كان يُنظر إلى الاستعداد ليوم القيامة على أنه هواية تقتصر على الأثرياء، لكن الأمريكيين العاديين أنفقوا مبلغًا مذهلاً قدره 11 مليار دولار على أدوات البقاء على قيد الحياة، في العام الماضي فقط، من أبريل 2022 إلى أبريل 2023.
تظهر الدراسات الاستقصائية أن حوالي ثلث مواطني الولايات المتحدة يعترفون بالتحضير، لكن القليل منهم لديهم الموارد التي يتعين على بناة المخابئ المليارديرات اليوم تخصيصها لملاجئهم الخاصة.
لقد أنفق أغنى أثرياء العالم على نحو متزايد مئات الملايين من الدولارات على تأمين مجمعات تحت الأرض، وجزر خاصة، وشقق سكنية للأثرياء فقط، بحسب ما نشرت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية.
في أواخر العام الماضي، تبين أن مارك زوكربيرج كان يبني حصنًا مخفيًا بقيمة 100 مليون دولار مدفونًا أسفل مزرعته في جزيرة هاواي، مزودًا بإمدادات الطاقة والغذاء الخاصة به وأبواب مقاومة للانفجار.
اشترى رجل الأعمال الملياردير فرانك فاندرسلوت، أغنى رجل في ولاية أيداهو، مؤخرًا مزرعة مساحتها 2000 فدان جنوب مجمع زوك مقابل 51 مليون دولار.
وقد أخبر سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، ذات مرة أنه والمؤسس المشارك لشركة PayPal”بيتر ثيل” لديهما ترتيب في حالة انتهاء العالم، فقد قال ألتمان في عام 2016، إن هما سوف يختبئان في إحدى عقارات ثيل في نيوزيلندا.
لكن أين سيبقون بالضبط؟ في عام 2022، منع مجلس المجتمع المحلي في الجزيرة الجنوبية بنيوزيلندا خطط ثيل لنحت مخبأه المحصن المهيب في المناظر الطبيعية بجانب بحيرة واناكا المحمية تاريخيًا.
أفاد المفوضون المستقلون الذين زاروا الموقع المقترح نيابة عن المجلس أن تصميم مخبأ ثيل “سيقلل بشكل كبير من جودة وطبيعة المناظر الطبيعية الرائعة” وكتبوا عن اقتراح ثيل، الذي كان من الممكن أن يقع بالقرب من جبل ألفا التاريخي في نيوزيلندا: ‘لقد صُدم جميع الأعضاء من تكرار ظهور أجزاء كبيرة من الاقتراح بشكل واضح ومباشر’.
لقد جعل جمال المناظر الطبيعية في نيوزيلندا وبُعد الجزيرة منها خيارًا شائعًا للذين يبحثون عن حصن طبيعي لنهاية العالم، وهو خوف متزايد نظرًا للحروب الإقليمية المتصاعدة وارتفاع حرارة تغير المناخ.
قال ريد هوفمان، أحد مؤسسي Thiel’s PayPal، لصحيفة The New Yorker إن نيوزيلندا من بين أغنى أغنياء العالم، ومن المفهوم بهدوء أنها المكان المناسب للاحتماء في حالة وقوع كارثة.
وقال هوفمان: ‘إن القول بأنك ‘تشتري منزلاً في نيوزيلندا’ هو نوع من ‘غمزة، غمزة، لا تقل المزيد’.
وقال رود دروري، الرئيس التنفيذي لشركة برمجيات المحاسبة النيوزيلندية Xero المدعومة من ثيل، إن المليارديرات الأمريكيين “يعاملون نيوزيلندا على أنها بمثابة الحصن المنيع”
ومثل ثيل، يحمل الملياردير المؤسس المشارك لشركة جوجل، لاري بيج، الإقامة في نيوزيلندا بعد منحها العام الماضي، ومن المعروف أن رجل الأعمال ميهاي دينوليسكو ترك وراءه شركة ناشئة للعملات المشفرة عند اندلاع جائحة كوفيد-19 في عام 2020 وهرب إلى نيوزيلندا مع زوجته.
وبحسب ما ورد توجد بالفعل مخابئ في هاميلتون وهانمر سبرينجز وواناكا، ولكن هناك المزيد من الخيارات المحلية أيضًا، تشتهر القرية المطلة على خليج بيسكين جنوب ميامي باسم , وهي مزيج من المشاهير وأباطرة الأعمال.
سوف يختبئ ملياردير أمازون جيف بيزوس وخطيبته لورين سانشيز قريبًا في هذا الجيب الثري، حيث سيكون نجم اتحاد كرة القدم الأميركي المتقاعد توم برادي، والابنة الأولى السابقة إيفانكا ترامب، والمغني جوليو إغليسياس جيرانهم.
لم يشتر ثالث أغنى رجل في العالم عقارًا واحدًا بل عقارين متجاورين في إنديان كريك بمبلغ إجمالي يقارب 150 مليون دولار هذا العام.
في العام الماضي، قام التحالف غير الربحي المكون من فيزيائيين وباحثين آخرين وراء نشرة علماء الذرة بضبط ساعة يوم القيامة على 90 ثانية حتى منتصف الليل، وأوضح بيان ساعة يوم القيامة لعام 2023 أن “حرب روسيا على أوكرانيا أثارت أسئلة عميقة حول كيفية تفاعل الدول، مما أدى إلى تآكل معايير السلوك الدولي”.
وأضافوا:”والأسوأ من ذلك كله هو أن تهديدات روسيا المبطنة باستخدام الأسلحة النووية تذكر العالم بأن تصعيد الصراع، عن طريق الصدفة أو النية أو سوء التقدير – يشكل خطراً رهيباً”.
وقد تزايدت هذه المخاوف مع تهديد حملات القصف الإسرائيلية على غزة، رداً على حماس، بإشعال حرب أوسع نطاقاً في الشرق الأوسط، ولم تفعل المخاوف المتبقية من حدوث جائحة آخر، على غرار كوفيد 19، أي شيء لتهدئة الخوف من الانهيار المجتمعي.
في الواقع، أثبت جيل Z، أولئك الذين ولدوا بعد عام 1997، أنهم الأكثر احتمالية للاستعداد لكارثة: فقد ادعى 40% أنهم أنفقوا الأموال على إمدادات يوم القيامة في عام 2022، وفقًا لاستطلاع أجرته Finder.
وصف الكاتب التكنولوجي دوجلاس روشكوف مؤخرًا اجتماعًا سريًا في وسط الصحراء الأمريكية حيث قام خمسة أشخاص فاحشي الثراء باستجوابه حول كيفية إعداد مخابئهم ليوم القيامة بشكل أفضل بأسئلة مثل “كيف يمكنني الحفاظ على السلطة على قوات الأمن الخاصة بي بعد ذلك؟”.
وقد ظهرت مجموعة من الشركات على استعداد لتلبية هذا الطلب، بما في ذلك شركة Rising S، التي تقول إنها قامت ببناء 14 ملجأً محصناً في نيوزيلندا؛ وشركة Survival Condo، التي تحول صوامع الصواريخ الأمريكية المهجورة إلى مباني شاهقة تحت الأرض؛ وشركة Oppidum ومقرها التشيك، والتي تقدم مخابئ فاخرة للغاية للمليارديرات في أي مكان في العالم.
لقد قام المزيد والمزيد من الأثرياء بشراء الجزر أو على الأقل أجزاء كبيرة منها في السنوات الأخيرة، ويتصدر ريتشارد برانسون وجوني ديب قائمة المقالات المتعلقة بالجزر المملوكة للقطاع الخاص، إلى جانب العائلات الثرية مثل عائلة دوبونت وديزني.
حتى أن البعض يدفع مبالغ كبيرة ليصبحوا مواطنين في بلدان مختلفة. إن ما يسمى بـ التأشيرات الذهبية تسمح فعلياً للأثرياء بالحصول على الإقامة وحتى الجنسية في بلدان أجنبية مقابل أموال نقدية باردة.
