قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الالكترونية، إن الإمام الشافعي رضي الله عنه: قال لو فكّر الناس كلهم في سورة العصر لكفتهم.
سورة العصر
حيث قال المركز في بيان له: فلو ما أنزل الله حجة على خلقه إلا هذه السورة لكفتهم، ولو تدبر الناس هذه السورة لوسعتهم.
وتابع: افتتحت سورة العصر بقسم اللَّه بالعصر، وهو الزمان الذي ينتهي إليه عمر الإنسان ، المشتمل على العجائب والعبر الدالة على قدرة اللَّه وحكمته على أن جنس الإنسان في خسارة ونقصان إلا من اتصف بالأوصاف الأربعة، وهي: الإيمان، والعمل الصالح، والتواصي مع الآخرين بالحق، والتواصي بالصبر.
واسترسل المركز : فإنه سبحانه قسَّم نوع الإنسان فيها قسمين: خاسرًا ورابحًا، فالرابح من نصح نفسه بالإيمان والعمل الصالح، ونصح الخلق بالوصية بالحق ، المتضمنة لتعليمه وإرشاده، والوصية بالصبر المتضمنة لصبره هو أيضًا، فتضمنت السورة النصيحتين ، والتكميلين ، وغاية كمال القوتين، بأخصر لفظ وأوجزه وأهذبه وأحسنه ديباجةً وألطفه موقعًا.
أما النصيحتان : فنصيحة العبد نفسه، ونصيحته أخاه ؛ بالوصية بالحق ، والصبر عليه، وأما التكميلان : فهو تكميله نفسه ، وتكميله أخاه.
سورة العصر
على الرغم من قصر سورة تشترط لنجاة الإنسان من خسران الدنيا والآخرة 4 فضائل هي الإيمان وعمل الصالحات والتواصي بالحق والتواصي بالصبر، قال الله تعالي “وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ”.
ويجب على الإنسان الصالح أن يدعو الآخرين إلى ما هداه الله له، ومن هنا وجدنا سورة العصر على وجازتها تشترط لنجاة الإنسان من خسارة الدنيا والآخرة ضرورة الإيمان وعمل الصالحات والتواصي بالحق والتواصي بالصبر.
فما يجب علينا استفادته من هذه الآيات أنه يجب على المسلم أن يبدأ دعوته في محيطه الخاص به أولا، أي في أهله وبيته وأسرته، ثم يمتد بدعوته إلى باقي المجتمع من حوله، داعيا للخير، محذرا في الوقت ذاته من الشر، آمرا بالمعروف وناهيا عن المنكر، فلا يجوز له أن يقف موقف المتكلم أو غير المبالي من شيوع الفتن والمنكر أو ضياع المعروف، بل لابد أن يتقدم ليغير المنكر إن استطاع بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان.
لماذا جمع الله بين الحق والصبر في سورة العصر؟
الله تبارك وتعالى أقسم بالزمن وبين أن جميع البشر في خسر إلا أربعة فقال جل وعلا: وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2)”، ليتساءل البعض كل الإنسان يا رب، فأتت الآيات بعد ذلك إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3)”.
أهل النجاة والخسران في سورة العصر: الآيات بدأت باستثناء أهل الإيمان، ثم عمل الصالحات، التواصي بالحق، وأخيراً التواصي بالصبر، وهنا نسأل نتواصى بالحق ونتواصى بالخير الاتنين مع بعض هقولك: أصل هيطلعلك ناس يكرهوا الحق والخير فيؤذوك”.
وكلمة الصبر وضعت في القرآن بعد الأمور التي يكون فيها مشقة على النفس، مستشهدًا بقول الله تعالى:-“وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ”.