بدأ يوم التروية منذ ساعات قليلة ، ليطرح سؤالا مهمًا وهو ماذا تفعل في يوم التروية إذا لم تكن حاجا لتغتنم فضله العظيم وتفوز بهذا اليوم المبارك، حيث إن يوم التروية هو اليوم الثامن من ذي الحجة ويعد من أعظم أيام العام سواء للحجاج أو لغير الحجاج ، لذا لا ينبغي تفويته وإنما ينبغي اغتنامه ، ومن ثم تتضح ضرورة معرفة ماذا تفعل في يوم التروية إذا لم تكن حاجا ليتحقق مرادك وتشارك الحجاج حالهم وغنائمهم بهذا اليوم المبارك.
ماذا تفعل في يوم التروية إذا لم تكن حاجا
نظرًا لأن فضل يوم التروية لا يقتصر على الحجاج فقط وإنما أيضًا يشمل الجميع ومن بينهم غير الحجاج، فلهذا اليوم الكثير من الفضل سواء كان للحاج أو لغير الحاج، من هنا ينبغي عليك أن تعرف ماذا تفعل في يوم التروية إذا لم تكن حاجا ؟، فيمكن لغير الحاج في هذا اليوم العظيم أن يصوم تطوعًا لله عز وجل ، ففي صيام العشر من ذي الحجة ثواب وفضل عظيم، ويمكن ذكر الله عز وجل كثيرًا، وقراءة القرآن الكريم، وإخراج الصدقات لوجه الله، والتكبير والتهليل، ومعايدة الأقارب، وقراءة الأذكار والمحافظة على الصلوات الخمس، والإكثار من النوافل، وصلاة القيام، حيث إن الله عز وجل وعدنا هو ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم بمضاعفة الأعمال الصالحات في هذه الأيام، فعند الإكثار من العمل الصالح في يوم التروية يكون غير الحاج يتمثل بما يفعله الحاج في الحج، فيقوم الحاج حينها بأداء مناسك وشعائر الحج، ويكون غير الحاج يعمل الكثير من الأعمال الصالحة ليغفر الله ذنبه ويرزقه من الحسنات ما شاء.
وقد ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال : (إن أعظمَ الأيَّامِ عندَ اللَّهِ تبارَكَ وتعالَى يومُ النَّحرِ ثمَّ يومُ القُرِ)، وقال النبي محمد صلى الله عليه وسلم أيضًا : (ما مِن أيَّامٍ أعظَمُ عِندَ اللهِ ولا أحَبُّ إليه مِن العَمَلِ فيهنَّ مِن هذه الأيَّامِ العَشرِ، فأكثِروا فيهنَّ مِن التَّهليلِ والتَّكبيرِ والتَّحميدِ)، وقال النبي في فضل العمل في العشر الاوائل من ذي الحجة مطلقًا : (ما العَمَلُ في أيَّامٍ أفْضَلَ منها في هذِه؟ قالوا: ولَا الجِهَادُ؟ قَالَ: ولَا الجِهَادُ، إلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ بنَفْسِهِ ومَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ بشيءٍ)، وليدعو غير الحاج في يوم التروية الله عز وجل كثيرًا لكي يرزقه فضل زيارة بيته الحرام، حيث أن الدعوات في هذه الأيام المباركات مستجابة كما وعدنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، ففيهن ينزل الله عز وجل إلى سماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل.
ولعل أفضل دعاء يقال في يوم التروية ، هو (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين) والتسبيح والصلاة على النبي، والتهليل والتكبير والاستغفار، والدعاء إلى الله بخيرات الدنيا وخيرات الآخرة، ونيل المغفرة والرحمة من الله، وأن يتقبل الله عز وجل منا صالح الأعمال، وأن تُعتق رقاب المسلمين من النار، وأن يقضي الله سبحانه وتعالي حاجات المسلمين في الدنيا والآخرة.
ماذا تفعل في يوم التروية
حدد الشرع الحنيف ماذا تفعل في يوم التروية إذا كنت حاجا ؟، بأن هناك أربعة أعمال يؤديها الحاج في يوم التروية، وعنها قال الفقهاء إنه إذا جاء يوم التروية الموافق الثامن من ذي الحج، فأول ما يقوم به الحاج فى هذا اليوم، هو الإحرام إذا كان الحاج متمتعًا فيحرم بالحج من المكان، الذى هو فيه ولا يشترط الإحرام من المسجد الحرام، أما بالنسبة للحاج المقرن والمفرد فهما يبقيان على إحرامهما من الميقات.
و إذا كان الحاج في المدينة المنورة عليه أن يتوجه إلى أبيار على للإحرام وينوي قائلا لبيك اللهم بحجة، وإذا كان في جدة يحرم من بيته أو يذهب الى مكة ويحرم من الفندق أو المكان الذي يقيم فيه، وإذا كان في مكة أصلا فعليه أن يحرم من الفندق أيضًا دون الذهاب الى التنعيم، ويجوز للحاج أيضا القادم من خارج مكة أن يؤدي العمرة قبل البدء في مناسك الحج حتى ولو كان قد أداها قبل الخروج من مكة فطالما خرج وذهب الى المدينة أو جدة بعد العمرة وعاد مرة أخرى فلا بأس أن يؤدي عمرة أخرى بعد إحرامه من أبيار علي أو من جدة أو من مكة شريطة أن يكون غادر مكة بعد العمرة الأولى.
كما أنه من المستحب أن يحرم الحاج صباحًا قبل الزوال – أى قبيل صلاة الظهر- فهذا هدى النبى -صلى الله عليه وسلم- فى يوم التروية، فيغتسل ويتطيب – إن تيسر له ذلك – ويلبس ثياب الإحرام، ثم يقول: «لبيك حجًّا: لبيك اللهم لبيك.. إلخ»، ثم يتوجه بعد ذلك إلى مشعر منى لقضاء هذا اليوم والمبيت بها، و المبيت في منى سُنة وليس واجب؛ بمعنى أن الحاج لو تقدم إلى عرفة ولم يبت في منى في ليلة التاسع فلا حرج عليه، موضحين أن «منى» منطقة صحراوية تبعد حوالي 7 كم شمال شرق مكة على الطريق الرابط بين مكة ومزدلفة.
و يُستحب للحاج الإكثار من الدعاء والتلبية أثناء فترة إقامته في منى، كما يقوم الحاج بأداء صلاة الظهر وصلاة العصر وصلاة المغرب وصلاة العشاء قصرًا دون جمع؛ بمعنى أن كل صلاة تصلى منفردة ثم يقضي ليلته هناك، ويصلي الحاج بعد ذلك صلاة الفجر ويخرج من منى متجهًا إلى عرفة لقضاء يوم الحج الأكبر، والمقرن إذا طاف وسعى بالبيت فيجوز له أن يؤديهما بنية الحج والعمرة فليس له سعي بالحج مرة أخرى، ثم بعد ذلك يذهب الحاج إلى منى أو لا يذهب فهي سُنة عن النبي صلى الله عليه وسلم، حيث ذهب إلى منى ليكون قريب من عرفات، لذا فالمبيت بمنى ليس شرطًا في الحج، كما يجوز للحاج أن يذهب إلى عرفات مباشرة.