کشفت رسالة ماجستير بـ جامعة جنوب الوادى، عن وجود علاقة سلبية بين التشوهات المعرفية وفعالية الذات، و وجود فروق بين الجنسين في فعالية الذات لصالح الذكور، بينما لم توجد فروق وفقا للمرحلة التعليمية في فعالية الذات، كذلك لم توجد فروق وفقا للجنس أو المرحلة التعليمية في التشوهات المعرفية وفعالية الذات، وتوصلت الدراسة الى أن التشوهات المعرفية تسهم في التنبؤ بفعالية الذات.
جاء ذلك خلال مناقشة رسالة ماجستير بعنوان”أبعاد التشوهات المعرفية وعلاقتها بفعالية الذات لدى عينة من ذوى الإعاقة البصرية” للباحثة ضحى رفاعي عبدالرحيم محمود، الباحثة بقسم علم النفس بكلية الآداب بجامعة جنوب الوادي، والتى حصلت خلالها على درجة الماجستير، بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف، والتوصية بطباعة الرسالة وتداولها بين الجامعات.
وأوصت الدراسة، بتنظيم الندوات وورش العمل لتوعية الطلاب المكفوفين حول التشوهات المعرفية وتأثيرها وطرق الحد منها، مع تقديم برامج إرشادية، لرفع مستوى فاعلية الذات لدى الطلاب المكفوفين، وبتطوير مستوى الخدمات النفسية، وتوفير عيادة نفسية وأخصائيين نفسيين، واجتماعيين مؤهلين لمساعدة الطلاب المكفوفين فى مدارس المكفوفين.
وأوضحت الدراسة، بإن الإعاقة البصرية تؤثر علي الكفاءة الإدراكية للفرد، فالإنسان المعاق بصرياً لا يستطيع أن يلاحظ ذاته بموضوعية وليست لديه رؤية حقيقية وصحيحة عن صورة جسمه؛ مما يؤثر على تقدير الذات لديه الذي تشكله الخبرات الحياتية المكتسبة عن طريق الحواس المختلفة، كما أنه لا يقوم بمقارنة موضوعية بين ذاته والآخرين؛ لذا فإنه يعتمد كثيراً على الوصف اللغوي للمبصرين في التعرف علي صورة جسمه.
واستهدفت الدراسة، فحص العلاقة بين التشوهات المعرفية وفعالية الذات لدى المراهقين المعاقين بصرياً، وكذلك التعرف على تأثير كل من الجنس والمرحلة التعليمية على فعالية الذات والتشوهات المعرفية لدى عينة الدراسة، بالإضافة للتعرف على أبعاد التشوهات المعرفية المنبئة بفعالية الذات لدى المراهقين المعاقين بصرياً.
وأكدت الباحثة، أهمية الدراسة التي تأتي من طبيعة العينة التي أجريت عليها الدراسة، حيث تناولت الدراسة مرحلة عمرية مهمة في حياة الفرد وهي مرحلة المراهقة، فهي مرحلة مفترق طرق إذا ما وفرنا لها الفهم والدراسة والتحليل أمكننا مساعدة أبنائنا في تخطي مراهقة سوية خالية من المشكلات والصعوبات وإذا ما أهملنا هذه المرحلة فإن الانعكاسات قد تكون سلبية، بل قد يمتد أثرها السلبي إلى سنوات العمر اللاحقة، مشيرةً إلى أن عينة الدراسة شملت49 من طلاب مدرسة النور للمكفوفين بقنا تتراوح أعمارهم ما بين 12 إلى 18عام.
وأضافت الباحثة، بأن أهمية الدراسة تأتي أيضا من الاهتمام بفئة المعاقين بصرياً وما تواجهه هذه الفئة من مشكلات تتعلق بالتشوهات المعرفية وفعالية الذات، بجانب عدم وجود دراسات اهتمت بالعلاقة بين فعالية الذات والتشوهات المعرفية لدى المعاقين بصرياً في البيئة العربية، وخاصة مرحلة المراهقة، ذلك في حدود علم الباحثة، إضافة إلى الاستفادة من نتائج الدراسة بما يظهر فيها من علاقات وفروق ومعرفة العوامل المؤثرة على فعالية الذات والتشوهات المعرفية لدى المراهقين المعاقين بصرياً في توجيه الانتباه إلى تخطيط وإعداد برامج وقائية لفعالية الذات لدى المعاقين بصرياً.
عقدت المناقشة فى رحاب جامعة جنوب الوادي، تحت رعاية الدكتور أحمد عكاوي رئيس الجامعة، وبحضور الدكتور بدوى شحات نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، والدكتور محمد سعيد، نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، والدكتور صلاح سليم، عميد كلية الآداب بقنا، والدكتور أحمد قناوى، عميد المعهد العالى للخدمة الاجتماعية بقنا، والعديد من القيادات الجامعية والإدارية وأسرة الباحثة.
وتكونت لجنة المناقشة والحكم من أ.د.أشرف حكيم فارس، أستاذ علم النفس ووكيل كلية الآداب لشئون البيئة وتنمية المجتمع”مشرفا ورئيسا”، وأ.م.د سعاد سعيد محمود استاذ علم النفس المساعد كلية الآداب”عضوا ومناقشا”، وأ.د.عبدالستار محمد إبراهيم وكيل المعهد العالي للخدمة الإجتماعية بقنا “عضوا ومناقشا”، و أ.م.د.حسين أبوالمجد، أستاذ علم النفس الاكلينيكى المساعد ورئيس قسم علم النفس بكلية الآداب ومدير مركز ذوي الاحتياجات الخاصة”عضوا ومشرفا”.