تكثف قوات الإنقاذ المغربية جهودها في البحث عن ضحايا جراء زلزال قوي أدى إلى مقتل ما لا يقل عن ألف شخص وإصابة مئات آخرين، فيما نشر الجيش في المناطق المتضررة بشدة ووعد الشركاء الأجانب بتقديم المساعدات.
ووفقا لنيويورك تايمز، لا يزال من غير الواضح مدى السرعة التي ستتمكن بها فرق الطوارئ من الوصول إلى الضحايا ومنع المزيد من الوفيات. العديد من المناطق المتضررة من الزلزال هي قرى جبلية نائية لا يمكن الوصول إليها بسهولة، وحتى بعد ظهر اليوم السبت بالتوقيت المحلي، ظل من غير الواضح ما إذا كانت الحكومة المغربية قد طلبت رسميًا المساعدة الأجنبية للسماح لفرق الإنقاذ الخارجية بالتدخل.
أمر العاهل المغربي الملك محمد السادس القوات المسلحة للبلاد بنشر طائرات ومروحيات وقوات للمساعدة في جهود الإنقاذ، بحسب بيان صادر عن الحكومة. وعرض التلفزيون المحلي صورا لشاحنات مكتظة بالجنود وهي تتجه نحو المناطق المدمرة في جبال الأطلس الكبير جنوب غرب البلاد.
قالت السلطات إن حوالي نصف الضحايا كانوا في منطقة الحوز، وهي منطقة ريفية بها العديد من المنازل المبنية من الطوب اللبن وبنية تحتية قليلة مقاومة للزلازل.
قال سامي فاخوري، القائم بأعمال رئيس الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، وهي شبكة إنسانية رئيسية، إن بعض الطرق أغلقت أيضا بسبب الانهيارات الأرضية الناجمة عن الزلزال.
قال فاخوري: “ستكون إمكانية الوصول صعبة وستجعل جهود الإنقاذ أكثر صعوبة”. وقالت الحكومة المغربية في بيان بعد ظهر السبت إنها أعادت الوصول إلى ستة طرق، لكن 14 طريقا جهويا أخرى ما زالت مغلقة.
قال فاخوري إن منظمته تنسق مع وزارة الداخلية المغربية لنشر فرق طبية وسيارات إسعاف لنقل الجرحى والقتلى.
كما عرضت العديد من الحكومات والمنظمات غير الحكومية، بما في ذلك منظمة أطباء بلا حدود، إرسال فرق المساعدة والإنقاذ. وقال مسؤولون في تركيا، التي ضربها زلزال هائل ومميت في فبراير الماضي، إن البلاد مستعدة لإرسال 265 عامل إغاثة إلى المغرب بالإضافة إلى 1000 خيمة.
كما تعهدت دول أخرى، بما في ذلك الولايات المتحدة وفرنسا وتايوان، بتقديم مساعدات إنسانية. لكن المغرب سيحتاج أولا إلى طلب المساعدة رسميا، وهي خطوة مطلوبة قبل أن تتمكن الطواقم الأجنبية من الانتشار.
وقالت هيئة إدارة الكوارث والطوارئ التركية، وهي منظمة حكومية، في رسالة نشرت على موقع أكس، تويتر سابقًا، إن موظفيها على استعداد لإرسالهم إلى المنطقة في حالة طلب المساعدة الدولية من المغرب.
في إشارة إلى حجم الكارثة، تعهدت حتى الدول التي لها تاريخ من العلاقات المتضاربة مع المغرب بتقديم المساعدة.
عرضت إسرائيل، التي قامت بتطبيع العلاقات مع المغرب فقط في عام 2020، المساعدة، وقالت الجزائر، التي قطعت علاقاتها مع جارتها قبل عامين، إنها مستعدة لإعادة فتح مجالها الجوي أمام الرحلات الإنسانية والطبية إلى المغرب.