لماذا سمي الإسراء والمعراج بهذا الاسم، كل عام في ليلة السابع والعشرين من شهر رجب تحيي الأمة الإسلامية ذكرى معجزة الإسراء والمعراج، وتعتبر الإسراء والمعراج أحد أكبر المعجزات التي حدثت للنبي صلى الله عليه وسلم، وكانت رحلة الإسراء والمعراج بمثابة دعم للنبي بعد عام الحزن الذي خسر فيه النبي زوجته خديجة وعمه أبوطالب الذين كانا يصدان عنه الكثير من أذى قريش، لذلك تعد رحلة الإسراء والمعراج منحة ربانية للنبي صلى الله عليه وسلم.
الإسراء والمعراج من الأحداث الجليلة التي لها أثر كبير في نفوس الأمة الإسلامية، لذلك ينتظر المسلمين كل عام شهر رجب للاحتفال بذكرى الإسراء والمعراج.
لماذا سمي الإسراء والمعراج بهذا الاسم
معنى الإسراء في اللغة مأخوذة من المصدر أسرى، أي السير في الليل، وفي الاصطلاح المقصود بالإسراء هي الرحلة التي خرج فيها النبي من البيت الحرام إلى بيت المقدس راكبًا دابة تسمى البراق بصحبة رسول الوحي جبريل عليه السلام والتي كانت بروحه وجسده معا، في وقت قصير من الليل بسرعة تتجاوز الحسابات العادية والمألوفة للبشر وتبين لنا قدرة الله عز وجل، ويشمل الإسراء عودته إلى مكة في نفس ذات الليلة، والتي صلى فيها بالأنبياء إمامًا في المسجد الأقصى، كما ذكر في سورة الإسراء: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)..
معنى المعراج في اللغة مأخوذ من العروج أي الصعود، والمعراج هو السلم الذي تصعد به الأرواح إلى السماء عند قبضها، وفي الاصطلاح فهو يطلق على الرحلة السماوية التي أعقبت رحلة الإسراء الأرضية من حيث صعود النبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء، وبقي يصعد ويرتقي حتى وصل إلى السماء السابعة وما فوقها، ثم بعدها عرج به إلى سدرة المنتهى، وبعدها إلى البيت المعمور، وجاء ذكر المعراج في سورة النجم في قوله تعالى: (وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَىٰ * عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَىٰ * عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَىٰ * إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَىٰ * مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَىٰ * لَقَدْ رَأَىٰ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَىٰ).
أدعية مستحبة في ليلة الإسراء والمعراج
أدعية مستحبة في ليلة الإسراء والمعراج ليس هناك أدعية معينة لليلة الإسراء والمعراج، ولكن الدعاء هو جزء من العبادة، فمن الأفضل إحياء أيام الله المباركة بالدعاء، فندعو بما نشاء وبما يطيب لنا بأي لغة وبأي صيغة، المهم في الموضوع هو استحضار النية كي يستجيب الله لدعائك، وهناك العديد من الأدعية التي جاءت في السنة النبوية الشريفة، والتي لا مشكلة من استخدامها للدعاء في ليلة الإسراء والمعراج:
أدعية مستحبة في ليلة الإسراء والمعراج ونقول فيها يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله، ولا تكلني إلى أنفسنا طرفة عين.
اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك، عدل في قضاؤك اسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدًا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي.
اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس، أنت رب المستضعفين وأنت ربي إلى من تكلني إلى بعيد يتجهمني أم إلى قريب ملّكته أمري إن لم يكن بك غضب عليّ فلا أبالي ولكن عافيتك أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت به الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن تنزل بي غضبك أو يحل عليّ سخطك لك الحمد حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلى بك.
يا ودود يا ذا العرش المجيد يا فعال لما تريد لك الحمد ولك الشكر على جميع النعم، اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك.
كما يمكن أن نقول في أدعية مستحبة في ليلة الإسراء والمعراج اللهم يا حي يا قيوم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم. وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم.، في العالمين إنك حميد مجيد.
اسألك اللهم بقدرتك التي حفظت بها يونس في بطن الحوت، ورحمتك التي شفيت بها أيوب بعد الابتلاء ألا تبق لي همًا ولا حزنًا ولا ضيقًا ولا سقمًا إلا فرجته، وإن أصبحت بحزن فأمسيني بفرح وإن نمت على ضيق فأيقظني على فرج، وإن كنت بحاجه فلا تكلني إلى أحدٍ سواك.
اللهم استرني على وجه الأرض، اللهم ارحمني في بطن الأرض، اللهم اغفر لي يوم العرض عليك، بسم الله الرحمن الرحيم، بسم الله طريقي والرحمن رفيقي والرحيم يحرسني من كل شيء يلمسني.
ويستحب أيضا في أدعية مستحبة في ليلة الإسراء والمعراج اللهم لا تشمت أعدائي بدائي، واجعل القرآن العظيم دوائي وشفائي، أنت ثقتي ورجائي، واجعل حسن ظني بك شفائي، اللهم ثبت على عقلي وديني، وبك يا رب ثبت لي يقيني وارزقني رزقًا حلالًا يكفيني وأبعد عني شر من يؤذيني.
اللهم أنك لا تحمل نفسًا فوق طاقتها فلا تحملني من كرب الحياة ما لا طاقة لي به وباعد بيني وبين مصائب الدنيا كما باعدت بين المشرق والمغرب.
اللهم يا مسهل الشديد ويا ملين الحديد ويا منجز الوعيد ويا من هو كل يوم في امر جديد، أخرجني من حلق الضيق إلى أوسع الطريق بك ادفع ما لا أطيق، ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.. اللهم بشرني بالخير كما بشرت يعقوب بيوسف وبشرني بالفرح كما بشرت زكريا يحيى.
اللهم يا كريم يا ذا الرحمة الواسعة، يا مطّلعًا على السرائر والضمائر والهواجس والخواطر، لا يعزب عنك شيء، اسألك فيضة من فيضان فضلك، وقبضة من نور سلطانك، وأنسًا وفرجًا من بحر كرمك، أنت بيدك الأمر كله ومقاليد كلّ شيء، فهب لنا ما تقر به أعيننا، وتغنينا عن سؤال غيرك، فإنك واسع الكرم، كثير الجود، حسن الشيم، في بابك واقفون، ولجودك الواسع المعروف منتظرون يا كريم يا رحيم وتلك هي من أفضل الكلمات التي تقال في الأدعية المستحبة في ليلة الإسراء والمعراج.
يا رب يا رب يا رب.. اسألك بعزك الذي لا يرام وبملكك الذي لا يضام وبنورك الذي مليء أركان عرشك.. يا مغيث اغثني، يا مغيث اغثني.. يا مغيث اغثني.. اللهم لا تشمت أعدائي بدائي، واجعل القرآن العظيم دوائي وشفائي، انت ثقتي ورجائي واجعل حسن ظني بك شفائي.
العبرة من رحلة الإسراء والمعراج
رحلة الإسراء والمعراج تحتوي على الكثير من الدروس والعبر التي يجب على كل مسلم الاستفادة منها ومن هذه العبر:
أن الله عوض على النبي صلى الله عليه وسلم وبعد صد الناس وآذيتهم لهم في الطائف، ومنعه من أن يدخل البيت الحرام إلا برفقة المطعم بن عدي، فعوضه الله خيرًا من ذلك كله بأن فتح له أبواب السماء.
تعزية النبي ومواساته من قبل الله تعالى بعد وفاة زوجته خديجة وعمه أبو طالب، تخفيفًا عليه.
امتحان الناس واختبار قوة إيمانهم، ومعرفة الصادق من الكاذب، حيث أن رحلة الإسراء في الطبيعي تستغرق شهرين ذهابًا وإيابًا، ولذلك سمي أبوبكر بالصديق لتصديقه للنبي صلى الله عليه وسلم في معجزة الإسراء والمعراج، لما وصفه للناس والذي يعجز عنه البشر.
توضيح أهمية الصلاة ومكانتها وقيمتها، حيث أنها فرضت في السماء، مما يدل على أهمية المسجد الحرام والمسجد الأقصى والترابط القوي بينهما.