أكد مؤتمر بون للمناخ، الذي أقيم في منتصف الفترة بين مؤتمري الأطراف السابع والعشرين والثامن والعشرين، الدور الحيوي للأطراف الفاعلة غير الحكومية في تنفيذ عدد من الحلول الهامة للعمل المناخي، كما أوضح أن الكثير من العمل ينتظر جميع الأطراف في الفترة المقبلة للوصول إلى مستقبل مستدام للجميع.
وأفاد تقرير صدر عن فريق رواد الأمم المتحدة رفيعي المستوى للعمل المناخي بأن الدكتور محمود محيي الدين، رائد المناخ لمؤتمر الأطراف السابع والعشرين، ورزان المبارك، رائدة المناخ لمؤتمر الأطراف الثامن والعشرين، أكدا خلال المؤتمر وفرة الحلول المتاحة في جميع مجالات العمل المناخي، وتضمن برنامجهم في بون إطلاق فرق عمل أجندة شرم الشيخ للتكيف، والمشاركة البناءة في نقاشات حول الشباب والطبيعة والخسائر والأضرار والتمويل وضريبة السلع والخدمات، كما نظما ورش عمل مع شراكة مراكش والشركاء من الأطراف الفاعلة غير الحكومية لمناقشة الخطط وأولويات العمل المناخي لبقية العام، فضلًا عن المشاركة في اجتماعات مع الدول الأطراف باتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ.
وشدد رائدا المناخ خلال مؤتمر بون على أهمية دور الشباب في تخطيط وتنفيذ العمل المناخي، حيث سيعلن رواد المناخ قريبًا عن مجموعة جديدة من “الزملاء الشباب” للسنة الثالثة على التوالي لدعم فريق رواد المناخ على إضفاء المزيد من الزخم لمفاوضات الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ، كما أكد رائدا المناخ ضرورة الاستماع لأصوات السكان الأصليين واحترام ثقافاتهم وتقاليدهم المحلية عند تخطيط وتنفيذ العمل البيئي والمناخي.
وخلال المناقشات، ركز محيي الدين والمبارك على الطبيعة بوصفها عنصرًا أساسيًا من عناصر تحقيق أهداف المناخ والبيئة لعام 2030 وتنفيذ أجندة شرم الشيخ للتكيف، حيث أفادت المحادثات بأن بعض مبادرات التحول إلى الاقتصاد الصديق للطبيعة تحقق تقدمًا رغم التحديات التي تفرضها الفجوة التمويلية للعمل المناخي.
وفيما يتعلق بالتمويل، أكد محيي الدين والمبارك أهمية تدفق السيولة التمويلية من المصادر المحلية، وتخفيف الاعتماد على الديون لتمويل العمل المناخي في الدول النامية، وتبني مؤسسات التمويل الدولية وبنوك التنمية متعددة الأطراف سياسات أكثر فاعلية للتمويل الميسر، وخلق أجواء جاذبة للقطاع الخاص لتوسيع مشاركته في تمويل وتنفيذ العمل المناخي، كما سلط رائدا المناخ الضوء خلال المؤتمر على الدور الهام لقطاع التأمين في حشد التمويل اللازم لأنشطة التكيف مع تغير المناخ.
محيي الدين والمبارك شاركا كذلك في إطلاق ستة فرق عمل لتنفيذ أجندة شرم الشيخ للتكيف التي تم إطلاقها خلال مؤتمر الأطراف السابع والعشرين بشرم الشيخ.
وفي هذا الصدد، أكدت الرئاستان المصرية والإماراتية لمؤتمري الأطراف السابع والعشرين والثامن والعشرين على المساهمة الكبيرة لأجندة شرم الشيخ للتكيف في تسريع وتيرة العمل لتحقيق هدف الصمود في مواجهة التغير المناخي بصورة ملموسة في المدى القريب.
كما شارك محيي الدين والمبارك في جلسة حول صندوق الخسائر والأضرار الذي تم إطلاقه خلال مؤتمر شرم الشيخ، حيث أكد كلاهما أن الاتفاق على تدشين الصندوق يعد انتصارًا دبلوماسيًا وخطوة حاسمة للتعامل مع الخسائر والأضرار الناجمة عن تغير المناخ، وشددا على ضرورة تسريع الخطوات المتعلقة بتدشين الصندوق وتحديد آلية عمله حتى تتحقق الاستفادة منه في أقرب وقت ممكن.
ونظم فريق رواد المناخ بالتعاون مع شراكة مراكش عددًا من ورش العمل المشتركة التي استهدفت إقامة وتوطيد العلاقات بين أطراف العمل المناخي، ومناقشة العمل الحالي والمستقبلي، واستكشاف فرص التعاون التي من شأنها تحقيق أهداف العمل المناخي في مجالات تخفيف الانبعاثات والتكيف مع تغير المناخ والتعامل مع الخسائر والأضرار الناتجة عنه.
تقرير فريق رواد المناخ أكد أن مؤتمر بون للمناخ هذا العام كان بمثابة تذكير قوي بالحاجة إلى إحداث التحول في العمل وتحقيق الشمولية في معالجة أزمة المناخ العالمية، كما يعد المؤتمر نقطة انطلاق لمؤتمر الأطراف الثامن والعشرين بدبي، حيث أكد أن الأطراف غير الحكومية ليست مجرد جهات مشاركة في العمل المناخي، ولكنها محركات للتغيير ذات تأثير ملموس، ويمثل تعزيز التعاون بينها وبين الحكومات أداة لتحصين الطموحات بشأن تحقيق هدف صافي الانبعاثات الصفري والوصول إلى عالم أكثر تكيفًا مع تغير المناخ.