دفع ترامب بأنه غير مذنب، ومن المرجح أن يفعل ذلك مرة أخرى عندما يتم توجيه الاتهام إليه بشأن أحدث التهم.
وتأتي لائحة الاتهام الجديدة في الوقت الذي يظل فيه ترامب المرشح الأوفر حظًا لترشيح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية 2024.
وكانت لائحة اتهام التي وجهت لترامب في مارس هي المرة الأولى في تاريخ الولايات المتحدة التي يواجه فيها رئيس سابق اتهامات جنائية، والآن هناك 3 قضايا منفصلة ومتزامنة يواجه فيها الرئيس مزاعم جنائية، وكلها في الوقت الذي يسعى فيه ترامب للعودة إلى البيت الأبيض في عام 2024 بعد خسارته أمام جو بايدن في عام 2020.
من جانبها، علقت حملة الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، على لائحة الاتهام الموجهة ضد زعيمهم، قائلة في بيان صادر عنها اليوم الأربعاء إنه “ليس أكثر من الفصل الفاسد الأخير في المحاولة المثيرة للشفقة من قبل عائلة بايدن ووزارة العدل المسلحة للتدخل في الانتخابات الرئاسية لعام 2024”.
وأضافت أن “ترامب هو المرشح الأوفر حظًا بلا منازع” في الانتخابات الرئاسية، لافتة إلى أن “انعدام القانون الذي تخلله اضطهاد الرئيس ترامب وأنصاره يذكرنا بألمانيا النازية في الثلاثينيات، والاتحاد السوفيتي السابق، والأنظمة الاستبدادية والديكتاتورية الأخرى”.
وتابعت قولها إن “التزم ترامب دائمًا بالقانون والدستور، بمشورة العديد من المحامين البارزين. ستفشل عمليات مطاردة الساحرات غير الأمريكية هذه وسيُعاد انتخابه للبيت الأبيض حتى يتمكن من إنقاذ بلادنا من سوء المعاملة وعدم الكفاءة والفساد الذي يسري في عروق بلادنا بمستويات لم نشهدها من قبل”.
وأشارت: “قبل ثلاث سنوات كانت لدينا حدود قوية، واستقلال في مجال الطاقة، ودون تضخم، واقتصاد عظيم. اليوم، نحن أمة في حالة انحدار. الرئيس ترامب لن يحبطه الاستهداف السياسي المشين”.
لا أحد فوق القانون
فيما أكدت رئيسة مجلس النواب الأمريكية السابقة نانسي بيلوسي، أن التهم المعلنة ضد الرئيس السابق دونالد ترامب في لائحة الاتهام الأخيرة خطيرة للغاية.
وقالت بيلوسي في بيان صادر عنها إن التهم الموجهة في لائحة اتهام ترامب خطيرة للغاية، وهو مثل كل متهم جنائي برئ حتى تثبت إدانته.
وأضافت أنه يجب مراعاة الإجراءات القانونية والنظر في التهم بشكل سلمي ودون أي تدخل خارجي، لافتة إلى أنه لا أحد فوق القانون ولا حتى الرئيس الأمريكي السابق.
وعلق زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ الأمريكي تشاك شومر وزعيم الأقلية في مجلس النواب حكيم جيفريز، اليوم الأربعاء، على لائحة الاتهام الموجهة ضد الرئيس السابق دونالد ترامب والتي تتعلق بالجهود المبذولة لإلغاء نتائج انتخابات 2020.
وحسب شبكة “سي إن إن” الأمريكية، قال شومر وجيفريز إن لائحة الاتهام هذه تعد “الأكثر خطورة والأكثر أهمية حتى الآن”.
فيما ربط رئيس مجلس النواب كيفين مكارثي تطورات أزمة هانتر بايدن نجل الرئيس الأمريكي جو بايدن بتوقيت لائحة الاتهام، قائلاً إنها “محاولة لصرف الانتباه عن الأخبار ومهاجمة المرشح الأوفر حظاً للترشيح الجمهوري ترامب”.
وأضاف أن “الجمهوريين في مجلس النواب سيواصلون كشف الحقيقة بشأن شركة بايدن ونظام العدالة ذي الوجهين”.
صرف النظر عن قضية هانتر
بينما وصف رئيس مجلس النواب الأمريكي كيفن مكارثي لائحة الاتهام الجديدة ضد الرئيس السابق دونالد ترامب بأنها تأتي لصرف النظر عن قضية هانتر بايدن نجل الرئيس جو بايدن.
وقال مكارثي على حسابه بموقع “تويتر” إنه في الأيام الأخيرة، انتشرت سلسلة من الاكتشافات والاتهامات في الولايات المتحدة تؤثر على هانتر بايدن، وكذلك والده خلال فترة توليه منصب نائب رئيس الولايات المتحدة.
وأضاف: “يمكن للجميع في أمريكا رؤية ما سيحدث بعد ذلك.. محاولة من قبل وزارة العدل لصرف الانتباه عن الأخبار ومهاجمة المرشح الأوفر حظا في النضال من أجل الترشح (لمنصب رئيس الولايات المتحدة) الرئيس ترامب”.
وبالنسبة للإدارة الأمريكية والرئيس جو بايدن، فرفض البيت الأبيض التعليق على لائحة الاتهام الموجهة لترامب.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض إيان سامز: “سنحيل الأسئلة إلى وزارة العدل، التي تجري تحقيقاتها الجنائية بشكل مستقل”.
من جانبه، قال مسئول في البيت الأبيض إنهم علموا بتوجيه الاتهام إلى ترامب من خلال تقارير إعلامية، كما كان الحال مع لوائح الاتهام السابقة.
وجاء امتناع البيت الأبيض عن التعليق على التحقيقات والمحاكمات كمحاولة للحفاظ على استقلالية وزارة العدل وتجنب ظهور أي تدخل سياسي.