شهد محافظ الإسماعيلية أكرم محمد جلال ، مساء الإثنين ، حفل ليالي جسور “ليلة الخال عبدالرحمن الأبنودي” ، الذي نظمته مبادرة “جسور” لدعم التعليم ، وأقيم على مسرح المدرسة الفنية لتكنولوجيا المعلومات بمدينة الإسماعيلية.
وقال محافظ الإسماعيلية ، خلال الحفل ، “نجتمع اليوم لنحتفي بشاعر العامية المصرية الراحل عبد الرحمن الأبنودي، أو كما اعتدنا أن نقول عنه “الخال”، أيقونة الإبداع الشعبي، الذي كان صوتًا نابضًا يُعبِّر عن آلام وأحلام المصريين”.
وأضاف “كان لنشأة الأبنودي في قرية أبنود بمحافظة قنا، وتأثره بتراث الصعيد العريق عظيم الأثر في أعماله؛ فقد كانت انعكاسًا لبيئته وأرضه وأصوله، وكانت النتيجة أعمالًا مميزة خالدة، منها السيرة الهلالية، الأرض والعيال، جوابات حراجي القط، والزحمة”.
وتابع ” قدم الأبنودي أعمالا أصبحت جزءًا من الذاكرة الثقافية، ويظهر ذلك في تعاونه مع عمالقة الغناء العربي مثل عبد الحليم حافظ في أغنية (عدى النهار)، والفنانة المبدعة شادية في أغنية (يا أسمراني اللون)، والنجم الكبير محمد منير الذي كان له نصيب الأسد في الكثير من الأعمال ، وقد تميَّز الأبنودي بصدق كلماته التي لامست قلوب الملايين؛ فكتب عن الوطن والحب والحياة البسيطة”.
وأردف محافظ الاسماعيلية ” رغم أن عبد الرحمن الأبنودي ولد ونشأ في صعيد مصر ، إلا أنه اختار الإسماعيلية لتكون ملاذه الهادئ في سنوات عمره الأخيرة ، ولأنه من عشاق الأرض، فقد ارتبط الشاعر الكبير بمنطقة الضبعية حينما وطأت أقدامه بها للمرة الأولى فاختار الاستقرار بها حتى باتت الإسماعيلية وطنه الجديد ، وكذلك أمنيته الأخيرة كانت أن يدفن بها ، لقد أحب الهدوء والبساطة، وكان منزله في الإسماعيلية مقصدا للفنانين والمثقفين الذين كانوا يتوافدون عليه للتعلم من تجربته الشعرية والإنسانية وتبادل النقاشات حول قضايا الوطن والثقافة حتى وفاته ، وبقى ذِكر الأبنودي في الإسماعيلية مرتبطا بإنسانية “الخال” وكرمه الذي ترك أثرا في نفوس من عرفوه عن قرب”.
واختتم المحاغظ كلمته بالقول : “لا يسعني إلا أن أتوجه بالشكر لمبادرة جسور على تنظيم هذه الفعالية الممتعة على أمل المزيد من تلك الفعاليات التي تثري الحياة الثقافية على أرض الإسماعيلية ، وأنتهز هذه المناسبة للتأكيد على مبادرة “الإسماعيلية عاصمة الثقافة والفنون” والتي نستهدف منها تعزيز مكانة الإسماعيلية كمركز إبداعي وفني من خلال تنظيم فعاليات ثقافية كبرى، وتوفير منصة للمبدعين والفنانين من أبناء المحافظة لعرض أعمالهم وإبراز إمكانياتهم مع دعم مشاريعهم وتشجيع الابتكار ، وكذلك تعزيز التبادل الثقافي ، وإبراز الإسماعيلية على خريطة السياحة الثقافية والإبداع العالمي”.
من جانبه ، أعرب محمود حمزة المنسق العام لمبادرة (جسور) عن سعادته بتنظيم احتفالية “ليلة الخال عبدالرحمن الأبنودي” بمحافظة الإسماعيلية ، في أولى فعاليات ليالي مبادرة (جسور) ، مؤكدا على أن المشروع يعتمد على عدة محاور رئيسية وهي التدريب والتنمية المهنية المستدامة للعاملين بمدارس التعليم العام : رياض الأطفال ، المرحلة الابتدائية ، المرحلة الإعدادية ، بمحافظة الإسماعيلية من القيادات التربوية والمعلمين والإداريين والأخصائيين النفسيين والاجتماعيين ، ومرحلة قياس الأثر من خلال برنامج الزيارات الميدانية وتدريب كوادر التقييم العلمي والأكاديمي (فريق TOT)، برنامج رعاية الطلاب المتفوقين واكتشاف ورعاية الطلاب الموهوبين.
وخلال الحفل قام محافظ الإسماعيلية بتكريم الإعلامية القديرة نهال كمال زوجة الشاعر الراحل عبدالرحمن الأبنودي ، التي وجهت الشكر لمحافظ الإسماعيلية على تكريم الشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودي والاحتفاء به ، معربة عن سعادتها البالغة لموافقة محافظ الإسماعيلية على إطلاق اسم الراحل عبد الرحمن الأبنودي على أحد مدارس المحافظة ، ووجهت الشكر لمبادرة (جسور) على إقامة “ليلة الخال عبدالرحمن الأبنودي” ، كما قامت بتناول مقتطفات من سيرة الخال عبدالرحمن الأبنودي وأهم أعماله في الشعر والحوار والأعمال التليفزيونية.
واختتم الحفل بتقديم أوبريت “اتوحشتنا يا خال” بطولة الفنان الكبير طارق الدسوقي ، الفنانة القديرة سميرة عبد العزيز، الفنان هاني كمال، والشاعر محمد بهجت، وبمشاركة فرقة (إبهار مصر) الغنائية ، تم خلاله تقديم عدد من القصائد الوطنية التي كتبها الراحل عبدالرحمن الأبنودي، ومنها قصيدة (بنلف في دواير)، وقصيدة (العمة يامنة) ، وأغنية (عدى النهار) و( يا بيوت السويس) وأغنية (وأنا كل ما أقول التوبة) و(متمنعوش الصادقين) ، وأغنية (أحلف بسماها وبترابها).