في صبيحة يوم الإثنين، وقبل شروق الشمس في الوطن العربي، ستشهد السماء تقاءً استثنائياً بين القمر المتناقص وكوكب الزهرة والنجم قلب العقرب، حيث سيتكون مثلث سماوي في الأفق الجنوب الشرقي. يمكن رؤية هذه الظاهرة بسهولة بالعين المجردة، وستكون إضافةً إلى ذلك رؤية كوكب عطارد.
ووفقا للجمعية الفلكية بجدة، كوكب الزهرة سيكون ألمع الأجرام الثلاثة، حيث سيظهر كجوهرة بيضاء في السماء. يليه كوكب عطارد، وسيكون قلب العقرب ضعيف السطوع، ولكن يمكن تمييزه بسهولة بفضل لونه المحمر. هناك مسافة ظاهرية واسعة تفصل بين القمر والزهرة، وتبلغ حوالي خمس درجات، وهذا يعني أنها لن تظهر معًا في نفس حقل الرؤية المجردة أو التلسكوب.
عندما يتم رصد كوكب الزهرة باستخدام التلسكوب، سيكون قرصه مضاءً بنسبة 79% بضوء الشمس في الوقت الحالي. ومع ذلك، بسبب حركة الكوكب في مداره حول الشمس، سيتغير حجمه الظاهري بمرور الأشهر وسيقل تدريجياً بسبب ابتعاده عن الأرض. وفي المقابل، سيزداد إشعاع قرصه تدريجياً حتى يصبح مضاءً بالكامل في مطلع يونيو 2024، استعداداً لعودته إلى سماء الليل.
قلب العقرب هو ألمع نجم ضمن نجوم العقرب، وهو نجم ضخم أحمر عملاق. بالمقارنة مع الشمس، يعتبر قلب العقرب ضخمًا جدًا، حيث يبلغ كتلته 15 إلى 18 ضعف كتلة الشمس، ويتجاوز نصف قطره 448,793,612 كيلومتر. لو كان قلب العقرب في مكان الشمس، فإن سطحه سيمتد إلى ما وراء مدار المريخ، ويقطع تقريبًا 60% من المسافة إلى كوكب المشتري.
يبعد قلب العقرب حوالي 550 سنة ضوئية عن الأرض، ويبلغ عمره حوالي 12 مليون سنة، وهو في مرحلة الخريف من حيالعمر النجمي. ينتمي قلب العقرب إلى المجموعة النجمية المعروفة باسم كوكبة العقرب، وهو واحد من أبرز النجوم في هذه الكوكبة.