قصة كفاح غير عادية، بطلتها مديحة جاب الله، ابنة محافظة قنا، التى تأبى أن تتوقف أحلامها وطموحاتها، أمام صخرة العمى، الذي أصابها نتيجة خطأ طبى وهى طفلة صغيرة لم تتمتع برؤية الحياة كمثيلاتها من الفتيات، لكنها تراها جميلة بقلبها وعقلها اللذان لا يتوقفان عن الأحلام والتحدى لإثبات الآية القرآنية التي تقول” إنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التى في الصدور”.
“مديحة جاب الله” التى تقطن في قرية دندرة بمحافظة قنا، واجهت صعوبات وعقبات لو واجهها أصحاء أقوياء، لأعلنوا استسلامهم ورفع الراية البيضاء بلا تردد، فقد بدأت العقبات بنشأتها وسط أسرة بسيطة الحال في قرية تبعد عن المدينة بعدة كيلومترات، تحتاج لأكثر من وسيلة مواصلات للوصول إلى المدينة، مروراً بعدم وجود فصل محو أمية للمكفوفين بمحافظة قنا ، وانتهاءًا بوفاة والدها في أول عام لها بالجامعة.
أول كفيفة تحصل على شهادة محو أمية بقنا
ثمار التحدى المبكرة بدأت مع” مديحة جاب الله” بحصولها على شهادة محو الأمية من محافظة أسوان، لتكون أول كفيفة تحصل على شهادة محو أمية بمحافظة قنا عام 2013 ، وتوالت التحديات بدخول الإعدادية، والنجاح بتفوق، لتلتحق بعدها بالثانوية العامة، وتتمكن من الحصول على الشهادة الثانوية بمجموع 72%، وتواصل تحديها لكافة العقبات بالالتحاق بقسم الدراسات الإسلامية بكلية الآداب بجامعة جنوب الوادى، وتتخرج منها بتقدير جيد مرتفع والرابعة على دفعتها.
أحلام” مديحة جاب الله” لم تتوقف بعد هذا التميز والنجاح، فقد توجهت لجامعة جنوب الوادى لسحب أوراق الالتحاق بالدراسات العليا، لتحقيق حلمها بالحصول على الماجستير والدكتوراه، لتكمل حلمها في مجال التعليم، مع أمنية أخرى لا تفارق خيالها تتمثل في زيارة بيت الله الحرام، لأداء فريضة الحج أو العمرة، وزيارة المصطفى صلى الله عليه وسلم.
طموحاتى لن تتوقف قبل الحصول على الماجستير والدكتوراه
واستطردت جاب الله،، وقدمت بعدها مباشرة بالمرحلة الإعدادية، وتمكنت من اجتيازها بمجموع 255، وقررت بعدها الالتحاق بالثانوية العامة، واجتزتها بمجموع 72%، واستكملت رحلتى بالالتحاق بالجامعة، ورغم وفاة والدى خلال التحاقى بالفرقة الأولى بكلية الآداب، وظروف كورونا في الفرقة الثانية، إلا أنني استطعت أن أعوض ذلك في الفرقتين الثالثة والرابعة، وتمكنت من الحصول على الشهادة الجامعية بتقدير تراكمى جيد مرتفع والرابعة على الدفعة، لكن رحلتى لم تتوقف فقد بدأت إجراءات الدراسات العليا تمهيداً للحصول على الماجستير والدكتوراه.
و أشارت جاب الله، إلى أن رحلتها التى كانت مليئة بالتحديات، كان لأسرتها وخاصة شقيقتها أنوار فضل كبير فيها، حيث كانت ترافقها بشكل دائم من وإلى المدرسة والجامعة، وجمعية رسالة خلال الفترة الجامعية، فضلاً عن بعض المدرسين و قيادات محو الأمية خلال فترة الحصول على شهادة محو الأمية التى فتحت لها الباب أمام استكمال مسيرتها التعليمية، مضيفة بأنها في الوقت الذي كانت تتحدى الظروف كان بعض المحبطين الذين يرون أنها يجب أن تكتفى بالثانوية العامة، لكن هذا الإحباط تحول إلى تشجيع ومؤازرة فيما بعد.
أحلم بزيارة بيت الله الحرام
وتأمل جاب الله، أن يكون لجامعة جنوب الوادى دور جاد في تخفيض مصاريف الدراسات العليا، حتى تتمكن من استكمال رحلتها التعليمية والحصول على الماجستير ومن بعده الدكتوراه، بلا عقبات أو عراقيل كما حدث في بداية رحلتها التعليمية، كما تأمل أن تتمكن من زيارة بيت الله الحرام.
https://fb.watch/mMy_5pbfR1/