فيما يتعلق بالمقارنات بين النساء والرجال كثيرًا ما ترجح كفة الميزان نحو الرجال، وفي أحدث دراسة تم إثبات على ذلك، فقد يقال إن الرجال أفضل في التوجيهات من النساء، وتزعم دراسة جديدة أنها كشفت عن مصدر مهاراتهم.
وبينما تشير النظريات إلى أن هذه القدرة تنبع من التطور، قرر الباحثون في جامعة إلينوي أوربانا شامبين أن الأمر يتعلق بكيفية تربية الجنسين المختلفين، بحسب ما نشرت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية.
واقترح الفريق أن تجارب الأولاد من المحتمل أن تؤدي إلى تعزيز قدراتهم الملاحية مقارنة بالإناث، واعتقد الباحثون سابقًا أن التطور لعب دورًا رئيسيًا لأن الرجال تاريخيًا كانوا يسافرون بعيدًا عن المنزل أكثر من النساء لإعالة أسرهم.
ومع ذلك، لاحظ الباحثون أنه لو كان الأمر كذلك، لكانت السمة الوراثية قد انتقلت إلى الأطفال الإناث، وقال جاستن رودس، الأستاذ بجامعة إلينوي أوربانا شامبين والمؤلف المشارك في الدراسة :”من الواضح جدًا بالنسبة لي أن الاختلاف بين الجنسين بين البشر هو نتيجة للثقافة، وليس التطور”.
ونظرت الدراسة، التي نشرت في مجلة الجمعية الملكية، في 21 نوعا بما في ذلك البشر، لتحديد مصدر قدرات تحديد الطريق، وتضمنت العينة أيضًا جراد البحر والشمبانزي والضفدع السام الصباغ والباندا والخيول.
نظر رودس وفريقه أولاً إلى بيانات من الدراسات السابقة التي يعود تاريخها إلى عام 1960 لتحديد ما إذا كان هناك انقسام بين الجنسين في العلاقة بين نطاق موطن الأنواع والقدرة المكانية.
لقد نظروا إلى مدى انتقال كل جنس من قاعدته بشكل أساسي من خلال المراقبة أو التتبع اللاسلكي أو الاصطياد، وتابع الباحثون عادات الأنواع لفترات زمنية متفاوتة، حيث تم فحص بعضها لمدة أقل من عام بينما تم قياس بعضها الآخر لأكثر من عام، لمقارنة كيفية تنقل الأنواع مع أو بدون موسم تكاثر واضح.
قاموا بجمع بيانات من البشر باستخدام متاهات افتراضية أو حقيقية، عن طريق قياس المدة التي يستغرقها التنقل عبر بيئات جديدة إلى موقع معين، أو عن طريق قياس مدى قدرة المشاركين على الإشارة إلى موقع بعيد عن الأنظار.
وقد أجرى رودس دراسة مماثلة قبل أكثر من عقد من الزمان، ولكن النتائج كانت محدودة بسبب عدد الأنواع ــ التي بلغت 11 نوعا فقط ــ والافتقار إلى بيانات بشرية غير غربية.
الأنواع التي تمت دراستها في الدراسة المنشورة حديثًا تضاعفت تقريبًا مقارنة بدراسة عام 2012، مما مكن الباحثين من اكتساب فهم أكثر شمولاً لكيفية ولماذا يكون الرجال ملاحين أفضل.
وكتب المؤلفون في الدراسة: “على مدى نصف القرن الماضي، تم إنفاق موارد كبيرة لاختبار التكيف الخاص بالجنس… كتفسير للاختلافات بين الجنسين في قدرات الملاحة”.
وأضافوا: “في التحليل السابق، وجدنا أن الأدلة كانت ضعيفة، وفي هذه الورقة مع مجموعة بيانات موسعة، نجد مرة أخرى القليل من الأدلة التي تدعم … الفرضية’.
وقالت الدراسة: “إن الاختلافات بين الجنسين في السلوك أو الأداء يمكن أن تنشأ من العمليات البيولوجية أو الثقافية التي لا علاقة لها بالتطور”، ووفقا للدراسة، يجب أن تركز الأبحاث المستقبلية على كيفية تأثير التنشئة الاجتماعية والثقافة على الأدوار الملاحية، بدلا من النظر إليها من النقطة المحورية للتطور.
وأضافت أنه على الرغم من أن التنقل المكاني لم يختف في الثقافات التي يكون فيها للإناث والذكور ‘سلوك متشابه’، إلا أن الاختلاف بين الجنسين هو الذي اختفى.
يجب إجراء المزيد من الأبحاث للتركيز على كيفية تشكيل وظائف المخ لجعل الرجال متفوقين في مجال التنقل، وقال رودس: “حقيقة أن السمة لدى البشر تعود إلى كيفية تربيتك، تجيب على سؤال حول كيف يمكن للمرأة التغلب على هذه الفجوة”، وأضاف: “إنها مجرد مسألة خبرة”.