قال الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، إن العشر الأواخر ينبغي أن تستثمر حتى يخرج من هذا الشهر الفضيل وقد كتبه الله سبحانه وتعالى من عتقائه من النار، مشددًا على أن هذه الأيام لها فضل عظيم لا يدركه إلا الصالحون.
ويتسأل الكثيرون عن حال النبي فى العشر الأواخر من رمضان؟، وللإجابة على هذا السؤال، نقول: أن العشر الأواخر من شهر رمضان هي فرصة تمنح لمن لم يجد ويجتهد في الأيام الماضية من شهر رمضان، مشيرًا إلى أن الرسول –صلى الله عليه وسلم- كان إذا أقبل العشر الأواخر من شهر رمضان اجتهد وشد المئزر وأيقظ أهله، وهذا كناية عن أنه يجعل كل الاهتمام في العشر الأواخر لعبادة الله عز وجل، ولا يشغله شيء من أمور الحياة عن العشر الأواخر.
ودعا المسلمين لاغتنام هذه الفرصة في الثلث الأخير من هذا الشهر الفضيل، والإكثار من الصلوات والذكر وصلة الأرحام، والدعاء ونحن موقنون بالإجابة والصلاة على النبي، موضحًا أن العشر الأواخر فضلها عظيم؛ لكونها بها ليلة خيرًا من ألف شهر وهي ليلة القدر.
كان النبي محمد- صلى الله عليه وسلم- يجتهد في قيام الليل في العشر الأواخر من رمضان اجتهادًا جماعيًا، فجاء في الحديث الصحيح أن رسول الله – عليه الصلاة والسلام – إذا دخل العشر الأواخر من شهر رمضان أيقظ أهله أي: نساءه وشد المئزر وأحيا ليله، ومعنى هذا: أن الاجتهاد الجماعي في الطاعة على مستوى الأسرة يصلح الأسرة، فشد المئزر هو: الاجتهاد في الطاعة، كما أن الحديث يفهم منه أن من لم يقم الليل في العشر الأواخر يكون ليله ميت أي: ساقط من الثواب والأجر؛ إذ لا عمل للأموات، فهذا القيام حياة للأسرة وصلاح لها كلها؛ فإذا صلحت الأسرة صلح المجتمع.
وكان رسول الله – صلى الله عليه وسلم- أجود الناس في رمضان، فإذا دخل العشر الأواخر منه كان كالريح المرسلة أي: كان أكثر جودا وسخاء وعطاء؛ فعلينا أن نكثر من الإنفاق في رمضان عامة وفي العشر الأواخر خاصة.
تترتب العديد من الفضائل على العشر الاواخر من رمضان، أبرزها: تحصيل عظيم الخيرات، والحسنات، والأجور، وفي ذلك اقتداءٌ بالنبيّ -عليه الصلاة والسلام-، فقد وصفت السيدة عائشة -رضي الله عنها- حال النبي بالعشر الأواخر قائلةً: (كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذَا دَخَلَ العَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ، وأَحْيَا لَيْلَهُ، وأَيْقَظَ أهْلَهُ)، كما رُوي عنه أنّه كان يجتهد في شهر رمضان بالعبادات والطاعات ما لا يجتهد في غيره من الشهور.
ثبوت سنة الاعتكاف في ليلة القدر بالقرآن، والسنّة، والإجماع، وهي تُعد خيرًا من ألف شهرٍ، ولم يُروَ عن النبي -عليه الصلاة والسلام- أنّه ترك الاعتكاف في العشر إلا إن كان خارجًا للجهاد في سبيل الله، وقد اعتكف الصحابة -رضي الله عنهم- معه، واعتكفوا بعده؛ اقتداءً به.