جاءت المباحثات الهاتفية، التي أجراها الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال الاتصال الذي تلقاه من رئيس وزراء المملكة المتحدة ريشي سوناك، بشأن التصعيد العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة، على رأس اهتمامات صحف القاهرة الصادرة اليوم، الخميس، والتي أبرزت أيضا تأكيد الرئيس السيسي ضرورة اتخاذ المجتمع الدولي موقفا حاسما للدفع بجدية في اتجاه وقف إطلاق النار وإنفاذ هدنة إنسانية فورية، في ضوء الأوضاع الإنسانية المتدهورة في غزة.
كما تابعت الصحف وصول العشرات من الجرحى الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، إلى مستشفى العريش العام وبئر العبد التخصصي بشمال سيناء، حيث جرى نقلهم بسيارات الإسعاف من ميناء رفح البرى بشمال سيناء.
ونال النشاط المكثف الذي تقوم به وزارة الخارجية المصرية، في ضوء توجيهات الرئيس السيسي بتكثيف الاتصالات المصرية لمنع المزيد من التصعيد بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، مساحات واسعة من التغطيات الإخبارية للصحف، حيث أجرى وزير الخارجية سامح شكري مباحثات مع وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي، وديفيد لامي، النائب البرلماني وزير خارجية حكومة الظل التابعة لحزب العمال المعارض بمجلس العموم البريطاني، والنائبة ليزا ناندى، وزيرة التنمية الدولية بحكومة الظل، وكذلك بحث بارنبرى باهيدا نوكارا، نائب رئيس الوزراء ووزير خارجية مملكة تايلاند.
وواصلت صحف القاهرة – كذلك – رصدها للأوضاع على الأراضي الفلسطينية المحتلة، لا سيما قطاع غزة، حيث نفذ جيش الاحتلال قصفا جديد على مخيم جباليا المنكوب، شمال غزة، وذلك في الوقت الذي ما زالت فرق الإنقاذ الفلسطينية تنتشل الجثث العالقة تحت الأنقاض إثر غارات الاحتلال.
وفي الشأن العسكري، سلطت الصحف الضوء على المباحثات التي أجراها وزير الدولة للإنتاج الحربي محمد صلاح الدين مصطفى، مع رئيس وكالة الصناعات الدفاعية التركية هالوك جورجون فتح، حول آفاق التعاون المشترك بين الجانبين في عدد من مجالات التصنيع العسكري.
رياضيا، تناقلت الصحف نبأ فشل الأهلي في الوصول لنهائي الدوري الأفريقي في نسخته الأولى بعد تعادله مع صن داونز بدون أهداف في استاد القاهرة، وكان بطل جنوب أفريقيا فاز فى لقاء الذهاب بهدف دون رد.
وفي التفاصيل، أفردت صحف “الأهرام” و”الأخبار” و”الجمهورية” و”الشروق” صفحاتها الرئيسية والداخلية لمتابعة وقائع المباحثات الهاتفية التي أجراها الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال الاتصال الذي تلقاه أمس، من رئيس وزراء المملكة المتحدة ريشي سوناك، حيث أكد الرئيس ضرورة اتخاذ المجتمع الدولى موقفا حاسما للدفع بجدية في اتجاه وقف إطلاق النار وإنفاذ هدنة إنسانية فورية، فى ضوء الأوضاع الإنسانية المتدهورة فى قطاع غزة.
ونقلت الصحيفة تشديد الرئيس السيسي، على أن تسوية القضية الفلسطينية؛ يتطلب إعمال حل الدولتين، وأن الحلول العسكرية تهدد أمن واستقرار المنطقة بأسرها، كما أوضح الرئيس أن مصر تبذل جهودا كبيرة سواء على المسار السياسي لتهدئة الموقف وحقن الدماء أو على المستوى الإنسانى من خلال تصديها لقيادة عملية تنسيق وإدخال المساعدات الإنسانية لإغاثة أهالي غزة، وهو ما أعرب معه رئيس الوزراء البريطاني عن التقدير البالغ للدور المصري، مؤكدا موقف المملكة المتحدة بضرورة حماية المدنيين وإنفاذ المساعدات والتوصل لهدنة إنسانية.
وفي شأن رئاسي ثان، أوردت صحيفة “الأهرام” أن الرئيس السيسي اجتمع، أمس، مع رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، وحسن عبد الله، محافظ البنك المركزى، والمهندس طارق الملا، وزير البترول والثروة المعدنية، والدكتور محمد معيط، وزير المالية؛ لمتابعة عدد من ملفات العمل الحكومي في المجالين الاقتصادي والتنموي، وذلك في إطار متابعة الرئيس للجهود الحكومية؛ لتلبية احتياجات المواطنين في مختلف القطاعات الخدمية، وتعزيز العمل الجاري؛ لدفع معدلات النمو الاقتصادى والدخل القومي.
وتابعت الصحف تغطيات وسائل الإعلام الغربية لوقائع زيارة رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، التى أجراها أمس الأول لمحافظة شمال سيناء، حيث سلطت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية أمس الضوء على تعهد رئيس الوزراء بالتزام مصر بحماية أراضيها وسيادتها بغض النظر عن التكلفة التى قد تدفعها فى سبيل ذلك.
ونقلت الصحيفة الأمريكية تصريحات مدبولي التي أكد خلالها استعداد مصر للتضحية بأرواح الملايين من أبنائها فى سبيل ألا يتعدى أحد على أراضيها، مشددا على أن مصر لن تقبل أبدا بأى وضع يفرض عليها أو بتصفية قضايا إقليمية على حساب أراضيها.
ونقلت صحيفة “الأهرام” – في تقرير نشرته بعددها الصادر اليوم – إشادة صحيفة «بوليتيكو» الأمريكية بالدور الرئيسي الذي تلعبه مصر في الصراع بين إسرائيل وحماس، مشيرة إلى أنها توفر نقطة دخول للمساعدات الإنسانية للمدنيين في غزة عبر معبر رفح الحدودى منذ عام 2007 بعد أن حاصرت إسرائيل حدودها البرية والجوية والبحرية، مؤكدة أنه منذ بداية الحرب، لم تصل شاحنات المساعدات إلا عبر معبر رفح الحدودي. كما استضافت مصر أخيرا مؤتمرا للسلام في القاهرة.
وتحت عنوان عريض “مصر تستقبل مصابي وجرحى غزة”، تابعت الصحف وصول العشرات من الجرحى الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، إلى مستشفى العريش العام وبئر العبد التخصصي بشمال سيناء أمس، حيث جرى نقلهم بسيارات الإسعاف من ميناء رفح البرى بشمال سيناء إلى المستشفى.
وذكرت صحيفة “الجمهورية” – في سياق تقرير نشرته بعددها الصادر اليوم – أنه جرى توفير أطقم طبية مصرية في الجانب المصري من رفح، لاستقبال الجرحى الفلسطينيين وتصنيف الحالة الصحية الخاصة بهم، وتوزيعهم على المستشفيات بشمال سيناء لتلقى العلاج عن طريق أسطول من سيارات الإسعاف المجهزة.
وأشارت الصحيفة إلى أنه جرى الدفع بعدد من سيارات الإسعاف إلى معبر رفح البري؛ لنقل المصابين الفلسطينيين للعلاج في عدد من المستشفيات المصرية، فيما تم رفع درجة الاستعداد القصوى في جميع المستشفيات ومرفق الإسعاف بالمحافظة بالتزامن مع الأحداث التي يشهدها قطاع غزة.
وفي السياق، نقلت الصحيفة عن وزير الصحة والسكان الدكتور خالد عبد الغفار تأكيده التأمين الكامل لجميع المستشفيات بمحافظة شمال سيناء بالتنسيق مع الجهات المعنية واللجنة العليا لإدارة الأزمة، لافتاً إلى رفع حالة الاستعداد القصوى بجميع الهيئات التابعة لوزارة الصحة والسكان وهيئة الإسعاف المصرية؛ حيث جرى تخصيص 40 سيارة إسعاف؛ للاصطفاف داخل معبر رفح.
وأضافت الصحيفة أن وزير الصحة عقد صباح أمس اجتماعا؛ لمتابعة التجهيزات الخاصة بالمستشفيات في محافظة شمال سيناء ومتابعة مستجدات خريطة مواجهة وإدارة الأزمات استعدادا لاستقبال المرضى من الإخوة الفلسطينيين من قطاع غزة، وذلك بمركز السيطرة والتحكم في وزارة الصحة والسكان بالعاصمة الإدارية الجديدة.
وأضافت الصحيفة أن الوزير راجع منظومة الاستقبال والإحالة للمستشفيات حال الحاجة لذلك، وتوافر الفرق الطبية والأجهزة الطبية اللازمة بالمستشفيات فى العريش وبئر العبد والشيخ زويد في محافظة شمال سيناء، موضحا أنه تم التنسيق لاستقبال أول 81 حالة من المصابين والمرضى من الأشقاء الفلسطينيين لتقديم الخدمات التشخيصية والطبية والعلاجية اللازمة لهم.
هذا ورصدت صحيفة “الأهرام” الحالة التي بدا عليها المصابون ومرافقوهم فور وصولهم إلى رفح؛ حيث ذكرت الصحيفة – في تقرير نشرته بعددها الصادر اليوم – أنه بدا عليهم الإعياء الشديد وعدم قدرة الكثيرين منهم على التحدث؛ وهو ما يكشف عن حجم المتاعب والصعوبات التى عاشوها هم وذووهم، وأنهم شاهدوا بأعينهم والبعض منهم فقدوا عائلاتهم بالكامل.
ونقل تقرير الصحيفة روايات بعض المصابين ومرافقيهم الذين وصلوا إلى مستشفى العريش العام، حيث قال “عيسى” – بصوت مخنوق ويعاني كسوراً – إنه كان في طريقه لإحضار المياه من مزرعة قريبة منهم، وأثناء عودته وجد منزله قد تم قصفه ولم يستطع هو والجيران إلا إخراج جثمان والدته من تحت أنقاض المنزل الذي تم تدميره قائلا: «أدعو ربى أن يكون قد سقاها من ماء الجنة»، ولا يزال باقى أهله تحت الأنقاض.
فيما يقول أبو عليان – في تقرير “الأهرام” – إن الحي الذي يعيش فيه تم تدميره بالكامل وأصبح ليس له وجود، وخلال ساعات قليلة من الصدمة نظرنا إلى منزلنا فلم نجد الشارع أو الحي بالكامل، وكل المنازل تمت تسويتها بالأرض فى منطقة جباليا، وأنهم بحثوا عن أسرهم ولم يجدوا منهم أحدا، وقد عثر الأهالى والجيران على طفلته الصغيرة وهى لا تتكلم وتعانى نزيفا شديدا من مناطق عديدة من جسدها الصغير”.
أما بلال معاذ – وهو طفل يبلغ من العمر 11 عاما – فقال مرافقه إنه يعاني كسرا في الساق وحروقا، وإنه الناجي الوحيد من الأسرة التى دمرت قنابل العدو منزلهم بالكامل وباقى أفراد أسرته تحت الأنقاض.
في حين قال مرافق الشاب عودة محمد، 33 عاما، إنه يعاني حروقا كاملة بالجسم وتفتتا بالرأس، وإن طائرات العدو فاجأتهم بقنابل لم يسبق أن شاهدوا مثلها فى حجم الحرائق وانتشارها، وقد سوت المنازل بالأرض تماما ومعظم الأسر تحت الأنقاض.