تسعى دولة الهند إلى تغيير أسماء مدنها وبلدانها بل والطرق ومحطات السكك الحديدية والأسواق الخاصة بها على مر السنين بهدف الانفصال التام عن ماضي الدولة الاستعماري إلى الأبد.
بَهارات
والآن، من المتوقع في المستقبل القريب أن يتم تغيير اسم الدولة نفسها إلى الأبد، حيث أنه في وقت سابق من هذا الشهر استضافت الهند مجموعة العشرين لأغنى دول العالم، وتم وصف هذا الاستدعاء بأنه دعوة عشاء من الرئيس الهندي دروبادي مورمو لكونه “رئيس بَهارات” وهو الأمر الذي أثار تساؤلات وتوقعات في الدوائر الصحفية والسياسية عن تغيير اسم الهند قريبًا.
وبحسب موقع CNN، أن ما أثار التكهنات أكثر وأكثر هو وضع اسم بَهارات بدلًا من الهند على اللوحة الموجودة على مقعد رئيس الوزراء ناريندرا مودي والتي تحدد الدولة التي يمثلها، وذلك أثناء انعقاد الجلسات الافتتاحية لمجموعة العشرين.
وقد أكدت وسائل إعلام مختلفة أن “حكومة مودي” يمكن أن تتقدم بقرار خلال جلسة خاصة بالبرلمان الهندي هذا الأسبوع لتغيير اسم الدولة رسميًا إلى بَهارات.
وفي السياق، اقترحت حكومة مودي تغيير اسم مبنى البرلمان القديم إلى اسم سامفيدان سادان من الآن فصاعدا.
ليس القضاء على التاريخ الاستعماري للبلاد
لكن الكاتب Akanksha Singh يتوقع من خلال موقع CNN أن الهدف من تغيير اسم الهند إلى بَهارات التي تعني في اللغة الهندية (الهند) ليس القضاء على التاريخ الاستعماري للبلاد، بل هو محو كل جانب من جوانب التاريخ الهندي الذي لا يغذي أيديولوجيتها الهندوسية اليمينية. وهو الهدف الذي كان من أولويات أجندة حكومة مودي.
وأكد الكاتب أن هدف مودي من تغيير اسم الهند إلى بَهارات هو جعل الهدن أمة هندوسية لأنه متعلقًا بالمقام الأول بالقومية الهندوسية.
وأشار موقع CNN أن حكومة مودي منذ وصولها للسلطة عام 2014 جعلت الحياة صعبة لحد كبير على مسلمي الهند البالغ عددهم 200 مليون نسمة وهم أكبر أقلية في الدولة حيث يشكلون 14% من إجمالي عدد السكان، مضيفًا أنهم يواجهون التمييز في الحصول على فرص للتعليم والعمل.
كما أنه منذ إعادة انتخاب مودي في عام 2019، ساءت أحوال المسلمين في الهند، حيث كثفت الحكومة السياسات التي يقول النقاد إنها تحاول حرمان المسلمين من حقوقهم.