انضمام مصر إلى تكتل البريكس للاقتصادات الناشئة الرئيسية، التي يسيطر أعضاؤها على ربع الاقتصاد العالمي، يأتي على رأس اهتمامات الحكومة المصرية، وذلك تزامنا مع اتجاهات ظهرت في بعض الدول من أجل التخلص من هيمنة الدولار على التعاملات والتجارة بين الدول، خاصة بعد العقوبات الغربية على روسيا عقب اندلاع الحرب الأوكرانية، والتي أدت لصعوبات في بعض التعاملات التجارية لعدد من الدول خاصة فيما يتعلق بالسلع.
تجمع البريكس
وتتجه أنظار العالم إلى دولة جنوب إفريقيا، حيث تحتضن اليوم وغدا، أعمال قمة “البريكس” وسط أنباء عن استعداد بلدان المجموعة الاقتصادية الصاعدة؛ لبحث إنشاء عملة مشتركة كأحد الموضوعات الرئيسية التي سيتم طرحها على جدول الأعمال.
وانضم ما لا يقل عن 40 رئيس دولة وحكومة إلى سيريل رامافوسا رئيس جنوب أفريقيا، وشي جين بينج رئيس الصين، وناريندرا مودي رئيس وزراء الهند، ولويس إيناسيو لولا دا سيلفا رئيس البرازيل في الاجتماعات التي تستضيفها مدينة جوهانسبرج، بينما يمثل وزير الخارجية سيرجي لافروف، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وتنعكس هذه الاتجاهات على الاجتماعات الخاصة بتجمع البريكس، والتي تبحث عددا من الملفات المهمة على رأسها: زيادة استخدام العملات الوطنية في التعاملات التجارية بين الدول الأعضاء، مع بحث مشروع العملة الموحدة كمشروع طويل الأجل، إلى جانب بحث ملف الأمن الغذائي في ظل الحرب الروسية الأوكرانية.
كما تمثل هذه الاجتماعات أهمية محلية للمصريين في ظل طلب مصر الانضمام إلى التجمع ضمن بعض الدول التي خطت نفس الخطوة في الشهور الأخيرة، ومن المتوقع أن تبحث الاجتماعات هذه الطلبات والتي قد توافق عليها، وبالتالي تصبح مصر عضوا جديدا في التكتل.
ويأتي ذلك بعد أن أصبحت مصر عضواً جديداً في بنك التنمية الجديد الذي أنشأته دول البريكس (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا)، وذلك بشكل رسمي في 20 فبراير الماضي بعد استكمال الإجراءات اللازمة.
وكشف الرئيس عبد الفتاح السيسي، عن إمكانية انضمام مصر لتجمع البريكس وكيفية إدارة علاقتها مع الدول الغربية، قائلا خلال حواره مع طلبة الأكاديمية العسكرية، إن الدولة المصرية استطاعت خلال السنوات الماضية خلق توازن في علاقاتها الخارجية.
وتابع الرئيس السيسي قائلًا: “خلال كلمتي في روسيا قلت بلاش تدخلوا مصر في حالة الاستقطاب الدولي الموجودة، فعلاقتنا طيبة بالشرق والغرب”، مؤكدا أن مصر تستطيع من خلال التوازن في علاقتها الانضمام إلى تجمع البريكس وأي تجمع آخر رغم العلاقات مع الدول الغربية.
اجتماع البريكس
وقال الدكتور رائد سلامة، الخبير الاقتصادي، إن العالم يشهد تحولات ضخمة في موازين القوى، في ضوء المتغيرات الجيوسياسية الحالية، موضحا أن مجموعة البريكس، ومؤسساتها، خاصة بنك التنمية الجديد، سوف تلعب دور هام جدا فيما يتعلق بالتعاون السلمي بين دول العالم، خاصة دول الجنوب التي دفعت ثمنا كبيرا من قوت شعوبها على شكل استغلال لثرواتها وتخريب المناخ والحروب والفقر والأوبئة والديون.
وأضاف سلامة، خلال تصريحات خاصة لـ “صدى البلد”، أن تحركات البريكس سوف تعود بالنفع على دول الجبوب، وتحقق العادلة في ميزان التبادل التجاري، خلاص مجالات الطاقة النظيفة وشبه النظيفة والغذاء، في ظل الغموض الدولي حول حسم الأزمة الأوكرانية، مشيرا إلى أن دول الجنوب، يمكن أن تستفيد عبر إسقاط جزء من ديونها ضمن مبادرة يجب أن تنفذها البريكس في المستقبل.
وأشار سلامة إلى أن تحركات مصر مؤخرات، كانت متوازنة غير منحازة، وظهرت في مؤتمر التنمية الأخير بباريس، القمة الإفريقية الروسية الثانية في سان بطرسبرج، مؤكدا أن مصر بحكم موقعها الجغرافي وإمكاناتها البشرية والطبيعية، مؤهلة لعبور الأزمة عبر ترسيخ وتعميق وجودها بشكل رسمي في مجموعة دول البريكس، من خلال علاقات التبادل التجاري المتوازنة.
وأشار إلى أن مصر بحكم موقعها الجغرافي وإمكاناتها الهائلة البشرية منها والطبيعية، هى مؤهلة لأن تعبر الأزمة من خلال ترسيخ وتعميق وجودها بشكل رسمى مع دول البريكس من خلال علاقات تبادل تجارى متوازنة مع دول العالم أجمع وبحيث لا يصير اقتصادنا حساسا لأى أزمات أو مخاطر تتسبب فيها العولمة التى تغرب شمسها ولا مستقبل لها، وبحيث لا يكون هناك اعتماد على قوة دولية بعينها، فتنويع العلاقات الاقتصادية بتوازن محسوب هو أمر بالغ الأهمية.
ما هو تكتل بريكس؟
وتكتل بريكس أو مجموعة بريكس (BRICS) هو تكتل اقتصادي عالمي، بدأت فكرة تأسيسه في سبتمبر 2006، حينما عُقد أول اجتماع وزاري لوزراء خارجية البرازيل وروسيا والهند والصين على هامش أشغال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
ويضم هذا التكتل 5 دول تعد صاحبة أسرع نمو اقتصادي في العالم، وهي البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا.
وكلمة بريكس (BRICS) بالإنجليزية، عبارة عن اختصار يضم الحروف الأولى لأسماء هذه الدول.
وأصبحت مجموعة بريكس أحد أهم التكتلات الاقتصادية في العالم، نظرا لأرقام النمو التي باتت تحققها دول هذا التكتل مع توالي السنوات، مما جعلها محط اهتمام عديد من الدول الأخرى للانضمام إلى هذا التكتل.