خلال الجلسة العلمية الأولى لمؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية
مفتي دبي :
وزير الأوقاف ما فتئ يجدد الفكر ويشحذ الهمم كل عام بكل جديد من مستجدات الشئون الإسلامية
مفتي أوكرانيا :
نحن بحاجة ماسة لوضع ما يسمى بأمن الدعوة الإلكتروني
مفتي مقدونيا الشمالية :
علينا أن نواكب التطور التكنولوجي على كافة الأصعدة لا سيما الذي يتعلق بالدعوة الإسلامية
رئيس المركز الإسلامي للتسامح والسلام بدولة البرازيل :
موفدو وزارة الأوقاف المصرية نماذج مشرفة
ويستخدمون التقنيات الحديثة في التحفيظ عن بعد
عُقدت الجلسة العلمية الأولى لمؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية الرابع والثلاثين برئاسة فضيلة الدكتور على جمعة مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء ورئيس لجنة الشئون الدينية بمجلس النواب بجمهورية مصر العربية، وتحدث فيها كل من: فضيلة الدكتور أحمد الحداد مفتي دبي، وفضيلة الشيخ أحمد تميم مفتي أوكرانيا، وفضيلة الشيخ الحافظ شاكر فتاحو رئيس العلماء ومفتي مقدونيا الشمالية.
وفي بداية الجلسة قدم الدكتور على جمعة مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء ورئيس لجنة الشئون الدينية بمجلس النواب بجمهورية مصر العربية الشكر للدكتور محمد مختار جمعة على رأس وزارة الأوقاف المصرية والمجلس الأعلى للشئون الإسلامية على هذا الملتقى الرابع والثلاثين، مرحبًا بالحضور جميعًا.
وفي كلمته قدم فضيلة الدكتور أحمد الحداد مفتي دبى الشكر للدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف الذي ما فتئ يجدد الفكر ويشحذ الهمم كل عام بكل جديد من مستجدات الشئون الإسلامية، ويأتي موضوع هذا العام لمناقشة موضوع حيوي هام يواجه العالم أجمع، وهو الفضاء الإلكتروني والاستفادة منه ودفع خطره، مشيرًا إلى ضرورة الانتفاع من هذه التقنيات فهي من نعم الله تعالى ولها إيجابيات كثيرة منها: أنها تيسر الوصول إلى الفتوى، ونستغني بها عن التنقل والسفر بين البلدان والدول، وتنوع الفتاوى فيجد السائل أكثر من إجابة ليختار ما يناسبه، كذلك تيسير الاستفادة منها لكافة شرائح المجتمع، كذلك رد الحرج والحفاظ على الخصوصية في الأسئلة الخاصة، كذلك أيضا تيسير التواصل مع المفتين في سائر بلاد العالم، وتمكن المفتين في نشر العلم وتبليغ كلمة الله (عز وجل) لأكبر شريحة من العالم، كذلك من إيجابياتها رفع الحرج الذي قد يكون عند السائلين إذا كانت المسألة ذات خصوصية، وتيسير التواصل مع المفتين في العالم الإسلامي للذين يعيشون في الدول غير الإسلامية، ومنها أيضًا أن الأحكام والفتاوى تصل لشريحة كبيرة من المسلمين.
ومن مخاطرها تصدر غير المؤهلين، حيث يمكن لأي أحد أن يؤسس موقعًا ويتحدث فيه باسم الإسلام من غير أن يكون عليه رقابة، فيحدث الخلط الكبير بين الحق والباطل، وكذلك قد تكون المخاطر من جانب المستفتين فإنهم قد يختارون ما يناسب أهواءهم، ويمكن أيضا أن لا يعطي الصورة كاملة للمفتي فينتج عن ذلك تنزيل الفتوى على غير الصورة الحقيقية، وقد تكون الفتوى مرتبطة بمكان دون مكان أو زمان دون زمان فيكون الأخذ بها في غاية الإشكال فهذه مخاطر ينبغي أن تجتنب، مؤكدًا على أهمية استقاء الفتوى من الجهات الشرعية الرسمية، وأن تكون هناك رقابة متخصصة تتابع مواقع الإفتاء الإلكتروني من الجهات الدينية المعتمدة لحماية دين الناس ودنياهم، والتحري عن من نأخذ الفتوي.
وفي كلمته أكد فضيلة الشيخ/ أحمد تميم أن الفضاء الإلكتروني سبقنا إليه من سبق، وعم فيه الفساد أكثر وأكثر، حيث امتلأ بالمجادلات والمناظرات والمشتبهات، الأمر الذي فرض علينا أن نتصدى له وأن نشغل الفضاء الإلكتروني بما يفيد، وأن لا نترك هذا المجال لمن يفسده أو بمن يشغله بأفكار متطرفة، فنحن بحاجة ماسة لوضع ما يسمى بأمن الدعوة الإلكتروني، مع الاهتمام بنشر الكتب النافعة والمواد الإعلامية الصحيحة.
وفي كلمته أكد فضيلة الشيخ الحافظ شاكر فتاحو أنه يجب علينا أن نواكب التطور التكنولوجي على كافة الأصعدة لا سيما الذي يتعلق بالدعوة الإسلامية، وأن الفضاء الإلكتروني له جانب مهم جدًا في مجال الدعوة، ولتصحيح صورة الإسلام في جميع أنحاء العالم، مؤكدًا أنه لابد من العرض الصحيح لصورة الإسلام، وتضييق المساحة على من يتلاعبون بصورة الإسلام السمحة والذين يروجون لصورة مغلوطة عن الإسلام والمسلمين، مما يؤدي إلى شيوع مظاهر التطرف.
وعلى هامش الجلسة الأولى أكد الدكتور/ عبد الحميد متولي رئيس المركز الإسلامي للتسامح والسلام بدولة البرازيل في مداخلة له أنه يأمل أن يكون من توصيات هذا المؤتمر توصية لمجلس النواب لوضع القوانين التي تحكم هذا الاختلال في الفضاء الإلكتروني، ووضع الضوابط الشرعية والقوانين التي تحفظ أمن هذه الدعوة، مقدمًا الشكر لمعالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف على النماذج المشرفة في الخارج لموفدي وزارة الأوقاف المصرية، حيث يستخدمون التقنيات الحديثة والتي لم تكن موجودة من قبل في التحفيظ عن بعد، بما يسر لكثير من سكان هذه البلدان حفظ القرآن الكريم لهم ولأبنائهم، لأن منهم الكثير لا يستطيع أن يأتي للمساجد، فكان التحفيظ عن بعد هو السبق في هذا المجال وخاصة في أمريكا اللاتينية.