كشفت بعض التقارير، أن الناتو يخطط لإنشاء مكتب في طوكيو، وهو الأول من نوعه في آسيا، بهدف تعزيز التشاور والتعاون مع اليابان ودول المنطقة.
وفي خطوة مفاجئة، أعرب الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، عن معارضته لهذه الخطة، وحذر من التوسع في آسيا.
وتأتي خطة الناتو لفتح أول مكتب آسيوي له وسط قلق متزايد بشأن سلوك الصين البحري والجوي تجاه تايوان والقوات الأمريكية في المنطقة. بالإضافة إلي، إطلاق كوريا الشمالية لصواريخ باليستية تجاه دول الجوار اليابان وكوريا الجنوبية، وتهديدها لاستخدام أسلحتها النووية لردع كافة التهديدات التي تهددها.
ولكن ماكرون أصر على أن مثل هذا التوسع الجغرافي من شأنه أن يخاطر بتحويل اختصاص التحالف بعيدًا عن تركيزه الأصلي في شمال الأطلسي.
أسباب رفض ماكرون لخطة الناتو
يرجع موقف ماكرون إلى رؤيته لدور فرنسا كقوة عالمية مستقلة ومتعددة الأطراف، تسعى إلى تحقيق التوازن بين الولايات المتحدة والصين وروسيا، دون أن تكون تابعة لأحدهم.
يعبر موقف ماكرون عن قلقه من أن تصبح أوروبا رهينة لصراعات أمريكية في مناطق بعيدة عن اهتماماتها، ومن أن يضعف ذلك من قدراتها الدفاعية والسياسية في منطقتها.
كما يرى ماكرون أن الحلف يجب أن يجدد قدراته وأولوياته في منطقة شمال الأطلسي، بدلا من التشتت في قضايا خارجية. ويشير موقف ماكرون إلى رغبته في قيادة دور أوروبي أكثر نشاطًا واستقلالية في شؤون الدفاع والأمن، خصوصًا بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
ويطرح موقف ماكرون أسئلة حول مستقبل علاقة حلف شمال الأطلسي بالصين وروسيا وتركيا، وكذلك حول مستقبل سياسة الدفاع والأمن المشتركة في أوروبا.
ردود الفعل على موقف ماكرون
موقف ماكرون أثار ردود فعل متباينة من قبل بعض حلفائه في حلف شمال الأطلسي، فبينما أبدت بعض الدول تفهمها وتأييدها لمخاوفه، انتقدته بعض الدول الأخرى بشدة.
من جانبها، رحبت اليابان بخطة الناتو لفتح مكتب في طوكيو، وقالت إنها تعكس التزام الحلف بالشراكة والتعاون معها، وأنها تسهم في تعزيز الأمن والسلام في آسيا.
كما رحبت دول أخرى في آسيا، مثل كوريا الجنوبية وأستراليا والهند، بخطة الناتو، وقالت إنها تشير إلى اهتمام الحلف بالمنطقة ودعمه لحرية الملاحة وسيادة القانون.
ومن ناحية أخرى، انتقدت الصين خطة الناتو، وقالت إنها تشكل تدخلا في شؤونها الداخلية وإقليمية، وأنها تزيد من التوترات والصراعات في المحيط الهادئ.