لم تبهره أضواء التحاقه بكلية القمة، فيتعامل طبيعياً كما هو، شاب لم يكمل العشرين عاماً، تجد البسمة ترتسم على وجهه، يتعامل بكل أدب واحترام مع زبائن محل الفول والطعمية الخاص بوالده، رغم أنه طالب بكلية الطب جامعة كفر الشيخ، إلا أنه مازال معتزاً بوالده وحافظاً لجميله بعد أن تعب في تربيته، ومازال يساعد والده في المحل في إجازة الصيف، وأيضاً أيام الدراسة.
بطل هذه القصة هو الطالب الجامعي محمد السيد عتريس، ابن مدينة بيلا بمحافظة كفر الشيخ، طالب بالفرقة الثانية بكلية الطب البشري بجامعة كفر الشيخ، يروي لـ «صدى البلد»، قصة كفاحه، وعمله مع والده في محل الفول والطعمية، قائلاً: « أعمل مع والدي في هذا المحل لأني تربيت فيه من صغري مليش اختلاط بالشارع، بصحى الفجر كل يوم أصلى وأذاكر حتى الساعة 7، وأذهب إلى الجامعة.. لأن المحاضرات بتبدأ الساعة 8 صباحاً وأخلص محاضرات على الساعة 3 عصراً».
وأضاف: «أرجع البيت أنام حتى الساعة 7 مساءً، وأذهب إلى المحل لمساعدة والدي وطبعاً دا بيكون في أيام الدراسة، وبعد كده أيام الدراسة بكون متواجد في المحل بصفة مستمرة»، مشيراً إلى أنه فخور بالعمل ومساعدة والده «الشغل مش عيب .. الواحد يشتغل ويصرف على نفسه أحسن ما ياخد مصروف من أسرته»
واستطرد قائلاً، أتمنى أن أكون طبيب متميز في مجالي وأقدر أساعد الناس البسيطة وأساهم في تخفيف آلامهم وأوجاعهم مثل الدكتور محمد مشالي طبيب الغلابة -رحمه الله-، مؤكداً أن أسرته هي الداعم الأول له وتساعده وتقف بجانبه حتى يتخرج في كلية الطب ويكون طبياً نافعاً لبلده ووطنه، موجهاً الشكر والتقدير لأعضاء هيئة التدريس بكلية الطب على ما يقدمونه له ولزملائه خلال الدراسة.
وأشار الطالب الجامعي محمد عتريس، إلى أنه لم يتعرض لأي تنمر من عمله بمحل والده، بل يحظى بدعم الجميع الذين يشجعونه ويقدرون ما يقوم به، ويدعون له بالتوفيق والسداد في الدراسة، وأن يكون طبياً نافعاً للمجتمع، مؤكداً أن العمل الشريف عبادة وشرف لأي إنسان والاعتماد على النفس من سبل النجاح والتفوق.
رابط البث المباشر
https://fb.watch/mTrvSpqeqQ/?mibextid=Nif5oz